fbpx
( تقرير لصحيفة الاتحاد الاماراتية ) شامخة شموخ جبالها وقممها العالية.. “يافـع ” تتصدى للانقلابيين
شارك الخبر

يافع نيوز – فتاح المحرمي (عدن)

ظلت يافع شامخة شموخ جبالها وقممها العالية، وظلت محافظة على تاريخها وحضارتها ومجد رجالها الشجعان الذين كان لهم شرف الريادة في المشاركة في مقدمة الجيوش الإسلامية التي فتحت الشام ومصر وبلاد الأندلس، ومن هؤلاء الرجال سراج بن شهاب اليافعي الرعيني وحسان بن زياد وينسب ليافع القاضي أبوبكر بن عبد الله بن محمد إبراهيم اليافعي المتوفى سنة 552هـ «من القضاة المشهورين»، ولي قضاء صنعاء وعدن وينسب إليها العالم عبد الله بن أسعد علي بن سليمان اليافعي «من كبار الصوفية» المتوفى في 768هـ وله من الكتب: «باهية المحي في مدح ملوك اليمن» و«مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان».

حاضر يافع لا يختلف عن ماضيها، حيث لايزال أبناء يافع محافظين على تاريخهم وتراثهم وعمارتهم وتمسكهم ببلادهم التي ورغم صعوبة طبيعتها، إلا أنهم مستمرون في تطويعها ليجعلوا منها مدناً تنتشر على سفوح الجمال، وكانها تعانق السماء، وبالمقابل تبرز ليافع وأبنائها أدوار نضالية في مختلف الحقب الزمنية كان آخرها دور يافع في التصدي للانقلابيين في جبهات القتال وعن طريق الجهود الإغاثية.

وتحدث لـ«الاتحاد» الكاتب عبدالقادر بن جرادي عن دور يافع في التصدي للانقلابيين قائلاً: لقد تنبهت يافع منذ اللحظات الأولى لخروج أول سيارة عسكرية متجهة جنوب صنعاء، واستشعاراً من يافع بالخطر القادم الذي تفوح منه رائحة المذهبية والطائفية. لهذا بدأت يافع تستنفر رجالها بشكل رسمي عندما وجه السلطان فضل محمد بن عيدروس استنفاراً عاماً لأبناء يافع. فتوافد أبناء يافع من كل حدب وصوب متجهين إلى العر والحد، حيث يعتبر خط التماس معاً مناطق الشمال، وهو خط طويل ذو طبيعة جغرافية وعرة، خصوصاً جبل العر الاستراتيجي الذي استطاع أبناء يافع استعادته وطرد قوات الحرس الجمهوري التابعة لعلي عبدالله صالح من معسكر جبل العر في عام 2011م، مما ولد انطباع استعارة عندهم من نصر يافع وهم في عز قوتهم، وكانت تلك أول بوادر طرد قوات علي عبدالله وحلفائه من أبناء الشمال.

ويتابع ابن جرادي بالقول: لقد تجدد الصراع اليوم عند ما لم تكتفِ مليشيات الحوثيين بدخول صنعاء وغرر بهم حليفهم الجديد المخلوع صالح، ليواصلوا تمددهم في بقية المناطق وكل العين على أرض الجنوب وعدن عاصمة الجنوب، ولهذا كانت استعدادات يافع كبيرة لصد الانقلابيين، وازدادت الاستعدادات مع سيطرة الحوثيين على مناطق محافظة البيضاء كافة الواقعة على حدود يافع. لكنهم لم يتجرأوا على التحرش أو الاقتراب من حدود يافع، فاتجهوا إلى عدن من مناطق أخرى، وبفضل حضور قواتهم وانتشارها في مختلف مناطق الجنوب استطاعوا الدخول.

ويمضي ابن جرادي بالقول: ولكن كان لأبناء يافع حضور كبير في كل جبهة في بلة وعدن وجعولة وأبين والضالع، وفي كل شبر جنباً إلى جنب مع إخوانهم أبناء الجنوب دخل الحوثيون وحليفهم صالح المناطق كافة عدا يافع وبعض المناطق المجاورة لها كردفان، وكذا بعض مناطق عدن كالبريقة ومدينة الشعب والمنصورة، حيث استماتة المقاومة وعجز الغزاة دخولها وذهبت الدولة وإمكاناتها.

وأشار ابن جرادي إلى أن يافع قامت بالحمل الثقيل مكان الدولة من خلال مغتربيها ومقتدريها بدعم الجبهات بالمال والغذاء وشراء العتاد ودعم الأسر والمناطق المنكوبة بمواد الإغاثة وفتحت أبواب ديارها للأسر النازحة من مختلف مناطق القتال في عدن ولحج وأبين وغيرها، مثلما دعمت الجبهات كافة بالرجال، وقدمت الحصة الأكبر من مجاميع الشهداء والجرحى والأسرى.

ويافع هي مدينة ومركز مديرية يافع في محافظة لحج جنوب اليمن، وتقع يافع شمال شرق عدن. ينسب المؤرخون يافع بأنها بطن من ذي رعين، ثم من حمير وأول من ذكرهم هو ابن الكلبي الفضاعي في كتابه نسب معد واليمن الكبير ونسبهم هو يافع بن قاول بن يزيد بن ناعته بن شراحبيل بن الحارث بن زيد بن ذي رعين أما النسابة الشهير أبو الحسن الهمداني (القرن الرابع الهجري)، فقد فصل في أنساب ذي رعين، وقال فـ«أنجب ناعتة زيد بن ناعتة وزيد انجب قاول بن زيد وقاول انجب حجيرا وشرحبيل ونفيل ويافع السرو وينكف أبناء قاول ويافع بن قاول أنجب: بلدة وجحيملان أبناء يافع، ومنهم انتشرت بطون يافع، وهم أنجد حمير باليمن، وفرسانهم قليل وهم على ما قال لي محمد بن مسلم أخو بني قاسد: الاريوم، وأذان، والذراحن، وبنو قاسد، والابقور، وبنو شعيب، وكلد، والسياون وهم أهل الهجر، وبنو سمى، وبنو صائد، و بنو أديد مسكنهم ضول، والاصووت ولهم ثروه، وهم من أنجد رجال اليمن، وأخبارهم في عصرنا تكثر وأشراف يافع في اليمن اليوم أي في عصر الهمداني بنو أحمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله بن زايد بن عاصم بن مرشد بن يفضل بن ذي جنى بن النظير بن يزيد الأصغر بن عمر بن مره بن ذي يزن بن يريم الأكبر بن شرحبيل بن يافع بن قاول». (انتهى الحديث للهمداني)

تترابط يافع فيما بينها بسلسلة جبلية موزعة الاتجاهات، ومناخها بارد قارس، وتتناثر قرى يافع على سفوح الجبال وسهول الوديان، وهي إقليم يحتل مساحات شاسعة من محافظتي لحج وأبين المترامية الأطراف، وتقع شمال شرق محافظة لحج وشمال محافظة أبين، وطبيعة جغرافيتها في معظمها شديدة الوعورة والتضرس، حيث تقع منقطة يافع في شرق اليمن مع امتداد غربي يحاذي خليج عدن على ساحل البحر، وتنقسم تقليدياً وقَبلياً إلى ثلاث مناطق: يافع العليا، يافع السفلى، يافع الساحل وعاصمتها «جعار» في أبين. أما العليا، فعاصمتها «المحجبة» والسفلى عاصمتها «القارة». يافع تنقسم قبلياً إلى 5 مشيخات «مكاتب» لكل من يافع السفلى «بنو قاصد» ويافع العليا «بنو مالك» ويافع لسفلى حكمها آل عفيف وتضم مشيخات مكاتب«الكلدي – اليهري – الناخبي – السعدي – اليزيدي, ويافع العليا حكمها آل هرهرة وتضم مشيخات/ مكاتب: البعسي «لبعوس»- الموسطي – الضبي – الحضرمي – المفلحي.

وقسمت يافع حالياً من الناحية الإدارية إلى قسمين: القسم الأول يتبع محافظة لحج، ويضم مديريات (لبعوس – يهر – الحد – المفلحي) والقسم الثاني يتبع محافظة أبين ويضم مديريات (خنفر – رصد – سرار – سباح).

وليافع امتدادات سكانية في منطقة ردفان المجاورة، وفي عدن، وفي حضرموت على وجه الخصوص، حيث يُصنّف «يوافع» حضرموت إلى «تلد»، أي قدماء جداً، ومحدثين منذ القرنين السابع عشر والثامن عشر، وحتى انهيار السلطنة القعيطية اليافعية في 30 نوفمبر 1967 عند إعلان رحيل الإستعمار البريطاني، وقيام دولة الاستقلال الموحدة في جنوب اليمن آنذاك، حيث ينحدر أصول أغلب سكان حضرموت الوادي من يافع بعد أن أتوا إليها لنصرة إخوانهم في حضرموت من الغزاة الزيود، وعقب ذلك بقى الكثير منهم هناك وأسسوا سلطنة القعيطي والكسادي الذين هم من اصول يافعية، ويجدر الإشارة إلى أن بعض قبائل يافع كانت متواجدة في حضرموت منذ القدم.

أهم المعالم

يبلغ ارتفاع قلعة «القارة»، الذي يعتبر من أهم المعالم الجغرافية والتاريخية ليافع، نحو 2500 متر تقريباً عن سطح البحر، وعلى ذلك الجبل الشامخ يقع مركز حكم السلطان العفيفي المتميز بالمباني ذات الطابع الحميري الفريد من نوعه، وترتفع بعض قصوره إلى ستة طوابق، وشيدت جدرانها وسقوفها بالأحجار البيضاء «الرخام»، التي لا تزال قائمة حتى الآن دون أن تتأثر بعوامل الطبيعة، باستثناء بعض القصور التي تعرضت للقصف الجوي من قبل طائرات الاستعمار الإنجليزي.

وتعد «القارة» من أهم المعالم الأثرية بمنطقة يافع وأشهرها، وتعتبر متحفاً طبيعياً فريداً، من حيث الطبيعة الخلابة التي تمثل آية في الجمال، نظراً لموقعها الاستراتيجي الجذاب وطابعها المعماري «الحميري» الفريد في مبانيها «منازل – مساجد – أضرحة – صهاريج – مدافن وقصور».

وما تتميز به قلعة القارة أن لها مدخلاً وحيداً فقط يعرف بـ«سدة القارة» والسدة يقصد بها الباب، ولا يمكن الدخول إلى القلعة من غير هذا الباب نتيجة أن القلعة مدعمة من كل الجهات بصخور طبيعية عملاقة والطريق المؤدي إلى جبل «القارة»، مرصوفة بالأحجار ومدعمة بالجدران ليسهل مرور الخيول والبغال والجمال، وتلتقي كل الطرق في جبل «الجراشة» الواقع شمال القلعة، وهو الجبل الذي يمتد منه المدخل الوحيد للقلعة، وحديثاً استحدث طريق للسيارات إلى القلعة امتد من جبل الجراش، وأخذ نصف دورة على القلعة، ليدخلها من الجهة المقابلة، كما توجد في يافع العديد من الحصون والقلاع والمعالم الأثرية والتاريخية والتي لاتزال شواهد تاريخية تدل على عظمة الإنسان اليافعي في مقاومته وصبره وتحديه لقساوة طبيعة الزمان والمكان.

اليافعيون والاغتراب

لا يكاد يخلو دار في يافع إلا وتجد أحد أبناء هذا الدار مغترباً إما في دول الخليج أو في شرق آسيا والهند أو أميركا وأوروبا قديماً وحديثاً، ويعتبر أبناء يافع هم النسبة الأكثر على مستوى اليمن من حيث الاغتراب وتمثل دول إندونيسيا والهند أهم وجهات التجار في الزمن القديم. أما الآن، فقد أصبحت دول الخليج وأميركا والصين أهم الوجهات، وأصبح اليافعي اسماً له سمعته في دول الخليج بسبب محافظته على عاداته، وأيضاً لتفوقه في مجال التجارة، خاصة تجارة الملابس والذهب. ففي المملكة العربية السعودية، برز كثير من التجار في الخمسين السنة الأخيرة في جميع المجالات مثل العيسائي وبن شيهون والصانبي، كما تتميز قبيلة يافع في قطر وفي عُمان أيضاً.

تقاليد الأعراس

من عادات وتقاليد يافع عدن إقامة احتفالات العرس، يظل العريس يعمل دون استراحة، يشاركه كل المدعوين من المنطقة أو من يقربه من المناطق الأخرى أو المعاريف، وتحرم عادات المنطقة قبول «ضيافات» أو «رفده» من قبل الضيوف المشاركين، حتى في مناسبات العزاء أو في حفلات المواليد، إذ يحتفل أبناء منطقة يافع بمواليدهم الذكور دوناً عن الإناث، وتتكبد أسرة أم «المولود» تكاليف حفلة الغداء في منزل الزوج «المشتملة على مؤن المطبخ». وغالباً ما يستمر العرس الرسمي ثلاثة أيام تتخلله العزائم يومياً لكلا الجنسين، وقد تختلف طريقة الاحتفال وما تتخلله الأيام الثلاثة من عادات باختلاف المكاتب وحتى القرى ذاتها.

السائد في عادات العرس في يافع أنه وفي اليوم الأول تكون الضيافة عند أهل العروس، وتتجمع النساء في منزل واسع لإقامة حفل توديع العروسة، وفي المقابل تكون هناك ضيافة في منزل العروس للأقرباء والضيوف الذين يأتون من مناطق بعيدة، وفي اليوم الثاني يسير العروس وبرفقة جمع من أهله والضيوف في موكب بالسيارات أو مشياً على الأقدام – في الأماكن الجبلية التي لا تتوفر فيها طريق – إلى منزل العروس، وهم يرددون الزوامل الشعرية ويلعبون الألعاب الشعبية الراقصة وبعد أن يأخذوا العروسة من منزلها، يتبعهم أهل العروسة بموكب إلى منزل العروس لتكون الوليمة في منزل العروس وبحضور أهل العريس والعروسة، وبدورهن النساء يقمن حفل استقبال للعروس بالعود والبخور ويزغردن ويعملن حفل استقبال في منزل واسع بدار العريس.

الثقافة.. الأدب

ارتبطت يافع بالثقافة والأدب والشعر.. والشاعر يحيى عمر من أبرز شعراء يافع الذي تنقل بين بلاده وعمان والهند، وله العديد من الأشعار التي تغنى بها كبار الفنانين العرب مثل «أغنم زمانك» لمحمد عبده، و«يحيى عمر قال يا زين» للفنان المبدع عبد المنعم العامري. وفي عالم الأدب والتأليف، ظهر المؤلفان علي صالح الخلاقي وعبد الإله الضباعي والأستاذ نادر سعد العمري الذي قام مؤخراً بتأليف «الموسوعة اليافعية»، التي تتناول دراسة مسحية توثق تاريخ يافع واستمر تأليف الموسوعة التي تتكون من ثمانية مجلدات نحو عشر سنوات، إلى جانب بروز عدد من الكتاب والنقاد والشعراء والمثلين في مجال المسرح والدراما ومن أشهر الكتاب فاروق ناصر علي والممثل المسرحي والدرامي علي أحمد يافعي.

كما حافظ أبناء يافع على تراثهم الشعري وأمثالهم وتاريخ قبائلهم بتوثيقها في مؤلفات وعلى مواقع الشبكة العنكبوتية، والتي تؤكد الإحصائيات، على أن هناك وجوداً لأبناء يافع في المواقع الإلكترونية والشبكات الإخبارية.

مهرجان يافع التراثي

لم يرتبط الإنسان اليافعي بإجادته فن البناء المعماري فقط، بل ارتبط بالثقافة والعلم والأدب والتاريخ فحافظ على موروثه الشعري وتراثه الشعبي في الرقصات والأهازيج / المهاجل التي توارثها الأجيال..

ومهرجان إحياء التراث اليافعي الذي يقام في العاشر من عيد الأضحى المبارك لدى أبناء يافع، والذي يتبارى فيه الشعراء والأدباء، وتتخلله الأهازيج والمساجلات الشعرية والرقصات الشعبية المعبرة عن تراث الإنسان اليافعي..هذا المهرجان الذي أصبح أشبه بسوق / عكاظ، الذي تتوافد إليه قبائل يافع من كل حدب وصوب لإحياء هذه المناسبة. ويقام هذا المهرجان في ثلاث مناطق مختلفة، حيث يبدأ في سابع أيام عيد الأضحى في منطقة بني بكر، واليوم التالي في منطقة الهجر واليوم الذي يليه في منطقة بين المحاور، ويسير هذا المهرجان الذي يقام في ساحة عامة بتوافد كل قبيلة على حدة إلى ساحة المهرجان، وهي تردد الزوامل الشعرية، وترقص رقصة البرع اليافعية الأصيلة على أنغام الطبول والمزامير، وبعد وصول القبائل يتبارا الشعراء في إلقاء الأشعار، وإلى جانب كون هذا المهرجان السنوي التقليدي يحيي التراث اليافعي والموروث الشعبي، فإنه يكون محطة لقاء لمختلف قبائل يافع مما يعزز العلاقات بينها.

العمارة اليافعية

عرفت يافع بفنها المعماري الفريد على مستوى اليمن وعمارة اليافعيين بتصاميم تجمع بين الأصالة والحداثة، فهي تتميز بشكلها الأصيل ذي النمط الحميري، رغم حداثة التقسيم الداخلي والأثاث، فيبنى البيت اليافعي من الصخور الصلبة التي تقطع من الجبال دون أن يتخللها الطوب، كما يتميز بارتفاع طبقاته التي قد تصل إلى عشر طبقات وأكثر، كما يفصل بين كل طابق خط أبيض يزيد من جمال البيت وفي الأعلى يوجد ما يشبه التاج يسمى «تشاريف»، وغالباً ما تكون باللون الأبيض. البيت اليافعي يبدو كالقصور التاريخية القديمة من الخارج، ولكن يتغير هذا الانطباع بمجرد دخولك فستشاهد روعه في التصميم فهو يحتوي على ملحقات تزيد من جماله مثل الأدراج التي تثبت في الجدار، بحيث لا تأخذ من مساحة الغرف و«الهده»، التي تكون مشابهة للسرير الحديث، ومن أسفلها دواليب، كما يوجد الحمام في كل الغرف ولتميز الفن المعماري اليافعي، فقد كان موضع اهتمام احتفالات اليمن باختيار صنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004، وذلك بتخصيص قسم للمعمار اليافعي من ضمن فعاليات الدورة.

زراعة البن

تشتهر يافع بزراعة البن، وهي المنطقة الوحيدة في ما كان يدعى جنوب اليمن التي تزرع هذا المحصول العالمي، وتقوم الزراعة فيها على المدرجات التي تعود إلى آلاف السنين، وتجدد من قبل السكان جيلاً بعد جيل، ومن المحاصيل التي تزرع في يافع إلى جانب البن حبوب «الدخن» و«الذرة الرفيعة» و«الذرة الشامية» والأعلاف… ولا تزال أسماء الكثير من الجبال والوديان – كما القرى والآبار – باقية منذ زمن الدولة الحميرية السابقة، وأيضاً قنوات الري والسدود التي بناها الأجداد، وتعتمد الزراعة في يافع على الأمطار الموسمية، ومن اشهر الأودية الزراعية في يافع وادي يهر الذي ينسب إلى أحد ملوك حمير، وادي ذي ناخب، ووادي حطيب، وجميعها تصب في وادي بنا الذي يمضى في طريقه إلى دلتا أبيي اليافعية وصولاً إلى خليج عدن.

ويمكن اعتبار يافع منطقة واعدة سياحياً، خاصة بعد أن تكتمل شبكة الطرق الداخلية. وقد حوّلتها هجرة أبنائها الكثيفة وعودتهم إليها لتعميرها وإحيائها من الفقر إلى الغنى، وهذا قلص الزراعة إلى الحدود الدنيا كمصدر للرزق وجعل الهجرة الخارجية والداخلية هي المورد الاقتصادي الأول.

 

صحيفة الاتحاد الاماراتية

أخبار ذات صله