fbpx
سبعة يوليو اليوم المشؤوم!

هناك من يعتقد أن الوحدة بين الشمال و الجنوب بدأت سليمة و ب نيات مخﻻثة و صادقة في الإثنين و عشرين من مايو تسعين، و لكنها في الحقيقة لم تكن كذلك بل ان تحقيقها تم لزوال عائق كبير كان يقف لزمن طويل حجرة عثرة في طريق تحقيقها.. من سيحكم الآخر؟!
فالطرف الجنوبي الذي كان يمثله عبدالفتاح أولاً الذي كان يرى ان علي صالح جاهل و دون المستوى و بالتالي غير مؤهل للبقاء حتى عضوا عادياً ضمن الكادر الذي سيقود دولة الوحدة فيما اذا تحققت!
حيق يشاع ان عبدالفتاح صرح علنا لمن حوله بان صالح لا ينفع ان يكون فراشا في المكتب السياسي ناهيك ان يكون في الصف القيادي الأول!
ثم في فترة علي ناصر ثانيا حيث لم يكن احد من الاثنين رغم تقاربهما الكبير يمتلك الاستعداد و الرغبة للتخلي عن السلطة فكل يريد أن يجعل الاخر نائبا له..
لذلك اصطدم نجاح دمج البلدين بطموح كل منهما و بالتالي لم تتحقق..
حتى  جاء علي سالم البيض الذي بسببه نجح الطرفان بدمج الدولتين في دولة واحدة لانه تخلى عن المانع الوحيد و هي رأس السلطة!
لكن كانت الصدمة فمن يفترض ان يكون شريكا، جاء  منذ اللحظة الأولى  على نية و تخطيط مسبق و هو الغدر بالنائب و الاستئثار و التقاسم بكل ثروات الجنوب ليس لمصلحة شعب العربية اليمنية و لكن لمصلحة الحاكم و عائلة الحاكم و المقربين، و القليل من القسمة يذهب لشراء ذمم الشاخصين على الأبواب من مزمرين و مطبلين و بياعين و غيرهم.. بفئة نختصرها تحت إسم المتقرصبن على بطونهم!
و كان  لابد من إنجاح الإنقلاب على الشريك.. بإيجاد مبرر يثير العواطف فكأن العمل على غرس مفاهيم قدسية الوحدة و جعلها من المحرمات و إستخدام كل الوسائل لدعم ذلك اخطرها استخدام من يسمونهم علماء الدين مثل الديلمي و الزنداني و غيرهم ليستعطفوا و يحظوا بمساندة شعبية و بذلك يتحقق استغلال  التفوق العددي لابناء العربية اليمنية امام التفوق التقني لابناء الجنوب..
بعد إنجاز الجزء الأكبر من الخطة و هو إفراغ المعسكرات من القوة الجنوبية المتمثلة في جنودها الاشداء، المؤهلين و المدربين بمساعدة خبرة و تقنية روسية عالية..حيث تم نقل الجيش الجنوبي من المعسكرات في الجنوب و اهمها معسكر صلاح الدين إلى مناطق شمالية تحت حصار القبائل في ذمار و يريم و غيرها…
و بالمقابل تم حشد العاصمة عدن و ما حولها و كذلك المحافظة الكبرى حضرموت بقوات شمالية كبيرة من الحرس الجمهوري و الأمن المركزي الشمالي..
و تزامن ذلك بتصفية الكادر الجنوبي من خلال عمليات تصفية جسدية و اغتياﻻت كثيرة في شوارع جميع المدن و في الطرقات الطويلة و في القاعات و حتى اصطيادهم قرب منازلهم و بطرق متعددة..
و في سياق آخر تم اضعاف القدرة الاقتصادية في مدن الجنوب فتم إفشال و خصخصت جميع مصانعها و أبرزها مصنع الغزل و النسيج…
و تم تهجير الكادر الجنوبي الى صنعاء و منهم من ترك البلاد و هاجر بعيدًا..
و كذلك التأمر على جيل فترة الوحدة بصبر و نفس طويل حيث تم ضرب التعليم من خلال إضعاف الطاقم التدريسي و التشجيع على الغش في المدارس. .
حيث تفشت بشكل كبير و بمساعدة أولياء الأمور في بعض الحالات بعد ان تم إفساد الناس و نشر ثقافة غريبة و إضعاف همم أولياء الأمور ب التساهل و فتور شدة تعاملهم مع هذه المسائل الشديدة الحساسية..
ايضا نشر أسواق القات و الحبوب و المخدرات ليتم القضاء على القدرة الفكرية و الحسية و سلب إرادة الشباب و تحييدهم و ضمان عدم قدرتهم على إلإعتراض حين يتم نهب ثروات و تقاسم اراضي الجنوب نن قبل عصابة المخلوع و بطانته بكل أريحية!
و عندما إستشعر الشريك الجنوبي الخطاء الذي وقع فيه و افاق من سكرة خمر الوحدة و تبينت المأرب ..
و بعد ان أدرك بأنها وحدة غير متجانسة بل و إنها شديدة الإختلاف بين شعبين لكل منهما عادات و ثقافة تختلف كليا عن الأخر.. و لكن الوقت قد كان متأخرا جدا فاطبق حكام صنعاء الخناق على كل السلطة و الإنفراد بها كليا..
تلك الحقبة تكللت في يوم شديد السواد سمي ب السابع من بوليو الذي للأسف لا زال البعض يعتقد انه يوما عظيم..
رغم وضوح الصورة تماما بأن حرب اربعة و تسعبن لم تكن خوفا على الوحدة المشؤومة بل خوفا على فقدان الثروات الضخمة التي كادت ان تخسرها تلك القوى الفاسدة
و لكنهم نجحوا في إستغلال عاطفة أغلب الشعب في العربيةالبمنية و غسل ادمغتهم بمبررات الدفاع عن الوحدة و الدين، و كأن عونا الفاسدين بجهله التام حقيقة الأمر انما يقوم في اعانة اللصوص الفاسدين  لإستعادة  آبار النفط و الغاز و المعادن الغير معلن عنها…
و كذلك عائدات الثروات السمكية و السياحية و الجمارك و الضرائب و غيرها..
و حتى  الأراضي التي تقاسمتها زمرة صنعاء،
فذهب فيها النصيب الأكبر لفرعون سنحان و آل فرعون و آل الاحمر و ضباط قبائل الشمال..
مع السماح ببعض الفتات ل المرتزقة من باع من الجنوب…
و لهذه الأسباب و أخرى نعرفها جميعا و لم تذكر دفعنا خلالها الكثير من التضحيات و تعرضنا فيها للظلم و الإقصاء و التنكيل و الإعتداء و القتل و التشريد و التهميش و النصب و الإحتيال و الإفساد و ضرب دولتنا المسلوبة أرضاً و شعباً…
فإن السابع من يوليو جاء تتويجاً لاستكمال حتلال دولة الجنوب…

نبيل العمودي