fbpx
لماذا لا تثور تعز إلا على الجنوب؟

كتب/ جمال حيدره
مشكلة تعز أنها تضخم الإحساس بالمظلومية التاريخية وتتوهم دائما بأن الجنوب عدو تاريخي لها ..ومن حيث أنها مظلومة هي فعلا مظلومة وحلقة أضعف في سلسلة الأحداث التي عاشتها اليمن منذ زمن بعيد لكن على مثقفيها -وما أكثرهم- أن يكتشفوا سبب ضعفها ووهن مواقفها وحالة الشتات التي تعيشها، وعليهم أن يستعرضوا مواقف الجنوب تجاه تعز منذ أن كان أبنها الرفيق عبد الفتاح إسماعيل رئيسا لدولة الجنوب؛ وتلك بالمناسبة هي المرة الوحيدة التي تشعر تعز بقيمتها وتصل الى أعلى هرم في السلطة ..

شخصيا أحب تعز وأجل وأحترم الكثير من أبنائها الأفاضل وقد جمعتني بهم علاقة زمالة وصداقة وعمل لفترة طويلة لكني وخلال تلك الفترة عجزت عن اكتشاف السبب الرئيسي لتضخم الإحساس بالمظلومية لديهم، وكنت اتفاجئ عندما يتحدثون عن عدن كشريك لصنعاء في تدمير تعز وتهميش أبنائها واضطهادهم ومحاربة ارزاقهم والنيل منهم؛ في حين أنهم أي أبناء تعز الأوفر حظا في عدن من حيث الوظائف والمناصب والتجارة وتتعامل معهم عدن معاملة خاصة تميزهم عن أبناء الضالع ويافع وردفان وأبين ..
وخذوا هذا المثل لكي لا يتوهم البعض أننا نبالغ ..اذهبوا الى التواهي أو الى أي مديرية أخرى وابحثوا عن عائلية تعزية وفدت إلى عدن عقب الإستقلال وأخرى ضالعية أو يافعية وفدت في نفس الفترة الزمنية ..سأقول لكم ماذا ستجدون وعليكم أن تتأكدوا من صحة كلامي .؟
ستجدون أن العائلة الوافدة من تعز قد أصبحت عدنية وكل شهادات ميلاد أفرادها عدنية وتمارس حياتها الطبيعية وسط المجتمع العدني كواحدة منه في حين أن العائلة الضالعية أو اليافعية ما تزال متمسكة بأصولها ومن الصعوبة التعامل معهم كعدانية ..
لا نذهب بعيدا واذهبوا الأن الى مديرية الشيخ عثمان وستجدون أن 80% من أصحاب المحال التجارة في كل المجالات من تعز ..

طيب يا جماعة الخير نحن بصدق نريد أن نفهم سر الفزع المزمن لدى تعز من الجنوب نريد أن نفهم لماذا لا تثور تعز إعلاميا إلا على الجنوب ..نريد أن نفهم أين هو الظلم الذي اقترفه الجنوب بحق تعز لماذا لا تتحد تعز الا في خطابها العدائي للجنوب ..؟
لن نتحدث عن ما تعرضت وما تتعرض له تعز من ظلم واضطهاد وقتل وتنكيل من أيام الأئمة وحتى اللحظة وهذا أمر يخصهم انما أتمنى ممن يشنعون على الجنوب اليوم- لمجرد اجراءات أمنية بسيطة- نتمنى أن يوجهوا شيئا من السباب والشتائم لمن ظلمهم ونكل بهم وما يزال يقتلهم ..
لا أدري لماذا ترمي تعز الجنوب بجمر العداوة ورغيف الخبز يأتيها من عدن غير أني أعلم علم اليقين أن المستفيد من ذلك هو العدو الحقيقي لتعز وشعبها وهو من ما يزال يدمرها ويمزق نسيجها الإجتماعي بسيفه تارة وبذهبه تارة أخرى ..هل عجز مثقفو تعز عن اكتشاف ذلك أم أن الأمر متعلق بسياسة العصا والجزرة وستسمر تعز في السير مكرهة الى حيث يشاء الظالم اللعين، وأتمنى من كل قلبي- انصافا لتضخيات من سقطوا هناك شهداء إن كان في الثورة السلمية أو الحرب الأخيرة- أتمنى أن لا تسحب تعز إلى منطقة استعداء الجنوب ومن ثم محاربته وهنالك من يدفعها بهذا الإتجاه وهي الخاسر الأكبر .

بالمناسبة ما حصل اليوم مع بعض من قيادات المقاومة القادمين من تعز إلى عدن ناتج عن سوء تفاهم وضعف تنسيق وقد أتي في اطار إجراءات أمنية يقوم بها الحزام الأمني ضد كل من يحمل السلاح في العاصمة عدن سواء كان من تعز أو من الضالع، وقد تم احتواء الموقف ومعالجته بإعتذار رسمي والأمر أصغر بكثير من الشعللة والحرائق الكلامية التي حدثت في سوق الصيد (الفيس بوك).
وحتى حملات التهجير والهدرة الممجوجة تلك كله حرائق كلامية فسبكية يشعللها من احرقوا (التواير) في شوارع صنعاء رفضا للجرعة التي أطاحت بباسندوه وعبرت بالحوثيين وعفاش إلى القصر ..فهل تعي تعز الدرس وتأتي بسبب واحد لعدائها للجنوب ..؟