fbpx
إن كنتم حقا حريصون على عدن!

مجرد رؤية مصفحة أو طقم عسكري يكتب على جوانبه بخط عريض كتائب فلان فذلك شئ يبعث الى جانب الشعور بالغثيان، حالة من الخوف و التوجس ان تتطور تلك الكتائب فتخرج من شرنقتها،
ثم تدخل في طور حياة جديدة يكون خطر على الجميع، حيث تصبح على شكل جماعات متفرقة مكونة من شباب متحمس لايدرك خطورة ما يفدم عليه..
شباب مختلف الأهواء يحتشد تحت أمرة قبضاي، توفرت لديه الظروف المختلفة ليتمييز و يصبح زعيما لهم..
فيتبع اغراءات الحياة الدنيا لينتقل من مقاوم بطل جرع المعتدين كؤوس الهزائم الى زعيم او أمير و في الحصيلة النهائية بلطجي، يترأس مجموعة مسلحة بما غنمه اثناء المعارك السابقة من مدرعات و أطقم وشباب جامح مسلح يصبح خطيرا عند الحاجة حسب مزاج الزعيم!

عدن مدينة لا نستطيع ان نتصورها إلا ان تكون مدينة مسالمة و حضارية..
لم يفلح النظام البائد مع ما أنفق أن يفسدها و يشوهها و يغيير من صبغتها الجينية التي تظهر في تحضر أهلها و حبهم العفوي للنظام و القانون…
الﻻنظام البائد فشل في أن يصبغها ب عادات اهل سنحان ، ففشل في أن يقيبيلها لتدور في فلك الصفات الدميمة لقبائل التخلف و الجهل و الثأر و التمرد…
في عدن نعم ظهر عليها الاستسلام للفساد و التخلف الا ان في نبضها لم تمت الحضارة و لازال ناسها لا يقبلون بديلا لنظام القانون و حياة المدنية التي تنشد فرض هيبة القانون، ليمتثل امامه الكبير قبل الصغير بعيدا عن عالم اجاثا كريستي البوليسية و لا مغامرات روبين هود الفوضوية و لا همجية و فوضوية حياة الثأر القبلية و نحوها..
فيصلنا هو القضاء..
و حكمنا هو قسطاس العدل..
حقنا نأحذه من خصمنا عبر وسيط أخر غير السلاح و لا البلطجة و غيرها..
وسيط اسمه القانون!
اما ان تشاهد المدرعات التي تجول و عليها ختم كتائب ابو فلان..و إلا كتائب ابو فلتانة..
فهذا شئ مزعج جدا حتى و لو كان هولاء كما يددعون سند لقوات أمن عدن..
هذه الكتائب قسمت فيما بينها باتفاق صامت عدن الى مناطق لا تبغي احدهم على الأخرى..
كل واحدة منها تتحكم بإيرادات مرافق حيوية في منطقتها تحت ذريعة حمايتها …
قد تكون هناك فعلا حسن نية لدى بعض القادة و ﻻكنهم يشكلون ثغرات من حيث لا يعلمون..
و حقيقة نحن لا نلمس شئ إيجابي مع انتشار هولاء المسلحين و الأطقم المطبوع على ابوابها كنية الكتيبة او ختمها الخاص..
نريد منهم بادرة لتوحيد الصف و مجرد الكلام فقط لا يكفي ل إثبات حسن النوايا..
فليسلم الجميع مايمتلكون من أسلحة و خاصة الثقيلة منها الى السلطة المحلية و ليلتحقوا بوحدات الجيش او الأمن او الشرطة التابعة للقيادة المحلية..
بهذه الطريقة سيجنبون مدينتنا الحبيبة عدن ويﻻت و كارثة تبدو سحابتها واضحة في سمائنا..
سحابة واعدة بان تسقط علينا كسف و صيب تصيب الجميع و لا تستثني أحد…
فمتى يستشعر هولاء أن خطورة بقائهم شيعا متفرقة خارج لحاف السلطة المحلية سيصيبنا بالضعف و يجعلنا عرضة للإنتهاك من جديد من عدو لازال قطيعه يترقب سقوطنا لينقض علينا..
و يعودوا الى نفوسهم الطيبة التي بدانا بها..و الى إستعداد هم للموت في سبيل دينهم وعرضهم و أرضهم دون مقابل..
كما كانوا عندما وقوفوا بثبات لصد عدوان مليشيات الحشد الحوثي و حرس المخلوع..
حينها فقط سنشعر بوطنيتهم و حبهم و خوفهم و حرصهم على أمن عدن و أهل عدن!

نبيل محمد العمودي