fbpx
دعوهم يعملون بصمت !

بينما كنت اتابع بعض الأخبار المتداولة في كثير من المواقع والمجموعات والتي تتحدث عن هفوات وأخطأ الحزام الأمني والسلطة المحلية في عدن, هذا إن أعتبرناها أخطأ من (العيار) الثقيل أو من تلك التي لاتغتفر, ووجدت معظمها (تنم) عن حقد وغل وكره وتفوح منها رائحة الأنتقام, بل وتنتظر مطابخها وأحزابها وأصحابها (الفرص) السانحة لينقضوا على سلطة عدن وحزامها وشرفائها ليعيثوا فسادا في هذه المدينة التي لم تتعافى بعد ولم تشف من جراحها, ويعيدوها لمربع الفوضى والتسيب والأهمال, وأدركت حينها أننا شعبٌ (غبي) ولا يستحي لاننا نروّج لمثل هذه الأخبار والأباطيل الكاذبة..
فعدت بذاكرتي للخلف قليلا وتذكرت كيف كان يفعل جهاز الأمن المركزي في عدن وكيف مان يعبث بكل من فيها, فينكل شرفائها ويسفك دماؤهم ويزهق أرواحهم, ويستبيح حرماتهم, وينتهك حقوقهم, ويكبل حرياتهم, ويمارس كل الأساليب التعسفية والقمعية واللأخلاقية في هذه المدينة الوادعة, ولم يحرك أحد ساكن, ولم ينطق ببنت شفة, ولم يتجراء على الوقوف في وجهه أحد لا نهم يدركون أن من يقف فمصيره الهلاك والقتل..
تذكرت كيف مارس الفاسدون والنافذون وأصحاب (الكروش) المتدلية كل أساليب السلب والنهب وسياسة (البسط) والأستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة, وكيف أشتروا (ذمم) واخلاق وضمائر مسئولي تلك الفترة (الأحتلالية), وأحالوا عدن إلى (ملكية) خاصة يتناصفون (مواقعها) وخيراتها وثرواتها ويعبثون بمصالح أهلها دون أن نسمع (بوقاً) ينعق أو يصرخ, أو قلماً يكتب أو لسان ينطق, بل كان الكل يسير (خانعاً) خائفاً (ذليلاً) وجلا يترقب أنى تأتيه رصاصات الموت والتسلية من تلك الكلاب الضالة والمشردة..
تذكرت كيف أطلق (عفاش) كلابة وزبانيته وأصبحوا كالجراد المنتشر, وكيف أهلكوا الحرث والنسل وأحرقوا الأخضر واليابس, وأقصوا كل الكفاءات وهمشوا القيادات, وأغتالوا كل الشرفاء والمناهضين لهم, وكيف زرع (بخساسته) اللصوصية والبلطجية والفساد وأساليب النصب والأحتيال في نفوس ودواخل الكثيرين من أبناء الجنوب حتى أضحت هذه الأساليب تجري في دماؤهم وتصعد مع أنفاسهم, ومع ذلك كان البعض يقدس أصحابها ويرفع (القبعات) إحتراما وإجلالاً لهم..
فعلا نحن شعبٌ (لايستحي), نُقبّل أيادي جلادينا وأيادي الفاسدين والأيادي التي تلطخت بالدماء  ونصفق لهم ونتغنى ببطولاتهم وأيامهم رغم سوادها وفسادها, ونحارب الشرفاء الثائرين الذين (أنجبتهم) ساحات الحرب وميادين الشرف والبطولة, ونقف في طريق ما يقومون به من إصلاح وتغيير لواقعنا المزري, ونضيّق الخناق عليهم رغم (شحة) إمكانياتهم وقلة (حيلتهم), كان حريا بنا أن نقف إلى جانبهم ونشد على أيدي كل الشرفاء ونساندهم بدلا من أن نحرض ضدهم عن طريق تلك الأقلام المأجورة, ونقلل من أهمية ما يقومون به من جهد..
ختاما.. أن أردتم أن يصطلح حال (عدن) ويستقيم عودها, فدعوا الرجال تعمل (بصمت) , وإلا ورب الكون لن تقوم لعدن خاصة والجنوب عامة قائمة, وإن كانت هناك أخطأ فلكل (جواد) كبوة, وكل عمل يصاحبه قصور وشيء من الأخطاء, ولكن لاتجلعوا منها (حُجة) واهية أو شماعة نعلق عليها كل شيء.. والله من وراء القصد..