fbpx
مفتي مصر لوسائل الإعلام الألمانية: تجديد الخطاب الديني ضرورة حياتية ومجتمعية
شارك الخبر

يافع نيوز – المصري اليوم

حظيت زيارة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إلى ألمانيا ومحاضرته التي ألقاها في جامعة «بون» باهتمام إعلامي كبير من كبريات وسائل الإعلام الألمانية والعالمية.

وعقد المفتي لقاءات إعلامية عدة على هامش زيارته إلى ألمانيا مع عدد من وسائل الإعلام العالمية من بينها «دويتشيه فيله، وهافنجتون بوست، والتليفزيون الهولندي، سودويتش تسايتونج، وكولنر شتادتساينجر، وكاثلويشي آجنتور».

وأكد «علام»، خلال لقاءاته الإعلامية، أنه ينبغي إدراك الواقع المصري بكل مشتملاته وسياقاته الصحيحة وأخذ المعلومات حول مصر من المصادر المعتمدة حتى تتكون رؤية صحيحة عن حقيقة الأوضاع بالقاهرة، مشيرًا إلى أن تجديد الخطاب الديني ضرورة حياتية ومجتمعية، وأن التجديد الذي نعنيه هو تجديد في الآليات والوسائل بعيدًا عن المساس بالثوابت المتمثلة في القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وقال إن «من المبادئ الأساسية للنظم الديمقراطية هي الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وألا تتدخل سلطة في عمل أخرى، وهو ما نحرص عليه في مصر في الوقت الحاضر»، موضحًا أن الفكر المتطرف يعتمد بالأساس على فكرة الصراع والصدام مع الآخر على الرغم من أن الدين الصحيح يُسلِّم بتعدد الأبعاد والرؤى ويعمل على التواصل مع الآخرين وقبولهم والانفتاح على العالم.

وأضاف أن جماعات التشدد والتطرف والإرهاب كلها تنهل من مَعِين واحد وإن اختلفت مسمياتها وهو فكر ﺍلخوﺍرﺝ الذي ظهر في منتصف القرن السابع الميلادي، وداعش يمثل إحدى هذه الموجات التكفيرية.

وشدد المفتي على أن الجماعات الإرهابية دائمًا ما تجتزئ آيات القتال في القرآن وتبترها من سياقها ولا تربطها بالآيات قبلها وبعدها حتى يختلط الأمر على العامة ولا يفهم المسلمون ما تحث عليه الآيات وما أحكامها، فتظهر على أنها دعوة للقتل فقط ودون أسباب.

ولفت إلى أن العلاقة مع غير المسلمين في نظر الجماعات الإرهابية هي السيف والحرب والصدام، وأن كل ما ورد في القرآن والسنة من أخلاق العفو والغفران والصفح والصبر والبر والقسط والتسامح في التعامل مع الآخر كله منسوخ، مشيرًا إلى أن الدين الصحيح محب للحياة ويعمر الكون.

وذكر «علام» أن الجماعات الإرهابية تجذب أتباعها من خلال تصدير خطاب ديني واحد يعتمد السردية التي تستقطب عددًا كبيرًا ممن يفتقرون إلى الإحساس بالهوية أو الانتماء من الشباب صغير السن الذي يرغب في المغامرة في إطار إسلامي دون وعي ولا بصيرة.

وأكد المفتي أن الإفتاء إحدى الأدوات المهمة من أجل استقرار المجتمعات، وإن كانت الجماعات المتطرفة تستخدمه كأداة لهدم المجتمعات ونشر الفوضي وتستغل بعض النصوص الدينية التي تفسرها بمنطق مشوِّهٍ غير علمي من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية وتبرير أعمالهم الإجرامية.

وشدد على أن الإسلام يفرض على المسلمين الالتزام بقيمه العليا مع جميع من يتعامل معهم سواء من المسلمين أو غيرهم، وهذه القيم تشمل الإحسان والصدق والوفاء بالعهد والعدل والتسامح والرحمة، مشيرًا إلى أن مصدر التبرير المزعوم لكثير من مظاهر التطرف والعنف في العالم الإسلامي وخارجه ليس مرده إلى تعاليم الأديان ولكن لمجموعة معقدة من العوامل نحتاج لفهمها جيدًا وبشكل معمق حتي نعالج هذه الظواهر التي تهدد العالم أجمع.

وأشار إلى أن دار الإفتاء تعمل على تصحيح صورة الإسلام والمسلمين وإصلاح ومواجهة كل أنواع التشويه التي تقترفها الجماعات الإرهابية والتي ساهمت في انتشار ظاهرة «الإسلاموفوبيا» في الغرب تحديدًا.

وتابع: «نحن في مركب واحد مهما بعدت المسافات، وأمامنا عدو مشترك، وإن الحلول الأمنية والعسكرية غير كافية للقضاء على التطرّف والإرهاب بل لابد أن نعتمد على الحلول الفكرية أيضًا لأن الفكر لا يعالج إلا بالفكر».

ولفت «علام» إلى ضرورة التعامل مع الشباب وفتح قنوات حوار مفتوح معهم على صفحات التواصل الاجتماعي لتحصينهم من الأفكار المتطرفة وبث الأفكار الصحيحة لتعاليم الدين الإسلامي، مؤكدًا أن الإسلام الصحيح بإمكانه أن يسكت أصوات الأقلية المتطرفة.

 

كتب: أحمد البحيري

أخبار ذات صله