fbpx
مستشفيات مول .. حين يصبح الطبيب مندوب مبيعات والمريض زبون!

رغم اني و الحمد لله استطيع تحمل كل ذلك، فقد مريت بتجربة جعلتني أفكر بالمساكين ضحايا جشع بعض المستشفيات الخاصة..

شاء الله ان اكون على موعد مع مستشفيات عدن صباح يوم العيد في ابتلاء نحمد الله و نشكره عليه…دون سوأه!

و غير مصابي في ابني الذي تعرض لحادث مروري..

فقد صدمني ما تكشف امامي من غياب كبير للضمير الإنساني..

أخافني تجبر، من يفترض أنهم حملة الرسالة الإنسانية،  أفزعني عدم مبالاتهم و خوفهم من الله…

لا يقتصر الجشع هذا الأمر الجلل و الوباء المنتشر فقط بين أوساط البشر العاديين بل وباء قد توسع ليشمل فئة الأطباء!

و هنا أصبح الخطر مضاعفاً و قد تأخر الوقت لأن ندق جرس إنذار عل من يستيقظ من سباته او يصحي ضميره فيتصدى لهذه الظاهرة التي ستفتك بمجتمعنا الفقير..

ارعبني كيف ان المادة ( الفلوس) أصبحت المطلب الأول للغالبية العظمى و لم يعد مهما كيفية الحصول عليها..

و كيف إن الإنسان بغض النظر عن ظروفه، أكان مريض على حافة الموت او ينزف دما امام غرفة العمليات، ليس أكثر من مجرد زبون  إن لم يدفع له الى أخر فلس يملكه، سيرمى مع اجزاء جسيمة المتقطعة و امعائه المتدلية الخارجة عن بطنه او رأسه المفتوح او أطرافه التي تتعرض للبتر كلما تأخر موعد العملية…فان م يدفع المبلغ كاملاً مقدما يرمى المسكين إلى قارعة الطريق..

و رغم المبالغ الخيالية التي يدفعها المنكوب في أكبر حركات التحايل و النصب و كأن المنكوب الذي امامهم شخصاً كسب البيريمو او الجائزة الكبرى..

يحومون حوله يعتصرونه ليس إلى اخر فلس في جيبه هو بل و جيوب اهله و ربعه و كل اللي خلفونه و ابناء منطقته ..

و حتى ذلك الذي مر مصادفة و ألقى التحية فقط يجد يده و قد دست في جيبه إحراجا او رحمة ليدفع بعض المال..

اسأل الله ان يلطف بنا..

يلطف بعباده …

و أن لا يضطرنا لنكون تحت براثن جشع هؤلاء الكائنات…

الذين تدخل اليهم مصاباً ميسور الحال فيخرجونك شحاتا، تبيع ما ملكت ايمانك لتسدد الأرقام الخيالية التي تتقفز في عقولهم الجشعة..

وجدت نفسي اتسأل في حيرة من أمرهم في مقارنة ام أكن ل أتسألها قبل الآن…

هل اللص السارق أرحم من هؤلاء حين يسرق ما في جيب انسان بكامل صحته؟!

بينما هؤلاء يسرقون و يهلكون المريض و أهله في عملية نصب و احتيال تتداخل فيها الكثير من المغالطات يستخدمون فيها الكثير من الحيل و المسميات وربما اختلاق عمليات ليس لها داعي أصلا..

كل الأساليب فقط لزيادة الأصفار في رقم المستحقات التي يدفعها المريض او المصاب!

ألا يستفيق هؤلاء، و يتدبرون ما آلت اليها انفسهم فرهنوها طاعة للحياة الدنيا، يدفعون الناس الى اليأس و الى مواقف يتمنى معها المرء الذي يقع في حادث أن يموت و أن لا ينجو منه حتى لا يكون سبب يرهق من يحبهم..

صدمة و ليست تجربة اهتزت لها ثقتي بشريحة كنت اعتقد ان تخصصهم الإنساني جعلهم يحملون رسالة الإنسانية فوجدتهم إلا من رحم ربي، أدوات بأيدي ملاك المستشفيات، فتحولوا إلى تجار بل الى مصاصي دماء المظلومين.. تحولوا الى جلادين يلهبون بسيطهم ظهورنا مع الظالمين في المجالات الأخرى من تجار الكهرباء و البترول و الحروب و الفاسدين..

و اصبح أغلبهم و ليس جميعهم (لأني أعرف الكثير من اصحاب الضمير و الخائفين من الله) حصالات فارغة من الضمير و الخوف من الله لجمع أموال الحرام..

و لا يهم إن مات على أيديهم من يصاب بجلطات بسبب عدم القدرة على تحمل صدمة العجز في سداد دين حبيبهم الذي يموت او عاش مظلوما..

لا نملك إلا ان نقول..

اتقوا الله…

تذكروا إنسانية رسالتكم…

لا تعتقدوا ان روقكم بيد ملاك المستشفيات،

الرزاق هو الله!

حسبنا الله ونعم الوكيل!