fbpx
لا  للثقافة التى ضيعت الجنوب 

مع الأسف يبدو أننا لم نتعلم من دروس وعبر وتجارب الماضي فلا زالت نفس العقليات تستجر إعادة إنتاج الماضي ليس بايجابياته بل في سلبياته واخطاءه وشطحاته وخطابه و شعاراته ومزايداته نفس التصنيفات والمزايدات و نفس الشعارات الخاطئة وتخوين الناس وغيرها ..

اعرف اناس ممن يشتمون اليوم  الحزب الاشتراكي والنظام السابق كانوا من أكبر المزايدين المتشددين في الحزب حينها ….

لقد كنا نتكلم عن الشمال ومصنفين له من ضمن الأنظمة المعادية ولكن كل فريق جنوبي كان يهزم او يتم اقصاءه في الصراعات التى مرينا فيها لايجد ملجاء له الا الشمال يهرب اليه

كما ان الكثير ممن كانوا يتكلمون أيام الحزب والنظام السابق عن الإمبريالية والرجعية عندما ضاق فيهم الجنوب لم يجدوا بلدان تؤيهم وتحتظنهم غير هذه البلدان الإمبريالية والرجعية التى كانوا يشتمونها ويعادونها

اعرف ان تلك كانت مرحله لها سماتها وخصائصها وظروفها وثقافتها ولكن أقصد هنا أننا لم نتعلم ونتعظ مع الأسف ولذلك نحن محتاجين إلى وقفه مع الذات ليراجع كل واحد منا شريط حياته ومواقفه لكي يبدأ بدايه صحيحه تقوم على اساس صحيح وعقل نظيف واعي.

محتاجون بعد كل هذا العمر وبعد كل هذه التجارب المريرة وبعد كل هذه التضحيات الغالية والمكلفة ان نحكم عقولنا وان نجعل العقول تشتغل لا ان نجري بعد عواطفنا ونجعلها تتحكم فينا .. محتاجين ان نتعلم الصح لكي نؤسس لبناء مجتمع سليم  وان لانسمح لتكرار التجارب الخاطئة والفاشلة ..

نحن اليوم محتاجين إلى أن نحرر عقولنا وان نستخدم عقولنا لان العقول السليمة والمبدعة هي من تغير وتصنع الواقع وهي من ترتقي بمجتمعاتها  . .  محتاجين لخطاب ولغة وثقافة جنوبية جديدة تتجاوز أخطاء الماضى واخفاقاته  ومزايداته  وتتعايش وترتقي في محاكاة الحاضر والتعاطي معه بإيجابية .. محتاجين لثقافه تحترم العقل أولا . وتحترم الاخر وتتعايش معه وتقر بحقوقه وشراكته ..

فلم يعد زمن كل الشعب جبهة قومية مقبول .. ولم يعد  شعار لا صوت يعلو فوق صوت الحزب الواحد والقائد مقبول هو الآخر ..  ولا شعار لايعنينا منطقي لان الجنوب يعنينا وحدنا بل ومسؤوليتنا ..

الزمن تغير وعلينا ان نتغير معه بعقولنا وأفكارنا وسلوكنا

لايعقل ان يتحدث الإنسان عن احترام وقبول الآخر وثقافة التصالح والديمقراطية والتنوع المجتمعي السياسي والفكري والاجتماعي وهو يخون ويرفض كل من لا يتفق مع فكره وتوجهه السياسي ولا يقبل شراكة الآخرين ويقصي الآخرين ….

فلايمكن للخطاب الذى مزق الجنوبيبن ان يوحدهم …

ولايمكن للثقافة والشعارات التى دمرت وضيعت الحنوب ان تستعيده او ان تبني جنوب جديد يتسع لكل الجنوبيين …

تحرير الجنوب واستعادة وبناء دولته الحرة المستقلة يحتاج إلى فكر وثقافة جنوبية جديدة تستوعب التنوع الجنوبي السياسي والفكري والاجتماعي وتستوعب المتغيرات الداخلية والخارجية وتسوعب مصالح الجنوبيين كلهم  ومصالح الجنوب مع العالم والعكس