fbpx
نُريد بقشان يافعي؟

في الدور الرابع، في برج العيسائي بلازا يتموضع مكتب الشيخ م. عبدالله أحمد بقشان، دخلنا ومنذُ الوهلة الأولى كان يبدو مكتبه وكأنه جامعة مصغّرة، يزدحم المكان بالطلاب الزوّار ممن أسهم الشيخ الجليل في تعليمهم.

 

بلا انتظار، بلا تعقيدات، بلا رسميات، بلا بروتوكول يضفي للنفس غروراً يتخذه منهم أصغر منه، ألتقينا بمهندس النهضة العلمية لحضرموت، وحينما رأيته أدركت لماذا خيره دائماً يسبق اسمه.

 

منذُ عامٍ ونصف توقفت عن الكتابة، باستثناء بضع مقالات خلال هذه الفترة، مقابل عشرات المقالات كنت أكتبها في فترة مماثلة سابقة، واليوم أعود لأُسجل مقالي هذا، ودافعه هو زيارتنا لـ “أبو العلم” المهندس عبدالله أحمد بقشان، فما لحظته في زيارة الساعتين أوجد فيني حافز الكتابة وسرد بعض ما قرأته في تعامل الشيخ الجليل.

 

هو لقائي الأول به، لكنه يتعامل معك وكأنه يعرفك منذُ زمن، وقبل هذا تبادر إلى مسمعي أنهُ يتعامل مع طلابه المبتعثين تعاملاً يتعدّى به دعمه في تعليمهم، إلى معرفته بهم فرداً فردا، والسؤال عن أحوالهم، وتذليله لكل الصعاب أمامهم، ومن ثم اسهامه في مشوارهم الوظيفي؛ والحديث عنه ليس لزاماً أن أكتبه في سطور حتى يعرف الناس من هو الشيخ عبدالله بقشان، طالما أثره على الأرض خير من يتكلم عنه.

 

كنتُ أُمعن النظر وأصغي السمع كثيراً وأنا أرى شخصية عظيمة وهبت حياتها لدعم العلم والخير، قلّما يجود زماننا هذا بمثلها؛ وبثروته الطائلة، ومكانته المرموقة، كل هذا لم يزده إلا تواضعاً وإدراكاً أن ما في يده هو لله وليس من عنده.

 

مما قاله: أن مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية بدأت مشوارها في دعم التعليم بابتعاث أحد عشر طالباً فقط في عامها الأول، واليوم وبعد مرور عدة سنوات على انطلاقتها جعلت هذه المؤسسة من حضرموت منجماً للعلماء والخريجين والأكاديميين في شتى المجالات.

 

نحن في يافع نقتفي الأثر الناجح لمؤسسة حضرموت للتنمية البشرية، ونلتمس عن قرب جهود المهندس عبدالله بقشان في تأسيسها ومن ثم انطلاقتها الناجحة، لنجعل من تجربتهم التي أكسبتهم الخبرة الكبيرة نموذجاً لنا ومثال نقتدي به في تأسيس مؤسسة يافع للتنمية البشرية، التي يسعى رجال يافع لجعلها حقيقة طال انتظارها.

 

قبل عامٍ ونصف قلت: (نُريد نسخة بقشانية من يافع)، وأُكررها اليوم وسأظل، إلى أن تتحقق، فمن لها من تجّار يافع، وما أكثرهم، وخيرهم مبذول.

 

* سطر أخير:

لأن البعض يرى الحياة بمنظارٍ ماديٍ صرف، قال لي أحد هؤلاء ساخراً: (كم أعطاك؟)، فقلت له جاداً: أعطاني ابتسامة خرجت من قلبه، فدخلت قلبي.