fbpx
سـلام الله على يافع..!

 

أحيانا يقف الشخص حائرا لا يدري ماذا يتحدث او يكتب! ، وأحيانا أخرى يحاول ان يغض الطرف ويدع الأمور تسير بأرادتها وحسب ما قدره لها رب العالمين، ولكن قلم الكاتب او أنصاف الكتاب مثل قلمي البسيط لا يقدر على الصمت طويلا فصبره قد ينفد وهو يرى أمامه أعمال جبارة ومواقف عظيمة، الحديث أحيانا عن الذات مكلف ومن اصعب المواقف لإنك قد تشعر بالغرور أو الإعجاب بذاتك فتفقد قيمتك ومكانتك بين الآخرين، ولكن في لحظة فارقة وتوقيت معين وجب أن تقول كلمة الحق وابراز قدراتك، ولن تقدر أن تصمت كثيرا، أمام هذا السيل اليافعي الجارف.

الماكيناة اليافعية انطلقت ولن تتوفع الا متى قدر لها الله عز وجل ذلك، برزت يافع في وقت عصيب وحرج للغاية، فكانت كالأم الحنون التي لن تترك أولادها للضياع والتيهان، فكانت البداية مع دخول الحوثة إلى العاصمة عدن، حيث استنفرت يافع المدد كل قواها الحية في الداخل والخارج، وعاهدت الله عز وجل أن لا تترك الغزارة يسيرون ويتجولون في شوارع عدن وكل مدن الجنوب الا على جثثنا.
قبيلة سخرت كل إمكانياتها وتفرغت للحرب وصوت المدافع التي فرضت علينا، فهذا استاذ وهذا شيخ دين، وذاك مغتربا وهذا رجل أعمال وهذه المرأة وذاك طالب في كليته كلهم في خندق الشرف والبطولة، وقدمت يافع من خيرة رجالها وشبابها وكان لنا في كل يوم من عمر الحرب الظالمة قصة حزينة أما مع تشبيع شهيد وإما مع تضميد جريح.

وما إن سكنت العاصفة وولى الحوثة الدبر، وانهزموا شر هزيمة لم تتوقف يافع عن استكمال دورها بل واصلت المسيرة في إعادة البناء وترتيب الوضع سواء داخل يافع أو في العاصمة عدن، وهنا لا أطيل أو أسهب في الحديث عن الإنجازات التي تحققت، ولكن أريد إن أعرج على موضوع في غاية الأهمية وتحركات يقوم بها رجال يافع وتجارها وأهل الخير في دعم أسر الشهداء من مناطق أخرى، مثلما قام به جنود يافع بالتعاون مع حلف يافع والنظر في حال عوائل الشهداء من مديريات الصبيحة ، هذا العمل وجب الإشادة به وبالقائمين عليه وأن يعطى حقه إعلاميا، حتى يدرك الجميع وخاصة على المستوى الداخلي اليافعي بأن هناك أطراف تعمل بصمت وتتحرك بالوقت المناسب، وإن مجموعة العمل والانجاز وحلف يافع كجناحا الطائر الذي يحلق عاليا فعملهما مكمل لبعضه، وهناك تنسيق وتواصل بينهما، وهذا يرد كل الإشاعات ويدحض كل الإفتراءت التي بدأ البعض يصطاد في الماء العكر ويظهر بأن الحلف ووالعمل والانجاز خصمان لدودان ومتنافسان على الساحة اليافعية، ولكن بهذه الاعمال قطعت جهيزة قول كل خطيب، ونتمنى من الأقلام التي نالت الحلف ومجموعة العمل والانجاز أن تعدل هذه المرة وتقترب أكثر من تحركاتهم لتعرف إن الجميع في خندق واحد ويحملون قضية واحدة مشتركة.

سلام الله على يافع، غابت الدولة فكانت الحاضرة وبقوة، غاب الدعم فكانت هي المبادئة بالدفع السخي، غابت الإبتسامة عن محيا أطفال الشهداء فكانت هي من صنعت البسمة لهم ورسمت الفرحة في طريقهم.

أيها الكتاب والإعلاميون والنشطاء اعدلوا في يافع فهو أقرب للتقوى، وأبرزوا محاسنها وتجنبوا قدر المستطاع تتبع عوراتها وزلاتها، وجهوا أقلامكم إلى مكانها الصحيح، لان للقلم قدر وللكلمة قيمة وللمبادئ أخلاق.

✍🏻 محمد بن زايد الكلدي