fbpx
العقول يجب ان تقود السياسة

لقد اثبتت التجربة التي مررنا فيها في الجنوب منذو الإستقلال في 67م وحتى اليوم ان العواطف القائمة على المزاج الثوري الحماسي الغير واعي والغير مسيس هي من تتحكم في اغلب سياستنا ومواقفنا وتصوراتنا بل وبات العقل أمام هذه العواطف والتعبئة الخاطئة مغيب بل  ولم يسلم من التخوين والإقصاء ان تكلم او اشتغل لقد تركنا المزاج السياسي العام القائم على العواطف والحماس الثوري الغير مسيس والتعبئة الخاطئة يقود السياسة كما تركنا السياسة تقود العقول ولو أننا تركنا العقول تقود السياسة لوفقنا في عملنا السياسي .. ولو تركنا اصحاب السياسة يقودون الشارع لتحكمنا في الشارع وشعاراته ومزاجه السياسي والعواطف ولكبحنا الشطط والمزايدات …

سوف استعرض هناك امثله ملموسة لثلاث تجارب على مدى ثلاث مراحل لم نستمع او نحكم فيها العقل بل اطلقنا فيها العنان للعواطف والحماس الثوري الغير واعي والتي اثبتت الايام  صواب موقف من وقفت الناس ضدهم وتم تخوينهم واقصاءهم بل وتصفية البعض منهم جسديا . . من هذه الأمثلة على سبيل المثال. ..

.. بعد الاستقلال مباشرة حاول الرئيس قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف وفريق العقلاء في الجبهه القوميه بناء نظام في الجنوب يتوافق ويتماشي مع محيطة العربي على نموذج النظام المصري وغيره الا ان الصوت العاطفي المتشبع  بشعارات الاشتراكية كان الأقوى والغالب وتم إزاحة قحطان وفريقه وأطلق عليهم اليمين الرجعي في الجبهه القومية  …

وعندما حاول الرئيس سالمين وفريقه ان نستفيد ونؤخذ بتجربة الصين على اعتبار ان خصائص الصين أقرب الينا كابلد زراعي وكون الجنوب بلد زراعي ولا توجد فيه طبقة عاملة اي البروليتاريا رفض ذلك من قبل الفريق الثوري الموالي لموسكو وتم ضرب  سالمين وتصفيته جسديا واتهم في اليسار الانتهازي …

وعندما حاول الرئيس علي ناصر الانفتاح نحو الغرب وجيراننا في السعوديه والخليج رفض هذا التوجه من قبل نفس الفريق ونفس العقلية ولازلت أتذكر اجتماعات معهد باذيب التى كانت بمثابة محاكمة للرئيس على ناصر اتهم فيها بخروجة عن الاشتراكية والتوجة نحو اليابان والغرب بسبب شراء بعض السيارات اليابانية لبعض القادة والكوادر العسكرية .. وقاد هذا الصراع الى احداث 13 يناير التي قصمت الحزب والجنوب  …

ملحوظة
يحب ان لايفهم هنا أننا عندما نتكلم عن صواب توجه ورؤية  هذا الفريق أو ذاك  في المراحل الثلاث لايعني أننا نبرئ او نعفي اي منهم من المسؤولية والمشاركة في الأخطاء والصراعات التي مر فيها الجنوب ولكننا هنا نتكلم عن الأخطاء التى ارتكبت في التوجه والنهج السياسي بين فريق كان يرى بعقل وآخر كان يتحكم فيه العواطف والمزاج الثوري ولو كانت الناس استمعت إلى الرئيس قحطان او الرئيس سالمين او الرئيس على ناصر لكان خير لهم… بل ومما هو مؤسف له أننا لم نتعظ ونتعلم من ذلك الماضي وتلك التجارب فلا زال العقل الجنوبي مغيب لم يحترم ويؤخذ دورة حتى اليوم  ولا أحد يستمع له بل لازالت الاصوات التي تفتقد للعقل والحكمة وتنطلق من العاطفة والحماس والتعبئة السياسة الخاطئة هي التي تقود العقول والسياسة وتتحكم في المزاج السياسي العام وفي اعتقادي أننا سوف نحتاج إلى وقت لكي نعترف بأخطاء اليوم كما أحتجنا لكل هذا الوقت لكي نعترف اليوم بأخطاء الماضي ..

والسؤال كم من الوقت نحتاج لكي ندع العقول تشتغل وتقود السياسة؟ ؟؟؟؟

من المؤسف انه لازال يجري اليوم على صعيد المشهد السياسي الجنوبي اعادة إنتاج الماضي وبتفس العقلية وان اختلف الزمن والشخوص وبعض الشعارات والتسميات بل ان كثير من العقلاء وصوت العقل قد ابتعدوا  اما  بسبب عدم الاستماع لهم او لكي لا يحاربوا ويتهمون  بالخيانه والعمالة كما اتهم قحطان وسالمين وعلى ناصر وغيرهم الخ  … وبدون ان نترك العقول والعقلاء يقودون السياسة واصحاب السياسه من الكفاءات التخصصات يقودون الشارع  سوف تستمر نكبات الجنوبيين وتتابع الانتكاسات طالما تتحكم فينا العواطف وشعارات . كل الشعب جبهة قومية … ولا صوت يعلو فوق صوت الحزب … ولا تفاوض ولا حوار …ولا قيادة بعد اليوم …