fbpx
بين اعتكاف القلب واعتكاف الجسد..!

قال بعض السلف : مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما عرفوا أطيب ما فيها…..فقيل له: ما هو؟
قال: الأنس بالله…
هذه المعاني الروحانية لا تدرك بالكلمات والعبارات ولكنها كما قال ابن القيم تذاق بالقلب…
لهذا ورد في الأحاديث: ذاق طعم الإيمان….وجد بهن حلاوة الإيمان….ونحوها….
إي والله….إن القلب يذوق الأنس والرضى والمحبة وغيرها من المعاني الإيمانية، أكثر مما يتذوق اللسان الحلوى والعسل…
ولكن حجاب الغفلة والقسوة والشهوة والتعلق بالدنيا والانشغال بغير الله …وشتات الهم والإرادة حجبتنا عن هذه الدرجات والمعاني…
مقصود الاعتكاف ان يكون القلب خليا نقيا متوجها بكليته مجموعا بهمته وإرادته لمناجاة الله متفرغا لعبادته…
ورب معتكف بجسده وقلبه شارد محجوب في واد آخر…
إن هذه العشر هي أنسب فترة لسمو الروح وإشراقة القلب واقباله على الله ليترقى في مدارج العبودية ومنازل الربانية ويحقق أعمال القلوب من خشية ومحبة وإنابة ورجاء وتوكل وإخلاص وصدق ويقين …. ويجتهد في العبادة والدعاء والذكر وقراءة القران…
لعله يجد الأنس الذي ربما حرمه طيلة عامه بما قطعه من العلائق والعوائق….
ولعل هذا من أسرار أن يكون بعد آية الصيام قوله سبحانه( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب).

اللهم اقبل بقلوبنا عليك وخذ بنواصينا إليك..آنسنا بقربك واشملنا بلطفك واملأ قلوبنا بخشيتك ومحبتك ولا تجعلنا من المحرومين….