fbpx
عشر وقفات مع انقلاب تركيا..!

(اعذروني مقال طويل لكنه مهم)

1- هذا الانقلاب له أبعاد ودلالات كبيرة، ومنعطف فاصل بين مشروعين، وهو يوم له ما بعدة كما تقول العرب…..

2- أمريكا والغرب وإسرائيل وإيران وأذنابهم منزعجين من تركيا، وقد صرح أعضاء من الكونجرس قبل مدة أننا نقبل الانقلاب في تركيا، وبدأ الاتحاد الأوربي بمغازلة الانقلاب، وأنه عمل كبير..
والسفارات تجهز بيانات التأييد الضمنية اللبقة المقززة كعادتها..
لم يبادروا بإدانة الانقلاب، وكثير من قنواتهم روجت وظهر نفاقهم ومكرهم وما تخفي صدورهم أكبر..
وإدانتهم المتأخرة سياسة التعامل مع الواقع ببرجماتية كعادتهم لحفظ ماء الوجه، ولكن المتابع الفطن يعرف انه ليس لهم ماء ولا وجه…
ويقدر المشروع الصليبي الصهيوني والصفوي الفارسي أنه بسقوط البوابة الشرقية العراق، وسقوط البوابة الغربية تركيا، سيكون الطريق معبدا لقلب العالم الإسلامي ولن يقف أحد في طريقهم…

3- الروح الإسلامية المتصاعدة في تركيا…وانبعاث الروح العثمانية التي لها تاريخ عريق لا تنساه ذاكرة اوربا…
ومن دلالاته سيادة تركيا وعزتها وقوتها ووقوفها مع قضايا المسلمين، واستلهام هذا النموذج في العالم الإسلامي والتعاون معه، سيبث روحا جديدة بالسيادة والعزة والاستقلال في العالم الإسلامي، الذي يتوق لذلك بعد إذلال الغرب له…
وهذا مزعج للغرب الذي يريد المسلمين ضعافا ومقسمين ومتخلفين…

4- النهضة الاقتصادية التي نقلت تركيا لمصاف الدول الكبرى، بشهادة وتصنيف المنظمات الاقتصادية العالمية، وانتقلت من صناعة وسائل النقل والسفن والالكترونيات إلى الدبابات المصفحة والطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية العسكرية وغيرها…
وعرقلة هذا من مرامي رعاة الانقلاب …..

5- الرؤية الطموحة لتركيا 2023م….في هذا العام ستنتهي اتفاقية لوزان التي ابرمت بمدينة لوزان بسويسرا عام1923م…وقضت بإلغاء الخلافة وتقسيم العالم الإسلامي وحجمت تركيا ونزع سلاح الجيش التركي واضعاف السيادة على مضيقي البسفور والدردنيل….
تريد تركيا عام2023م ان تكون دولة عظمى من أولى دول العالم، وتقاربها مع السعودية الطموحة بمشروعها 2030م ومع دول إسلامية أخرى مقلق ومزعج للأعداء جميعا…
قال كريزون رئيس وزراء بريطانيا حينها وقد أشرف على اتفاقية لوزان: لن تقوم لتركيا قائمة بعد اليوم، لقد نزعنا مصدر قوتها ، وهو الإسلام والخلافة…ا،ه.

واستباقا لموعد انتهاء الاتفاقية تدبر المؤامرات والانقلابات….
لكن الأمور تغيرت اليوم..

6- سقطت الأقنعة عن أدعياء الحرية والليبرالية و احترام إرادة الشعوب والسيادة والشرعية والدستور والقانون…
وقد سقطت مرارا وتكرارا ولكن في كل مرة يكتشفها بعض المغررين الذين خدعوا بها ، وتزداد صورتهم البشعة وضوحا وأضغانهم انكشافا..

7- جماعة كولن الصوفية الاجتماعية تزعم أنها لا دخل لها بالسياسة…ولكن التاريخ يعيد نفسة….
فكم كانت بعض الطرق الصوفية والطوائف المبتدعة ممسحة للمحتل وعميلة لأعداء الأمة، وهم مجرد واجهة كما رسم لهم من دوائر استخباراتية نفذت مقررات مراكز الدراسات الغربية، ومنها معهد راند السيئ الصيت…

8- بعض من ينقمون على اردوغان وحزبه انتماءهم أو أخطاءهم، وصحيح أن وضعهم ليس مثاليا……
لكن السؤال: هل الطرف الآخر أحسن منهم، كيف تقارنون العلمانية ومحاربة الدين والفساد المالي والإداري وما كانت عليه تركيا دينا ودنيا بوضعها اليوم وما انجزه أردوغان وحزبه….
ألم يفرح الصحابة بانتصار الروم على الفرس، لكن البعض بجهل وحقد أعمى يريد التشفي بأي طريقة…والأقبح أن يلبس ذلك ثوب الدين…
ما لكم كيف تحكمون…..

9- بعض الخصوم والأعداء مهما اختلفوا معك ، فيحتفظون بشرف الخصومة، وتصدر منهم مواقف في ساعات حاسمة جديرة بالاحترام، ويدونها التاريخ، وكان موقف الأحزاب العلمانية التركية بإدانة الانقلاب موقفا مشرفا….
وكم في التاريخ والواقع من خصوم حين يلتزمون بمبادئهم تحترمهم ولو اختلفت معهم….
يا ليت حثالات العرب يتعلمون من ذلك….

10- ماذا ستتعلم الشعوب والجيوش العربية من هذه الحادثة ….
كان الشعب شجاعا ومبادرا، وكان في الجيش وعي، حتى كثير من الانقلابيين لم يستخدموا أسلحتهم ضد شعبهم، فالجيش يدافع عن الشعب لا يقتله، وكان في ثبات القيادة الهام لثبات الشعب..

لا عجب من المجرمين والأنظمة القمعية وإعلامهم الأجير….قالوا: مدبرة…امريكا تدخلت…..وغيرها من شنشناتهم….
شككوا في موقف الشعب التركي…والجيش الذي لم يؤيد الانقلاب….
لكن تركيا عاشت اربعة انقلابات…جربت حكم العسكر و أسقطت حكم الإسلاميين مرات وكافحوا من الخمسينات بالوسائل السلمية وصبروا كثيرا……
ماذا جنت تركيا وما نتيجة انقلابات الجيش العلماني: ….القمع….التخلف…الفساد..
الهوان…الديكتاتورية، ..واستجداء أوربا واللهث وراء صندوق النقد …
وضياع الدين والدنيا…..

لا نشك أن التغيير قادم ان شاء الله،وأن من يستمد بقاءه من القمع والكبت وشراء الذمم والتآمر مع أعداء الأمة والفساد المالي والإداري ، ولا يملك مشروعا للنهضة والتنمية وبقاءهم مرهون بالعمالة وشحت الهبات ولا يحمل هوية تنتمي لهوية شعبه وأمته….
هؤلاء سينتهون باذن الله لا محالة، ولا مكان لهم في المستقبل إلا مزبلة التاريخ..
والأولوية اليوم للإهتمام بالشعوب بكل أطيافها والالتحام معها والصبر عليها، وتقديم مشروع عملي واقعي بحجم الوطن والأمة يستنهضها في ضوء دينها وهويتها ويتجاوز الجماعات والأحزاب والانتماءات الضيقة …

ومهما كان فالصراع بين الحق والباطل وتدافعهما سنة ربانية ماضية إلى قيام الساعة…..

(والحق ممتحن ومنصور فلا**تعجب فهذي سنة الرحمن)…