fbpx
حرب الكهرباء والوقود مدروسة وواضحة الاهداف

يبدو اننا نعيش حالة اشكال كبير لم يمكننا في فهم حقيقة ما يجري في عدن والجنوب (المناطق المحررة). الأمر الذي دفع بالكثير إلى تناول الوضع باجتهادات مختلفة ربما في اغلبها كانت بعيدة عن الحقيقة ، اجتهادات عشوائية تحركها العواطف ومخزون الموقف والتعبئة المسبقة .
هذا لاشكال لم يكن الا حصلية للواقع المازوم الذي نمر به اليوم وهو واقع جاء عبر عملية مخططة ومدروسة ساهمت بها قوى واطراف الازمة اليمنية على المستويين الداخلي والخارجي بصور مختلفة .
كانت عبارة عن رد طبيعي على تلك الانتصارات المفاجئة التي حققتها المقاومة الجنوبية في الحرب والتي كانت بعيده عن حسابات اطراف الازمة في المستويين .. بمعنى أخر ان أي نصر لم يتحقق الا وهناك دوافع وقناعات وإرادة وادارة تقف خلف ذلك !!
لقد كانت الشرعية والقوى الداعمة لها في أمس الحاجة لمن يدخل معها في مواجهت العدوان ، ولم توجد قوى على الأرض تقف معها متوازية الا المقاومة الجنوبية وان اختلف مشروعهما .إذ استكانت الشرعية لهذه القوى حتى جاء النصر الذي كان عنوانه المقاومة الجنوبية والتحالف العربي ..
ربما هناك من ادرك تبعات واستحقاقات ذلك النصر للمقاومة التي هي طرف اخر بين طرفي الحرب المعلنه إذ ان استحقاقها سيكون بعيدا عن اهداف اطراف الحرب ..
لقد بات جليلا ان تلك القناعات والتضحيات والدوافع التي عبرت عنها المقاومة الجنوبية بكل اشكالها بما فيها عناصر الجيش من هذه المحافظات لا تتفق مع اطراف الازمة والحرب المعلنة بل كانت حاملة لمشروع تحرري وطني تبلور عبر نشاط سياسي للحراك و تضحيات متواصل منذ سنوات ..
من هنا جاء التفكير لدى قوى الشرعية ومن يقف معها في محاولة الالتفاف على قوى النصر واتخذ هذا الالتفاف عدة ابعاد ومسارات .بل ان هذا العمل وهذا التفكير جاء على حساب مواجهتها للعدو الحقيقي الذي لازال يحاربهم في ارض الواقع ومسيطر على اغلب المحافظات الشمالية!! وهو الامر الذي مكن عدوهم من احراز التقدم وعدم السماح للشرعية والتحالف التوغل في المناطق المسيطر عليها شمالا .
ان فوبيا انفصال الجنوب هي التي جعلت الشرعية والتحالف في هذا الموقف الضعيف وتراجعها عن امكانية احراز التقدم وقد شوهد ذلك بما جاءت به خطة الحرب التي تراجعت في اطراف المناطق الجنوبية المحررة مكيراس وبيحان وكرش ضمانا لعدم استقلال الجنوب وهنا التقت قناعات كل من طرفي الحرب الشرعية والمليشيات الانقلابية في هذا الاتجاه التي ظل الطرفان يتراوحان في محلهم دون احراز تقدم احدهم بالوقت نفسه امتنعت عن تقديم الدعم للمقاومة الجنوبية في تلك المناطق وهذا امر عجيب اربك وخذل قوات التحالف ايضا .
وعليه ان كل ما يجري بعدن من تدهور للاوضاع الخدمية والامنية ما هو الا عمل مدروس ومخطط يهدف في الأساس إلى الاتي :
1. محاولة احراق وافشال القيادات الجنوبية الجديدة التي جاءت من رحم الثورة التحررية الجنوبية والتي لها تاييد شعبي كبير في الشارع الجنوبي ، وبالتالي ان فشلها هو فشل الثورة الجنوبية وانها للنصر الذي حققته المقاومة الجنوبية حتى تبقى الشرعية هي صاحبت الموقف والنصر بالجنوب . أي انها تتخلص من المقاومة والقيادات الجنوبية بذكاء هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فقد سبق لها وان خلقت قيادات مقاومة ثانوية على حساب القيادات الحقيقية وسارعت في اعلانهم وقرار دمج المقاومة بالجيش دون ان يتحقق شئ على أرض الواقع.
2. اتجه العمل الى تشتيت المقاومة الجنوبية عبر طرق عدة منها الضغط على الغاء مجالس المقاومة وسحب البعض منهم الى السلطة . وخلق حالة من الاستياء العام لديها عبر عدم الايفاء بوعود دمجهم بالجيش ومنحهم رواتبهم اسوة لما يتم في مناطق اخرة ، بل ونشر اشاعات ضد بعضهم واهمال الكثير منهم كل ذلك يهدف الى التخلص من اي استحقاقات تفرضها المقاومة اذا بقية موحدة على الارض.
3. مع كل ذلك لم يستطيعوا ان ينتزعوا الشعور الوطني من الجنوبيين والمقاومة نحديدا ، ولم يثنوهم عن خيارهم الذي كان الدافع الرئيسي في مواجهتهم للحرب العدوانية .
4. لم يبقى امامهم الا اللجؤ الى ورقة الحرب الجديدة المتمثلة في حرب الخدمات والمحروقات وهي في الاصل غير مبررة الا لاهداف النيل من ما قدموه الجنوبيين في الحرب …
فهل معقول ان النفط يتوفر في صنعاء أكثر من عدن .؟ ثم كيف كان النفط والكهرباء متوفرة في زمن الحرب والحصار على عدن ؟ واليوم في زمن التحرير لا تتوفر ؟؟

لكن يبقى ما هو صعب وهو ان اي قوة لا تستطيع ان تقف امام خيار حق شعب الجنوب في حريته وكرامته واستقلالة …؟