fbpx
أبشروا (عدن) مثل ماليزيا- بقلم : انور محمد سلمان
شارك الخبر

 

قالوا عدن ستكون مثل ماليزيا.. وقال آخرون أن عدن ستكون توأم دبي.. وما علموا أن عدن قبل خمسين عاماُ كانت لوحدها دُنيا.

 

حتى رحلت بريطانيا عام 1967م وجاء القوميون والإشتراكيون ومن بعدهم الوحدويون والمتسلطون والمتنفذون والسرق والفاسدون والقبليون والعائلة والمشايخ والجنرالات وكل الآفات.. كلهم جاءوا يحملون معاول الهدم.. هدموا حريات وثقافات ونظام وقانون وتجارة وإقتصاد ووظائف ومؤسسات وشباب وجيل وكادر ودماء.. وما أبقوا لعدن من شيء.

 

عام 2015م جاءها الرئيس الشرعي من صنعاء وأعلنت الرئاسة أن (عدن) هي عاصمة مؤقتة لليمن فكانت أشبه بنكته لأن التوقيت يا هادي جاء متأخراً (26) سنة وما عاد تصلح عدن أن تكون عاصمة بعد أن شلحوها تشليح ورموها خلف التاريخ.

 

مؤخراً أعلنت الحكومة الشرعية ” البدأ بتدشين عملية إعادة بناء وإعمارالمباني التي تضررت ودمرت في الحرب العدوانية”.

كما أعلنت الحكومة الشرعية أن ” 50 ميجاوات كهرباء وصلت ميناء عدن ” و ” سفينة وقود في طريقها إلى عدن “.

 

عُذراً يا سادة ما نرى في ذلك إلاَ تراقيع إسعافية نشكركم عليها كثيراً ولكنها معالجة متواضعة لا ترقى إلى مستوى المصيبة.

مصيبة (إقليم عدن) المحرر فاذحة .. وبعد عام كامل من التحرير ما رأينا (إقليم عدن) إلاَ وقد أزداد دماراً وهلاكاً وضياع:

 

ميناء متعثر ومصفاة كسيحة وشباب عاطل وجيل ضائع وكادر تائه ومؤسسات منهارة بالكامل.. فلا مؤسسات أمنية ولا مؤسسات شرطة

ولا قضاء ولا كهرباء ولا وقود ولا ماء ولا مجاري ولا بلدية ولا تعليم ولا صحة ولا إقتصاد ولا تجارة.. وكل شيء يأتي من صنعاء.

السيولة ضائعة والبنوك خاوية.. والإيرادات تُرحل في وقتها إلى الحوثي وعفاش والميزانية والخزينة بيد الحوثي وصالح.

الأسعار تغلي والناس مدوخين بلا رواتب ولا معاشات ولا أعمال.

لا سلطة نافعة ولا حكومة شافعة ولا رئاسة ناصحة ولا دولة صالحة..وما نرى إلاَ الفساد سيد الموقف وما نرى (إقليم عدن) إلاَ وهو يهرول.

 

تلك هي أساسيات الحياة المطلوبة (لإقليم عدن) بناء مؤسسي ومتطلبات أساسية في الماء والكهرباء وغيرها مثلهم مثل كل البشر في الصومال وفي جيبوتي وفي جزر القمر وفي جزر واق الواق.. ولا نطمع فيما عداهم.. والأمر يتطلب جدية وسرعة ونزاهة في المعالجة

و شركات الإستثمار الدولي والعربي في الإنتظار حتى يكون إقليم عدن مثل ماليزيا أو توأم دبي أو كما كان عليه قبل 50 عاماً لو تقدرون.

 

الخوف أن يسقط (إقليم عدن) المُحرر كله مجدداً بيد عفاش أو يسقط بيد أطماع فارس.. فإن إبقاء المناطق (المُحررة) هكذا مُدمرة ومتهالكة دون الشروع في بناء مؤسسي شامل يشكل بؤرة فوضوية فاسدة وبيئة حاضنة للفوضى والإرهاب والأطماع الفارسية.

 

نتساءل:  ما هي المصلحة أن يبقى (إقليم عدن) مدمراً  ويزداد تدميراً دون بناء مؤسسي ولا إعمار شامل  ؟

وما هي مصلحة السعودية والإمارات أن تبقى مناطق حرروها بالدماء والتضحيات ثم يتركونها مدمرة متهالكة وغارقة في الفوضى  ؟

هل هي سياسة من سياسات الحرب نحن نجهلها.

أم هي إنتكاسة في إدارة الحرب نحن نخشاها.

أم أنها نصيحة اصدقائنا الإمريكان.. فقد نصحوا بالإيرادات والخزينة والبنك المركزي أن تبقى بيد الحوثي ونصحوا بعدم إقتحام صنعاء.

أخبار ذات صله