وفي عرض كان من المفترض أن ينظمه الجيش احتفالا بالانتصارات على تنظيم داعش المتشدد في الفلوجة والرمادي، مرت عربات عسكرية للحشد الشعبي أمام المنصة التي وقف عليها العبادي.

وحملت عربات ميليشيات الحشد المذهبية، التي باتت بأمر ومخطط إيراني بديلا للجيش الوطني الجامع لكافة مكونات العراق، صواريخ كتب عليها عبارات ذات دلالات مذهبية وأخرى تسيئ للدول العربية.

وإحدى هذه العربات، التي مرت أمام العبادي، حملت صاروخا كتب عليه “النمر” في إشارة واضحة إلى السعودي نمر النمر الذي أعدم في يناير الماضي بعد إدانته بالتحريض والضلوع في أعمال عنف.

وهذه ليست المرة الأولي التي تلجأ فيها ميليشيات الحشد، التي تنفذ أجندة إيران بالعراق، المبنية على بث الفرقة، إلى ذلك، فقد كانت قد استخدمت صواريخ كتب عليها اسم النمر في معارك خارج بغداد.

ووصف نشطاء عراقيون العرض بـ”الطائفي بامتياز”، في حين اعتبر آخرون أن حضور ميليشيات الحشد وسط العاصمة يدل على أنها باتت بديلا للقوات الحكومية، ما يؤكد على نجاح طهران بضرب مؤسسات الدولة.

فالأمن والدفاع أصبحا الآن في عهدة ميليشيات طائفية قراراها في طهران، التي سبق أن اخترقت باقي المؤسسات العراقية عبر أزلامها الذين عاثوا فسادا، وتسببوا في إفقار معظم الشعب العراقي.

وحين اندلعت المظاهرات والاحتجاجات الشعبية في بغداد ومناطق عراقية عدة للمطالبة بمكافحة الفساد أجبر العبادي على إعلان حزمة إصلاحات لم تجد طريقها إلى التنفيذ، تحت الضغط الإيراني.

وعملت إيران على خنق الاحتجاجات إما بالترهيب عبر دفع الميليشيات إلى اعتقال ناشطين قادوا المظاهرات، أو عبر استخدام وسائل أكثر نجاعة، تتمثل بسرقة الحركة الاحتجاجية من قبل عملائها في العراق.