fbpx
ملحمة النصر
بقلم: عبدالقادر زين بن جرادي
شهر رمضان الذي  أنزل فيه القرآن . فيه ليلة القدر خير من ألف شهر . يقول الحبيب المصطفى تحروها في العشر الأخيرة في الليالي الوتر ، ورجح علماء المسلمين أنها في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان . لقد كان رمضان في العام الماضي ١٤٣٦ هجري عصيبا علينا نحن معشر أبناء الجنوب حيث ازدات حدة المعارك وخاصة في الأيام العشر الأخيرة منه حيث أشتدت حدة المعارك ودفع العدو بأعداد كبيرة من عدته وعتاده للسيطرة على الكيلو مترات القليلة المتبقية من الأرض الهامة الواقعة شمال غرب عدن حيث توجد مصافي عدن وميناء الزيت الهامين . وبضوء أخضر من بعض الدول العظمى للحسم العسكري وفرض سياسة الأمر الواقع بالسيطرة الكاملة على كافة أراضيه الجنوب ،  ويسدل الستار بالاعتراف الدولي بشرعية  الأنقلابيين كهيئة وسلطة شرعية في البلاد . والأطاحة التامة بالقرارات الدولية وتدخل قوات التحالف المناصرة للشرعية الدستورية ، وبكافة القرارت الإقليمية والمحلية ، وطي ملف القضية اليمنية ، والقضية الأهم قضية الجنوب .
وفعلا  شدد الغزاة هجماتهم المركزة على مواقع المقاومة الباسلة المستميتة بالدفاع عن تلك البقعة الساحلية الضيقة والهامة . فكان لابد من العمل الجاد والسريع من قبل دول التحالف ، بعد أن استطاع أشاوس المقاومة الجنوبية صد هجمات العدو . وتحطيم أمالهم في حسم الموقف على الأرض .
مما دفع بقيادة التحالف إلى أتخاذ قرار الإسناد البري للمقاومة جنبا إلى جنب الإسناد الجوي ، بعد أن أثبت رجال المقاومة براعة الصمود ، برغم تفوق العدو في العدة والعتاد ، وأثبتت قيادة المنطقة العسكرية الرابعة جدارة في إدارة المعارك برغم أنها لا تملك من أسمها وصفتها العسكرية غير قائدها الذي يحمل الأسم والصفة فقط وعدد قليل جدا من قداماء العسكريين المنخرطين ومنظويين في صفوف المقاومة كواجب ديني ووطني بصفتهم مواطنيين ، وليس بالصفة العسكرية الألزامية المنظمة المتعارف عليها . اما بقية الصامدين في الجبهات فهم مقاومة طوعية مدنية يجيدون أستخدام السلاح المتوسط والخفيف الذي تعلموا عليه بالأرث القبلي التقليدي ، أو علمتهم الأيام القلائل الذي قضوها في جبهات القتال باندفاعاتهم الدينية والوطنية التي اجبرتهم على حمل السلاح والتعامل معه بدافع  الدفاع عن الدين والعرض والأرض كحق شرعي وواجب وطني ضد الباطل العابث الفاسد الذي جثم على الصدور طيلة خمسة وعشرون عاما يعيث في الأرض فساد ونهب وقتل وتنفذ وعنجهية .
هذه هي المقدمة التي احببت أوردها للوصل إلى كيف تسطرت ملحمة النصر في عشية يوم السابع والعشرون الذي من أشعة شمس ضحاه نسجنا حلة يوم النصر المجيد . وللحديث بقية في عيد ملحمة النصر بأذن الله .