fbpx
الحاجة الى تأسيس حرس وطني جنوبي

على الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققتها المقاومة الجنوبية، والاجهزة الامنية، والجيش الوطني، في الجنوب، خلال الفترة الماضية، من هزيمة الارهاب، وطرد الارهابين، من عدن، ولحج، وحضرموت، وكذا الدفاع المستميت عن المناطق الجنوبية الحدودية، مع الشمال، التي ما يزال يدور فيها قتال مع المليشيات، ومنعهم من العودة الي عدن، وضبط الانفلات الامني، في العاصمة عدن، كل هذه النجاحات التي ادخلت السرور الي نفوس المواطنين، تنتظر نجاحا كبيرا، في تصوري، يتمثل في ضم كل هذه التشكيلات الامنية، والعسكرية، الي داخل جهاز عسكري جديد، يتم انشاؤه في الجنوب، يكون ذات قيادة واحدة، ويشكل مرجعية عسكرية، ووطنية للجميع، تحت اشراف التحالف العربي.

هذا الجهاز العسكري الجديد المزمع تأسيسه والمسمى (الحرس الوطني الجنوبي) تبدو الحاجة لوجوده كبيرة جدا، لاسيما في ظل التحديات الكبيرة، التي تواجه انشاء مؤسسة جيش مستقلة  في الجنوب، في هذه المرحلة، بسبب مركزية الدولة اليمنية، من ناحية وبسبب استمرار الحرب، وحاجة فكرة من هذا النوع لمزيد من الوقت، والامكانات،  بينما عدن والجنوب في امس الحاجة لجهاز عسكري موحد، يتم انشاؤه على وجه السرعة، لمواجهة التحديات الماثلة، ابرزها محاولات عودة المليشيات الانقلابية الي العاصمة عدن، والمخاوف من توسع رقعة المليشيات في عدن، والجنوب، وما يمثله ذلك من مخاطر كبيرة على الامن، والاستقرار، واعادة بناء الدولة، بالاضافة الي عدم وجود مرجعية عسكرية وطنية موحدة، وقيادة موحدة، بامكانها الاضطلاع بالمهام العسكرية، وتوحيد القرار العسكري، والجهد المبذول، في اعادة ترتيب الاوضاع العسكرية، والامنية، في الجنوب، لمواجهة كافة التحديات،  والانتقال الي مرحلة التنمية، و البناء.

من الناحية السياسية يبدو تشكيل الحرس الوطني الجنوبي، مهما جدا في هذه المرحلة، فالاستقرار الامني والعسكري يساهم في ازدهار النشاط السياسي،  ويرى المراقبون انه لابد من ازدهار الحياة السياسية، وان ذلك لن يتم الا بضبط الاوضاع الامنية، والعسكرية، والتي لن تتم الا بوجود جهاز عسكري موحد، ذات قيادة واحدة، ومرجعية وطنية موحدة، يهيء الارضية تماما لازدهار التنمية ،والسياسة، والنشاط الثقافي، والاعلامي، والابداع.

ويبدو في واقع الامر، بان هناك غطاء سياسي ايضا، لتشكيل الجهاز العسكري الجديد، في الجنوب، استنادا الي مناصفة الجيش، بين الجنوب، والشمال، كما اقرت مخرجات الحوار الوطني.

من الناحية القانونية يبدو تشكيل الحرس الوطني الجنوبي لازما، في هذه المرحلة، وهناك غطاء قانوني لتشكيل الجهاز، الذي سيوفر خدمة كبيرة جدا لعدن، والجنوب، في تثبيت الامن، واحتواء كافة التشكيلات العسكرية، في جهاز واحد تحت قيادة موحدة،و مدربة، ومؤهلة.

مطالب الناس في الجنوب مرتفعة فيما يتعلق بهذا الجانب، فالناس تطالب منذ وقت طويل بتأسيس الجيش الوطني، والمؤسسة العسكرية، خوفا من حالة الفوضى، والفراغ، التي تعقب عمليات التحول السياسي، في بلدان الثورات، والانتفاضات، وفي تقديري ان مناقشة فكرة تشكيل الحرس الوطني الجنوبي، سوف تلقى مزيدا من الاهتمام، والقبول، في الاوساط الشعبية، لاسيما وان نواة هذا الجهاز قد بدات بالتشكل، في الجنوب، من خلال تشكيلات الجيش، والمقاومة، والحزام الامني، والمناطق العسكرية، وغيرها من التشكيلات الاخرى، التي يمكن ان تكون بمثابة النواة الفعلية، لتأسيس هذا الجهاز الوطني، الذي يحاكي تجارب عديدة، في دول التحالف، وغيرها من الدول العربية، التي تتمتع بوجود جيش قوي، ومؤهل، وامن داخلي، ساعدها على التقدم، والتطور.

اننا امام مرحلة حساسة، ومهمة، في الجنوب، والعالم يراقب كل خطواتنا، واما ان نكون، او لا نكون، ومن محاسن الاقدار ان التحالف العربي، ممثلا بدولة الامارات العربية المتحدة، يقف الي جانبنا ،ويدعم خطواتنا ،وفي تصوري ان استغلال هذه الفرصة لاعادة بناء بلدنا لهي من اجمل، واندر، الفرص، التي يمكن ان تضعنا في المكان الذي نستحقه، بجانب اشقائنا في دول الخليج،و التحالف العربي.

اعتقد ان هذه الفكرة ستلقى قبولا كبيرا لدى جميع دول التحالف، وسيبداء العمل بها، وهذا ما يريده الناس ويتطلعون اليه هنا في الجنوب، فبناء هذا الجهاز الذي سيكون نواة للجيش الوطني القادم، هو البداية الحقيقية، والواقعية، للتقدم،والنهوض،لانه هو من سيحرس الدولة ومكتسباتها،وسيدافع عنها.