fbpx
إن لم نساعد أنفسنا.. لن يساعدنا احداً (1/2) كتب – د. صبري العمري
شارك الخبر


*بقلم/ د. صبري ثابت العمري*
هكذا يقول الواقع، وهكذا يفكر العقلاء، دائماً وابداً الاعتماد على النفس بعد الله خير وسيلة لتحقيق الهدف والنجاح، ومن أعتمد على غيره قضى حياته بين التمني والندم، حتى التوكل على الله يحتاج إلى أسباب ، فلن يأتيك الله برزقك وأنت قابع نائم في بيتك لا تحرك ساكناً، أن لم تشحذ همّتك وتطوع العالم لأجلك وتستغل الفرص فلن تصل إلى مبتغاك. حتى في المعجزات الإلهية ربنا سبحانه وتعالى لا يجعلها تخلوا من سبب أو عمل، النبي موسى عليه السلام أمره الله أن يضرب بعصاه البحر كي ينشق ويمر هو وجنوده، كان ربنا قادر على أن يشق البحر دون الحاجة إلى أن يأمر موسى ان يضرب البحر بعصاه، وكذلك الحال لسيدة مريم قال لها هزي أليكِ بجذع النخلة تُساقط عليك رطباً جنياً، مع أن الله قادر أن يشبعها دون الحاجة للرطب، وكذلك بالنسبة للنبي أيوب أمرهُ الله بقوله ” أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب” ، وكثير من المعجزات الألهية أحدثها الله بفعل أصحابها ولو كان فعلاً بسيطاً.
أحببت أن أبداء بهذه المقدمة كي إسقطها على واقعنا في الجنوب، كلنا يتذكر حالنا حتى ليلة 25 مارس 2015م، وكانت ليلة ما أقساها وكم كان ألمها حين اجتاحت قوات صالح والحوثي الجنوب بكل سهولة ويسر ومروا مرور الكرام من العند، فلحج، وصولاً حتى عدن، دون أي مقاومة وسيطروا على كل المعسكرات وبسطوا أيديهم على كل شيء ،حينها أيقنّا كُلنا إن الجنوب قادم على أحتلال أشد من أحتلال 94م، بل هذه المرة أتى الاحتلال ليقضي ليس على الهوية فقط بل حتى على العقيدة، أحتلال ليقضي على الحراك الثوري التحرري وينقله من القمة إلى القاع، صحيح أن القضية الجنوبية لن تنتهي وتبقى القضايا العادلة سائدة مهما حاولوا وئدَّها، لكن أتت عاصفة الحزم كالنسيم في اليوم شديد الحرارة، أتت لتنقذنا من وضع ربما لا نستطيع فيه ان نتجراء على ذكر جنوب أو رفع علمه، كلنا رحبْنا بها وأيدناها وساندناها رغم أن اهدافها واضحة وأن استعادة الجنوب ليس من حساباتها ، لكن العقل والمنطق يحتم علينا ذلك، على الأقل قضت على أغلب الترسانة العسكرية للعدو وجعلت أرض الجنوب تحت أيادي أبناءه، وأصبحنا نمتلك مقاومة بعتادها، الآن اصبح الدور على أبناء الجنوب أن يساعدوا انفسهم، أن يبنوا مؤسساتهم، أن يوحدوا أنفسهم تحت حامل سياسي واحد، لا تنتظروا من دول التحالف أن تقول لكم هذا الجنوب أذهبوا به حيث تشاؤون، دول التحالف عملت الذي عليها أتى الدور علينا أن نوحد الصف ونتعلم من أخطاء تفريخ الحراك إلى تكتلات لا دور لها الا زيادة التمزق والتشظي، يجب أن نتعلم من الدرس وأن نحافظ على أفضل مكتسباتنا وهو المقاومة الجنوبية تحت مسمى واحد، اتركوا المسميات كتائب الفلاني والفلاني و…..، كل المقاومة يجب أن تنظوي تحت مؤسسات رسمية معترف بها كالأمن والجيش، يجب أن نفهم المثل القائل “من لم يتعلم من الدرس الأول استحق الثاني”، ربنا لا يرينا إياه.
يجب أن نحافظ على مؤسساتنا ونفعلها، ونستغل مواردها، كميناء عدن، الضرائب، مطار عدن يجب أن يفتح ويوضع تحت حماية أمنية وليس ملشاوية، تشجيع المستثمرين وحمايتهم لما لهم دور من رفع الجنوب أقتصادياً، وتوفير فرص عمل لأبناء الجنوب، ونقل صورة أيجابية للعالم أن الجنوب آمن وعجلة التنمية تتحرك، وغيرها من مصادر الدخل كضرائب القات ، يجب أن تسخر لبناء الجنوب، ألتزامنا بتسديد فواتير المياة والكهرباء والهاتف كل هذه الأشياء توفر مجال لأستمرارية عمل المؤسسات دون الاعتماد على غيرنا،
يجب أن لا تكون وطنيتنا أن نتغنى بالجنوب كأسم فقط، ونسقط في أول امتحان يغري النفس وشهوتها وننسى معنى الوطنية. اليوم العالم ينظر لنا كيف نتصرف وماذا نصنع، ماذا يحملون من مشروع. فلا تراهنوا على التحالف ولا على فشل المحتل في بناء دولة، المجتمع الدولي يرى أن جنّي تعرفه أفضل من جنّي ما تعرفهوش. دول التحالف منذو أول يوم في الحرب أعلنت أهدافها، أستعادة شرعية هادي وحماية حدودها فقط. دول التحالف أستغلت الفرصة وهي وجود هادي على الحكم وأمّنت نفسها من التمدد الفارسي إلى أراضيها، دول التحالف كانت كما الريح التي تهُب في إتجاه حركة سفينتنا، فأن توقفت تلك الرياح فلا نقعد نضع أيدينا على بعضها بل يجب أن نُجدّف ونُجدّف حتى نصل، الأرض أرضنا، ونحن من يقع تحت ظلم المحتل، الجنوب لن ولن يأتي إلا بأبناءه، فأن لم تساعدوا أنفسكم فلن يساعدكم احداً، والفرصة التي تأتيك اليوم لن تتكرر غداً.

أخبار ذات صله