fbpx
عن عيدروس وشلال

فهد البرشاء
حينما ينبثق الثائرون من جلباب الشعب الكادح, وينبتون من بذرة الألم والقهر والأنسحاق, وحينما يولدون من (رحم) المعاناة, ويخرجون من بين تلك الوجوه (السُمر) المنهكة التي رسم الزمان وقسوته والسياسة وخساستها علامات الإقامة الجبرية عليها, فأولئك هم الأبطال حقاً..
فهم سمعوا (نبض) القلوب الخائفة الوجلة, وعاشوا أحلام الطفولة الغضة البرئة, بل وتجرعوا من صنوف عذاب وآهات وأنات هذا الشعب الذي توالت عليه الأزمات والنكبات والمصائب والمدلهمات, وعاقروا وحشة تلك الليالي الحالكة السواد, وأدركوا معنى أن تشعر بالألم والقهر والوجع..
وهم حقا (وقود) الثورة ومشاعلها, وهم نبراس الدياجير ومبدد ظلماتها وهم (رصاصات) الحق في وجه الطغاة والأعداء والعاصبون, وهم (صوت) المسحوقين تحت أقدام الديكتاتوريين والنافذون والعملاء والمرتزقة والفاسدون, بل هم املا يلوح في الأفق ليجلد الألم ويطرده ويبدد الأحزان ويزرع الأبتسامة..
واليوم سأخالف (جيفارا) وأقول له أن (عيدروس) و (شلال) حلا مشعل الثورة (الجنوبية) واوقدوا نار الحرية ووقفا في وجه الجيوش الغازية البربرية, وحُق لهما أن يدخلا التاريخ من أوسع أبوابه, وسكنا القلوب التواقة للحرية وللأنعتاق ولهواء السكينة والأمن والأمان والطمأنينة..
ولا غرابة في أن يُحاربا من (عبيد) الريال وأتباع المخلوق وأذنابه, ولا غرابة من أن تسعى تلك (الكروش) المتدلية من الحرام والكبسات لأن تكبح جماحهما وتقف حائلا في طريقهما ويفتعلون المشاكل والأزمات لأثباطهم, أتدرون لماذا ؟ .. لانهما يحملان في (جوفهم) أحلام البسطاء وامنيات الثكلى, وتطلعات الأطفال, وغايات وأهداف الشهداء النبلاء..
لا غرابة في أن نسمع أبواق المرتزقة تملئ الدنيا (ضجيجا) كاذبا وخوفا زائفا وتسعى لأن تنال من هاتين الهامتين بشتى الوسائل والطرق حسدا من عند أنفسهم الامارة بالسوء التي سولت لهم سفك دماؤنا وتدمير وطنننا..
هاتين الهامتين لو أعطيتا صلاحية كاملة دون قيود أو حدود أو حواجز داخلية كانت أو خارجية, أجز أنهما سيجعلان من (عدن) خاصة والجنوب عامة (جنة) في الأرض نمشي عليها وننعم بظلها وقطوفها وأكلها,, ولكن !! وآه .. ثم .. آه من لكن يحاول النافذون والفاسدون والمخربون أن يكبلهما ويقيدا حريتهم (ويقصون ) أجنحتهم, ولهذا فهم أحوج لنا اليوم من أي وقت مضى, فالكل يتحين الفرص وينتظر أن تكبوا جيادهم لينقضوا عليهم وينهشوا لحمهم..