fbpx
عن التغييرات القيادية المزعومة.

د عيدروس نصر ناصر
بين وحين وآخر تقوم بعض المواقع الإلكترونية الصفراء (إن جاز تسميتها)، بإنزال تسريبات تتحدث عن تغييرات في المناصب القيادية في بعض المحافظات، وهذه الأيام تسرب تلك المواقع أحاديث عن تغييرات مزمعة في محافظة عدن ومحافظات جنوبية أخرى.
الحقيقة أن مسألة إجراء تحويلات وتبديلات في بعض المواقع الحكومية (الإدارية والأمنية والعسكرية) أمر ممكن وعادي في كثير من الحالات، وهو حق مشروع لرئيس الجمهورية يستمده من دستور الجمهورية باعتباره رمز للدولة ومسؤول أول عن تسيير شؤونها، لكن ما يثير التساؤل هو لماذا حركات جس النبض التي تلجأ إليها الموقع الصحفية والمنابر الإعلامية المحسوبة على رئيس الجمهورية، وما حاجة رئيس الجمهورية إلى هذا النوع من التسريبات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولها من الأضرار أكثر مما تحقق من نتائج إيجابية لصالح الرئيس وشرعيته، والأهم من هذا لماذا لا توجه سهام تلك المواقع إلا على من لم بتورطوا في مفاسد وحروب وحماقات وجرائم المخلوع وتحالف 7/7؟.
معظم المواقع الإلكترونية التي تتحدث عن تغيير محافظ عدن أو مدير أمنها أو قائد المنطقة العسكرية الرابعة، تعبر عن تمنيات من يديرونها ويمولونها الذين يسعون إلى جعل تلك التمنيات أمرا واقعا، من خلال توطين النفسية الاجتماعية على تقبل أي تغيير قد يتم بعد هذه التسريبات، والأغرب من هذا أن تلك المواقع والمنابر لا تتحدث إلا عن تغيير من لا يروقون للقائمين عليها من المسؤولين ثم بعد ذلك تأتي تسريبات تعيين البديل لتعبر مجددا عما يتمناه صانعوها.
ليس في المناصب الحكومية لدى الشرعية ما يغري، خصوصا إذا ما علمنا أن أقل مسؤول من المقيمين المناطق المحررة وفي عدن على وجه الخصوص قد تعرض لأكثر من محاولة اغتيال، ما يعني أن تغيير هذا المسؤول أو ذاك من المهددة حياتهم هو إنقاذ لهم من موت ينتظرهم في أي لحظة على قارعة الطريق، لكن السؤال الذي يكمن وراء كل هذا هو ما إذا كان البديل الذي يجرى إعداده يمكن أن يأتي بالأفضل، ولنا أن نتذكر أن أول محافظ أمسك بعدن بعد التسوية السياسية في العام 2012 كان وحيد رشيد، ويومها هلل الكثيرون طربا لوجود محافظ من أبناء عدن بعد أن ظل الوافدون من خلف نقيل سماره يتناوبون على عدن، لكن لم تمض إلا أيام قليلة حتى كشر هذا الذي رحب به أبناء عدن عن طقم أنيابه المخفي وكانت هديته لعدن مذبحة 21 فبراير 2013م والتي شملت عشرات القتلى والجرحى، ليبرهن هذا المحافظ أنه وفي لمادئ 7/7 حتى وإن جاء متلفعا رداء الثورة الشبابية، وليدفع الكثير من أبناء عدن إلى الترحم على أيام طه غانم وأحمد الكحلاني.
وما جرى مع وحيد رشيد جرى مع رئيس الحكومة بن دغر الذي هللت تلك المواقع لمجيئة ووعدت أبناء عدن أن الفردوس في حقيبته، وترافق ذلك مع هجوم إعلاامي بلا معنى على رئيس الحكومة السابق خالد محفوظ بحاح، الذي قيل أنه السبب في ما تعاني عدن من ويلات، لكن هذه الويلات قد تنامت وتعاظمت مع قدوم بن دغر لتتحول عدن إلى كومة كبيرة من الخرائب ومقلب واسع من النفايات وبحيرات متواصلة من مياه الصرف الصحي
متى يكف الإعلام الذي يدعي مناصرة الرئيس عن ثقافة الدس والوقيعة وتسريبات جس النبض التي لا تصلح إلا في مجتمعات الوشاية وجماعات النميمة، ومتى يعتمد رئيس الجمهورية على مؤسسة إعلامية محترمة تتمتع بالمهنية واللياقة والتهذيب والتفكير الاستراتيجي بعيدا عن مناقرات العواجيز ومناكفات الطبائن؟