fbpx
التحليل السياسي والتحريض السياسي ” عطوان ” انموذجاً

العميد الركن ثابت حسين صالح
عبدالباري عطوان المقيم منذ عشرات السنين في عاصمة الضباب لندن متحدث لبق لا شك في ذلك ابدا ، لكن عيبه انه لا يفرق بين التحليل السياسي والتحريض السياسي ويتحمس الی درجة يكاد يطيح فيها بالمكرفون القائم أمامه .
وبالنسبة لليمن تنقصه المعلومات الكافية عن أوضاع هذا البلد وتعقيدات الوضع في هذه المنطقة وقد اعترف هو شخصيا و بنفسه بهذا في أحد اللقاءات التلفزيونية.
يتحدث مؤخرا عن ما أسماها “عملية فصل الشمال عن الجنوب ” !!! بينما الكل يعلم أن الشمال لم يكن يوما ما جزء من الجنوب حتى ينفصل عنه وكذلك الحال بالنسبة للجنوب لم يكن جزء من الشمال وبالتالي فكلمة انفصال لا تنطبق بالمطلق علی الحالة اليمنية كما انطبقت علی الحالة السودانية مثلا لأن جنوب السودان كان فعلا جزء من جمهورية السودان .
الحالة اليمنية أقرب ما تكون الی الحالة المصرية السورية عام 1961-1958م حينما توحدت الدولتان في إطار ما سمي بالجمهورية العربية المتحدة وانتهت هذه التجربة بفك ارتباط الدولتين وعودتهما الی وضعهما السابق بناء علی طلب الطرف السوري .
الجمهورية اليمنية هي الأخرى تشكلت عام 1990م بفعل إعلان توحيد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية… وبعد خلافات حادة بين الشريكين طلبت جمهورية اليمن الديمقراطية فك ارتباطها بالجمهورية اليمنية لكن الطرف الآخر رفض وأصر علی ابقاء الوحدة بالقوة بحرب 1994 ثم حرب 2015م .
وبعد هاتين الحربين الطاحنتين وبلوغ حالة الكره والحقد بين الطرفين حدها الأقصى فإن المخرج العقلاني المنطقي هو العودة الی وضع الدولتين وكفی المؤمنين شر القتال وهذه القناعة تترسخ يوما عن يوم حتى بين أبناء الشمال انفسهم .
بالطبع سينبري عطوان وغيره لسرد الكلام المكرر عن ” الشعب اليمني الواحد” و”اليمن الواحد” و”التاريخ الواحد ” … لكن لا هو ولا غيره يستطيع أن يتجاهل أو يتجاوز الحقيقة المنطقية البديهية وهي أن ” الواحد ” اصلا لا يحتاج الی التوحد ، وأن الوحدة تتم بين طرفين أو اكثر …