fbpx
الحاقدون على عدن

د عيدروس نصر ناصر

في البدء لا بد من  التوجه بصادق التعازي لذوي شهداء الهجوم الإجرامي الذي استهدف معسكر الصولبان صبيحة يوم عيد الفطر المبارك، وأسفر عن مقتل وجرح العشرات، سائلين الله العلي القدير أن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى، ويعيد لعدن اسمها وأمنها واستقرارها الذي عرفت به طوال تاريخها.

بين حين وآخر تطل علينا كتابات تتحدث عن احتلال عدن والقمع في عدن وغياب الحرية عن عدن، وتشاء المصادفة أن أقرأ قبل يوم واحد من العملية الإجرامية في معسكر الصولبان موضوعين لكاتبين أحدهما من أنصار المخلوع ومؤيدي الحركة الفاشية لتحالف الحوافش، والآخر ممن يدعون تأييد الشرعية ومناصرة الرئيس عبدربه منصور هادي لكنه ينطق بلغة الجناح الآخر من غزاة 1994م ويعمل في إحدى المحطات التلفيزيونية التي تدعي معارضة الانقلاب.

كتابات هاذين الكاتبين وأمثالهما العشرات، بما في ذلك بعض من يدعون تأييدهم للشرعية، تكرس مفهوم أن عدن واقعة تحت الاحتلال وأنها لم تكن حرة إلا أثناء إخضاعها لجحافل الاحتلال الذي دام ربع قرن جرع خلالها سكان عدن والجنوب مرارات لم يعرفوها طوال تاريخهم، مع فارق أن مؤيدي الشرعية يقرون بأن قوات الحوثي ـ صالح كانت غازية لكنهم يتفقون مع جناح الحوافش في الزعم أن من يحكمون عدن اليوم هم أيضا غزاة ومليشيات، بل وعملاء لإيران.

وعودة إلى موضوع حديثنا فإن هؤلاء يتباهون بمصاعب ما بعد التحرير، ويعتبرون التحرير سبب كوارث عدن والجنوب، مستدلين بذلك على العمليات الإرهابية وما تخلف من ضحايا وآثار تدميرية في المنشآت والآليات وفي نفوس المواطنين، ومستشهدين بما تتعرض له عدن من رداءة في الخدمات وانقطاع الكثير منها وما يسببه ذلك للأهالي من معانايات وعذابات، وهم بذلك إنما يؤكدون إنهم وإن تحاربوا في مكان ما وتنازعوا على مصلحة ما فإنهم متفقون عندما يتعلق الأمر بالجنوب وضرورة استمراره رهنا بسادتهم ورهينة لدى قادتهم.

لسنا بحاجة إلى الإشارة إلى إن الجنوب بعد أن طرد جحافل الغزاة القدامى ـ الجدد قد بدأ من نقطة الصفر في بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية، وحتى الإدارية والتنفيذية والخدمية، فكل الجهاز السابق كان ممثلا لتحالف 1994م، وما يزال العشرات وربما المئات ممن يديرون الخدمات والمرافق الإدارية وحتى الأمنية يدينون بالولاء لتحالف 1994م وهم يواصلون الحرب على الجنوب بوسائلهم المختلفة بما فيها تأزيم الوضع المعيشي وتخريب الخدمات وتعطيل أداء الأجهزة الإدارية والتنفيذية والخدمية، وكل هذا هو استمرار للحرب من كل بوسائله، وأمثال هؤلاء لا يمكن أن ننتظر منهم خيرا للجنوب والجنوبيين، بينما نعلم أن المؤسسة الجديدة كي تضطلع بمهماتها بنجاح وإتقان هي بحاجة إلى فترة زمنية قد تطول وقد تقصر لمراكمة الخبرة واستكشاف موقع الألم في الجسد الجنوبي، وتقليص مساحة الفوضى ومواجهة التفوق الذي يتمتع به تحالف من أسميتهم ذات مرة بالـ”القاحوفاشيين” الذين يتبادلون الأدوار في ما بينهم وكل ديدنهم كيف تظل عدن وكل يظل الجنوب تحت رحمتهم ورهينة لدى ناهبي الخيرات ومغتصبي الأراضي الذين يمثلونهم ويعلمونهم كيف يكتبون وماذا يكتبون.

كل هذا لا يمنعنا من التأكيد أن على قيادة عدن والمناطق المحررة أن ترفع من مستوى أدائها وأن تبتكر الوسائل والأدوات المساعدة على سد الثغرات التي منها يتسلل المخربون وأن تنظف محيطها من أوبئة زمن الاجتياح والغزو، كما لا يمنعنا من دعوة جميع المواطنين في كل المناطق المحررة إلى مساعدة الأجهزة الأمنية في التصدي للجريمة وكشف العناصر الإرهابية التي تسرح وتمرح على مرأى ومسمع من الكثير من المحسوبين على صف الشرعية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*  من صفحة الكاتب على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك.