fbpx
أين نحن من هذا العمل ؟

في دول العالم كلها يُحتفى  بأيام عالمية كثيرة على مدار السنة ومن بين هذه الأيام سوف يصادف في ال26 من هذا الشهر اليوم العالمي لمكافحة المخدرات ..

وهذا اليوم له أهمية كبيرة عند العالم كله ذلك لما وصلت إليه ظاهرة تجارة المخدرات وانتشار تعاطيها والإدمان عليها بين البشر وبشكل مخيف جدا خصوصاً خلال السنوات الأخيرة ووفقاً لتقرير المخدرات العالمي لعام 2015 الذي صدر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن معدل انتشار تعاطي المخدرات مستقر عالمياً بينما تقلّ سبل الحصول على العلاج من الإدمان وفيروس نقص المناعة البشرية.
وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 246 مليون شخص – وما يزيد قليلا على ال 5% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 – 64 عاما على مستوى العالم – تعاطوا المخدرات غير المشروعة عام 2013، كما أن احتمال تعاطي الرجال للقنب ( الحشيش ) والكوكايين والمواد الأمفيتامينية أكبر بثلاثة أضعاف من النساء، بينما النساء أكثر عرضة لإساءة استخدام أشباه الأفيون والمهدئات التي تصرف بوصفات طبية.
ويتضمن التقرير بيانات تم جمعها بالاشتراك مع برنامج الأمم المتحدة المشترك ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي – بشأن انتشار فيروس نقص المناعة البشرية بين متعاطي المخدرات بالحقن.
وأشار التقرير إلى أنه في بعض البلدان، تكون النساء اللاتي يتعاطين المخدرات بالحقن أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية من الرجال وبإمكان معدلات انتشار هذا الفيروس أن تكون أعلى بين النساء اللواتي يتعاطين المخدرات بالحقن مقارنة بنظرائهن من الرجال.

وأنا هنا لست بصدد نشر تقرير الأمم المتحدة وما وردت فيه من معلومات ولكن أنا أريد أن أعرف شيئاً وهو أين نحن من هذا ؟

أين نحن من العمل الحقيقي في معالجة ومكافحة مشكلة المخدرات التي تكتسح مجتمعنا وتلتهم شبابنا وبناتنا حتى وصلت إلى أطفالنا ؟

منذ أن بدأنا بالعمل في التوعية في إطار مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات ونحن نطالب الجميع بمد يد العون لنا والوقوف إلى جانبنا في مواجهة هذه الظاهرة أو على الأقل قيام كل جهة وفرد بأداء واجبه لكن للأسف وجدنا أن الجميع بدون إستثناء لا يقدر خطر هذه الآفات على مستقبل الأجيال القادمة وهذا الوطن والمجتمع وكيف أنها ستحصد في طريقها الأخضر واليابس ولن تبقي على أحد منهم وسيكون وبالها عظيماُ على صحتهم وأخلاقهم ودينهم ومستوى وعيهم .

صحيح أنه بإمكاننا تحقيق طموحاتنا في الحياة ، ولكن علينا أولا  أن ننتبه إلى العقبات العديدة التي تعترضنا، ومنها الضرر الفتّاك الذي يلحق بالمجتمع والفرد من جرّاء الاتجار بالمخدرات وتعاطيها .

وأن لا نغفل عن رعاية أبناءنا ومن هم تحت مسؤوليتنا ومراقبة سلوكياتهم ورفاقهم حتى نؤمّن لهم بيئة صالحة خالية تماماً من هذه الآفات والأخطار التي تترصد بهم .

ولكن للأسف الشديد أن ما يُعمل به في العالم كله من وسائل وقاية ومكافحة لتجارة المخدرات ونشرها في مجتمعاتهم لا تطبق في بلادنا ولا تقوم الجهات المعنية بما عليها من واجب حيال ذلك ابتداء من الجهات الشرعية لإصدار القوانين إلى الجهة التي عليها تطبيق القانون وكذا الجهات التي عليها تنمية وتربية النشئ لذلك نقولها نحن كمركز متخصص في التوعية من خطر المخدرات أن المجتمع كله مشترك في هذه الجريمة ولن يعي نتيجة إرتكابه لها إلا بعد أن يرى نتائجها الوخيمة على من هم أقرب إليه من الآخرين . وهذا ما لا نتمناه .
سعاد علوي

رئيس مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات