fbpx
أتدرون متى ستنهض أبين ؟

 

أبين .. وما أدراك ما أبين .. حكاية الوجع والألم, والتدمير الممنهج والأهمال والتجاهل, في أبين يحاول البعض أن يحررها, وأن يعمّرها, وان يصنع لها ثورة تجتث جذور الفساد وتجفف منابعة, ولكن! للآسف كل ذلك بالطريقة (الواتسية) و (الفيسبوكية) , ولحظات عناق وريقات القات في مقايل القيل والقال, ولمثل هؤلاء أقول ( ما هكذا تورد الأبل!) ..

أتدرون متى ستنهض أبين ويشتد عودها؟ أتدرون متى ستستعيد مجدها والقها ومكانتها وعزتها وقوتها وشموخها؟ أتدرون متى ستغدو قِبلة الزائرين ومعبد العاشقين؟ أتدرون متى ستغدو هكذا وأكثر ؟ بل وستصبح أجمل وأروع مما نتصور أو نتخيل؟ ولكن قبل هذا وذاك, علينا أن نعيد (ضبط) مصانع (ذواتنا), ونطهر قلوبنا, ونغسل أرواحنا, ونحيي ضمائرنا, ونسترجع آدميتنا, ونخلص أنفسنا مما علق بها من فساد أخلاقي وإداري ومالي, وننسلخ من تبعية الأشخاص والجهات, ونعلن ولائنا لله أولا ثم لأبين..

وليبدأ كل مسئول بالبحث بين جوانحه عن مكامن (الخلل) والفساد ويصلحه, وليراجع مدير كل مرفق (حساباته) المادية والأخلاقية وينظر هل هو صادق مع الله في معاملاته, وهل هو قائم بعملة على اكمل وجه وخير ما يرام؟ أم أنه قد أحال (مرفقه) إلى (ملكية) خاصة أستأثر بكل شيء فيها, وأستغل مكانته وموقعه ووظف حاشيته واهله وأقاربه, بل وفتح سوق (نخاسة) لبيع وظائف مرفقه وتناصف كعكعة الأرباح والعائدات مع سماسرته..

 

فليسأل مدير كل مرفق (ذاته) هل هو نظيف ونزيه ولم تشب مسيرته (الفسادية) أقصد الإدارية أي شائبة , ولم تتلطخ يداه بدأ الفساد ولم تجر فيها ريالات (الرشوة) والهبات والعطايا وعائدات الوظائف التي تباع , ومخصصات المرافق التي تُنهب دون حيا ؟ فليسأل كل مدير نفسه الأمارة (بالسوء) هل أمسك يوما الآلة الحاسبة بيدية وأخذ يجمع ويطرح ويضرب ويقسم الفوائد والعائدات التي سيجنيها من منصبه وموقعه؟ فليحاسب كل مسئول ذاته بصدق, وضمير, وأمانه, وحينها فليعلن ثورته على الفساد..

ولكن أن تتركوا المكاتب خاوية, والإدارات فارغة, والمرافق مهملة, والموظفون كل يغني على (ليلاه), وتتقاسمون كعكعة الفساد ثم تتغنون بحب أبين وعشقها وتسعون لأن تحييوها وهي (رميم), مستحيل! لن يحدث ذلك إلا متى ما كانت ضمائركم حية إن كانت فيكم ضمائر, وآدميتكم تسكن جوانحكم ولم تشترها الريالات الهزيلة البائسة..

 

أبين لن تنهض بنقاشات ( واتسية) أو منشورات (فيسبوكية) أو ثورة ( مقايل) قات, بل ستنهض بصدق وضجيج مدارئها وموظفيها وهم في مرافقهم ومقار أعمالهم وهم يزاولون أعمالهم دون تكاسل أو تخاذل او تهرب, أما مادون ذلك فهو مجرد ضحك على (الذقون) , وترويح عن الأنفس والضمائر الزائفة..

ختاما .. أعلنوها ثورة على أنفسكم وعلى ضمائركم, فأن أستطعتم أن تتقلبوا عليها وتعيدوها لجادة الصواب والصدق والأخلاص ومخافة الله, فأنا أضمن لكم أن أبين ستنهض بسواعدكم وضمائركم الحية، ولكن لا نريد ان نسمع (جعجعة) ولا نرى طحينا. .