fbpx
(السعودية )وأزمة المشاريع الثلاثة المتصارعة

 في هذا المقال السياسي الذي أكتبه بعد توقف اضطراري عن الكتابة منذ منتصف مايو تقريباً لظرف مرضي خاص, أود القول أنني قد اكتشفت مدى أهمية التواصل مع الغير والسؤال عنهم حينما يغيبون عنا,

 وهو مانحتاجه للسؤال عن إخواننا الذين غابوا عنا منذ فترات ولم نعد نسمعهم أو نقرى كتاباتهم, في ظل تزاحم وكثرت عدد كتاب الفيس والواتس, الذي  لايتردد بعضهم في كتابة كلما يحلوا لهم من كلام حتى لو كان ليس تخصصهم ولكن بهدف الكتابة والتحليل. الخاطئ لما يحصل من أحداث والسبق في نقل

 (خبر عاجل).

أعود لحديثي وأقول أن المتتبع للوضع السياسي في اليمن والجنوب بشكل خاص سيجد أن تأخر الحسم لهذا الصراع ناتج عن تضارب المشاريع في اليمن والجنوب  رغم ماتحقق في المحافظات المحررة في الجنوب من سيطرة لأبناء هذه المحافظات وإدارة أنفسهم وأن كان كل شي في صنعاء من الرواتب حتى الجوازات.

وهي حقيقة يحاول الكثير تجاهلها والبحث عن أسباب مانحن فيه من معاناة وتحميل هذا الطرف أو ذاك في الجنوب مسؤولية الفشل فالحكومة الشرعية تحمل السلطات المحلية المسؤولية وتدّعي أنها لاتملك أي أموال لتمويل الكهرباء على سبيل المثال ,وتطالب التحالف بدعم ذالك,بينما السلطات المحلية تطالب الرئاسة والحكومة بالحلول باعتبارهم من يملك القرار في الحصول على أي تمويل خارجي لمعالجة حرب الكهرباء في عدن والمناطق الحارة , وهكذا في موضوع رواتب المقاومة والجيش والأمن الوطني ,يلومون من يذهب إلى صنعاء لاستلام مرتبه ولايملكون حلاً لتوفير البديل ! ! !. بينما القيادة العسكرية في عدن تقول أنها لا تملك تمويل لدفع المرتبات أو ترتيب أوضاع الجيش,

لذالك تظل الحقيقة هي محاولة تأخير الاستقرار في الجنوب حتى ينسدل الستار عن الصراع في الشمال هي الحقيقة التي يراها الناس في الواقع أكانت مخطط لها أو عفوية..

أن المشاريع المطروحة للحل تتمثل في مشروع الشرعية والمدعوم بالقوة العسكرية من عاصفة الحزم .المتمثل في الدولة الفدرالية الاتحادية وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني,

ومشروع الحوثيين وصالح وسلطتهم الحاكمة بالأمر الواقع في صنعاء وسيطرتهم على البنك المركزي والعاصمة ومؤسسات الدولة المركزية,

ورفضهم الاعتراف بالإقليم الستة التي يصر عليها الرئيس هادي وشرعيته,

   ومشروع القوى الجنوبية حراك سلمي ومقاومة وهي (قوى الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية )الذين خاضوا المعركة السلمية أو العسكرية التي فرضت على الجنوب من قبل الحوثيين وصالح في 26 مارس 2015 للدفاع عن النفس, ولكنها في الحقيقة من أجل التحرير وقيام دولة الجنوب المستقلة وليس من أجل الدفاع عن شرعيه الرئيس هادي ,ومع هذا المشروع لقوى الاستقلال, يقف مشروع الفدرالية المشروطة التي تتبناها بعض المكونات أو الشخصيات الجنوبية كحل لقضية الجنوب من خلال إقليم جنوبي شبه مستقل وموحد مرتبط في الشمال بوحدة فدرالية تحقق المصالح المشتركة للشعبين ,وينتهي بحق شعب الجنوب. في تقرير مصيره, وإقليم شمالي موازي للجنوب مع حق أبنائه في اختيار مايرونه مناسب لهم من تقسيم داخلي فدرالي وفق خصوصيتهم ..

وبين تلك المشاريع الثلاثة يقف التحالف العربي الذي يقود المعركة في اليمن مدعوماً بقرار 2216 من مجلس الأمن الدولي,وله مصالحه في اليمن والجنوب ولن يسمح لأي طرف أن يفرض خياراته بالقوة ,وقد يؤدي إي صراع مع التحالف من إي طرف جديد لنفس الصراع الذي خاضه الحوثيين وصالح حينما تجاهلوا دور المملكة السعودية والخليج في اليمن وذهبوا نحو عدن في العام الماضي فكانت عاصفة الحزم المباغتة لهم..

لذالك. وفي ضوء هذه المشاريع المتناقضة تبحث دول التحالف عن تحقيق استقرار في اليمن ينهي إي مخاطر تهدد الحدود السعودية مع الشمال وتمنع تدخل إيران في اليمن , أو قيام دولة في الشمال مستقلة موالية لإيران .وهذا المخاوف ترى السعودية أنها لن تزال إلا إذا تم حلاًِ شاملاً للوضع في اليمن شمالاً وجنوباً, وهذا الحل برأس الأشقاء في المملكة وحدها.

وهو حلاً ليس وفق مانريده نحن في الجنوب, ولا وفق مايريده إخواننا في الشمال, ولا وفق ماتريده القوى المسيطرة على صنعاء, ولا وفق ماتصر عليه الشرعية من الأقاليم الستة التي ثبت الواقع فشلها بقيام الحرب وسقوط صنعاء, بل حلول جديدة نأمل أن تحقق مصالح شعب الجنوب المظلوم واستقراره ,وتحقق السلام في الشمال  بعد تخلصهم من الصراع القائم عندهم وتمنع إي خطر جديد من الشمال  على الجنوب, وتحقق الاستقرار والسلام لليمن وللجنوب والمنطقة المجاورة بشكل عام..

من هذا المنطلق فإن المطلوب من القوى التي تبحث عن خلاص سريع من هذا الوضع وتداعياته وتدرك أن الحرب لن تحسم بسهولة

في ظل تعقيد المشهد في الشمال, وتجارب الصراع في العراق وسوريا التي أخذت منحى مذهبي وغلاف ديني

والخوف من تكرار تلك التجربة في اليمن (الشمال) وانتقال تداعياتها للجنوب المحرر جزئياً, في ظل  عدم حسم الصراع مع الجماعات المسلحة المنتمية للقاعدة وأخواتها بشكل تام,

المطلوب منهم في الجنوب الجلوس في حوار اخوي يؤدي للاتفاق على آلية عمل مشتركة بين الشرعية وقوى الاستقلال والفدرالية المشروطة أو المزمّنة,لحل القضية الجنوبية بالتشاور مع المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ ودول التحالف وعلى رأسهم المملكة السعودية باعتبارها صاحب قرار عاصفة الحزم بعيدا عن محاوله جر الجنوب لمربع رجل مع السعودية ورجل ضدها كما نسمع من البعض.

فالحوثيون أنفسهم الذين كانوا يصفون السعودية بقرن الشيطان هاهم يتجولون في الرياض وظهران الجنوب,بعد أن أدركوا أن إي استقرار  وحل لن يتحقق إلا عبر بوابة المملكة السعودية كقوة فاعلة في المنطقة , بل حتى علي صالح في آخر خطاب له,قال أن المملكة السعودية يمكن لها أن تكون مثل ألمانيا دولة عظمى وطالب بالحوار المباشر معها بعد ان تجاهلته السعودية وذهبت للحوار مع الحوثيين في ظهران الجنوب.

فهل نسمع في الأيام القادمة خطوات عملية من قيادات الجنوب والحراك في عدن على طريق تحقيق التقارب الذي يحقق الاستقرار للجنوب,أم نسمع عن حسم في صنعاء عن طريق الحوار الخفي برعاية المبعوث الدولي وأن كان ظاهره الحشد العسكري لدخول صنعاء. كل شي وارد,؟

 والشاطر في السياسة من يعرف التوقيت الصحيح لتحقيق الإنجاز ,ويترك التشدد في الموقف الذي لايخدم غير هواه تعطيل الحلول وتحقيق الاستقرار ممن أدمنوا البقاء في صف المعارضة لمجرد المعارضة.

أو يطرحون حلول يدركون أن لا احداً سيقبلها في الخارج, لكنهم يفرحون بوعد هذا المستشار العربي أوالخليجي أو الأجنبي أو  ذاك الناشط الخليجي, بأن الحل بات في اليد, حتى ينتهي الصراع المزمن ونحن كما نحن في ثورة مستمرة..