fbpx
ثلاثة سيناريوهات للتفاوض اليمني في الكويت الواقع بين مساري الصبر والانشقاق
شارك الخبر
ثلاثة سيناريوهات للتفاوض اليمني في الكويت الواقع بين مساري الصبر والانشقاق

يافع نيوز – متابعة خاصة:

تُواجه المفاوضات اليمنية في الكويت مصاعب وعراقيل كثيرة، سوف تظل تطرح إشكاليات أمام الوصول إلى اتفاق نهائي للصراع، ومن أهم هذه العراقيل والمصاعب أن المفاوضات تُعقد قبل أن يصل أطرافها إلى مرحلة النضوج، أو قبل أن تتضح مؤشرات محددة بشأن المنتصر أو المهزوم في هذه الحرب، لكن هناك مؤشرات على إدراك الطرفين بأن النصر لأيٍّ منهما هو أمر شبه مستحيل.

ويدرك الطرفان أن تحقيق الانتصار الكامل يحمل في طياته خسائر لا حصر لها، وأن الاستمرار في المسار الراهن أصبح مأساويًّا على الجانبين، لكن لا تزال قدرة كلٍّ منهما على حرمان الآخر من النصر عالية، وتصل إلى حد إمكان تحمل الاستمرار في الحرب بخسائر من أجل حرمان الآخر من النصر.

 

ثلاثة سيناريوهات:

في ضوء ذلك، يمكن توقع ثلاثة سيناريوهات للمفاوضات الراهنة:

السيناريو الأول: الصبر على المسار الراهن، وهو ما يعني الاستمرار في الخط الراهن في المفاوضات بالكويت (التفاعل المباشر بين الطرفين بوساطة أممية)، والصبر فترة أطول، إلى أن يحدث حد أدنى من التوافق على الحل الشامل، وإعلانه بموافقة الأطراف من داخل إطار التفاوض الراهن، وهذا هو الخيار الأمثل والأصح، لكنه محكوم بعاملين أساسيين وهما: تطورات على أرض الصراع وتنازلات متبادلة، حيث قد تُستغل إطالة المفاوضات من جانب طرفيها في تحقيق انتصارات على الأرض على نحو يضع الضغوط الكافية لإقناع أحد أطرافها بالتنازل. وذلك يحدث من جانب الحوثي ومن جانب قوات التحالف على حدٍّ سواء؛ حيث شكت الحكومة اليمنية الشرعية خلال التفاوض من مساعي الحوثيين لـ”حوثنة” المؤسسات عبر تعيين أنصارهم فيها، وفي المقابل تستمر الضربات الجوية للتحالف للتمهيد لإضعاف جبهات المقاومة من قبل الحوثيين وأنصار صالح في صنعاء ربما استعدادًا لأي قرار بهجوم بري.

السيناريو الثاني: “خارطة طريق دولية”: وذلك بأن تطلق الدول الراعية لعملية السلام مبادرة ومشروعًا للتسوية يجري فرضه على الأطراف٬ بحيث لا تكون هناك فرصة لأيٍّ من طرفي الصراع لرفضه. ولقد جرى التفكير والإعداد لذلك حلال الفترة الماضية، وقد أوضحت مصادر سياسية بالكويت بأن التصور مطروح فعلا، وأن الخارطة الأممية لحل الأزمة في اليمن “سُتطرح للتنفيذ، ولن تكون قابلة للنقاش” من طرفي الأزمة. ولقد ترددت معلومات تُشير إلى أن الخارطة الدولية تنص على انسحاب الميليشيا من العاصمة صنعاء، وعودة الحكومة الحالية إليها لممارسة مهامها لمدة شهرين إلى ثلاثة، على أن يعقبها انتشار قوات حفظ سلام (بإشراف قوات كويتية وعمانية).

وعلى الرغم من أن هذه الخارطة ستُشكل أقصى درجات الحزم من جانب المنظمة الدولية والمجتمع الدولي، فإنها لا تضمن توافق أطراف الصراع حولها، ومن ثم قد تُعيد الأزمة للمربع رقم واحد، وتزيد شكوك الأطراف في الأمم المتحدة، وهو ما أعلنه رئيس وفد الحوثيين في المشاورات، الذي أكد أن وفدهم سيرفض أي ورقة تُعدها الأمم المتحدة لا تلبي مطالبهم.

السيناريو الثالث: انشقاقات داخل جبهات التفاوض: يمكن توقع مسار آخر للمفاوضات، وذلك إذا انهارت جبهات أطرافها المتماسكة، وإذا حدثت انشقاقات بين هذه الأطراف، سواء على جبهة الحوثي-صالح أو جبهة الرئيس هادي–الحكومة الشرعية، أو هادي-التحالف العربي، فالجبهتان المتفاوضتان ليستا متماسكتين؛ فهناك خلافات أساسية ومستقبلية بين الحوثيين والرئيس علي صالح، وقد يتجه أحدهما إلى تسوية منفردة لو ضمن مصالحه مع الجانب الآخر، وفي الآونة الأخيرة تردد ذلك مع انعقاد مباحثات سلام بين الحوثيين والسعودية، ومع تكرر زيارات رئيس الوفد الحوثي للتفاوض إلى المملكة، وهو الأمر الذي أحدث قلقًا في جبهة صالح.

والأمر نفسه على جبهة الحكومة الشرعية، فهناك اختلاف بشأن مستقبل الرئيس منصور هادي، وهناك تباين في الرؤى بين أطراف التحالف حوله، وهو ما يمكن أن يجعله موضوعًا للتفاوض في أي مرحلة.

وإذا حدثت انشقاقات، فمن غير المرجح أن يشهد اليمن تسوية سلمية تدوم أو حلا شاملا، وإنما حلولا متنوعة على جبهات مختلفة وبين أطراف متعددين، بحيث تتقدم المفاوضات في قضايا وتتراجع في قضايا أخرى، ويكون أطراف التفاوض بحسب كل قضية وكل منطقة أو كل قوة سياسية من القوى اليمنية، وهو ما يفتح الباب لـ”حلول يمانية، وليس حلا واحدًا ليمن واحد”.

 

من مقال لــ د. معتز سلامة

رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام

أخبار ذات صله