fbpx
في ذكرى تحريرها الأولى.. المسيمير عنوان بطولة ونيشان صمود..!

 

كتب / أديب السيد

 

11 يونيو 2015م، لم يكن يوما عابراً كمثله من الايام الخوالي، بل شهد هذا اليوم من العام 2015، حدثا تأريخيا كبيراً، حيث اعلنت  مديرية المسيمير بمحافظة لحج،  تحريرها  من التواجد الحوثي العفاشي، وذلك عقب تضحيات  جسيمة  قدمها ابطال هذه المديرية الباسلة .

 

لم يكن من السهل، تحرير مديرية كالمسيمير، التي تحيط بها الجبال من كل جانب، وتفتقر الى ابسط الامكانيات والعدة القتالية، غير ان إرادة ابناءها صنعوا المستحيل، وحولوه الى ممكن، بشكل يذهل المتابع والناظر لما حدث، حيث رسمت المسيمير صورة من صور النضال الذي يندر ان تجده في مناطق او محافظات أخرى.

 

تحررت المسيمير بدماء وجماجم، وبامكانيات أهلها الذاتية، حيث كان يخرج المقاتل مواجها ترسانة العدو، بعدد قليل من الرصاص، وبجون أي اسناد او دعم .

 

في احدى ابرز صور التضحية والايثار، كانت المسيمير تمتلك دباباتها الوحيدة، تلك الدبابة التي تم منحها للضالع، هي الدبابة التي واجهت ثلاثة الوية وتمركزت منتصف جبل جحاف لتلقن العدو دروسا قاسية.

 

لم تكن المسيمير انانية، وهي ترى الضالع وقلعة الصمود وروح الجنوب المعنوية، تخوض حربها ضد الوية الطغيان والعدوان،  فأهدت المسيمير للضالع دبابتها الوحيدة، وهي التي كانت تشكل القلب الذي تم اهداءه لابطال وبواسل الضالع، من رجال ومغاوير المسيمير.

 

خاضت المسيمير معركة التحرير، في يوم 9 يونيو 2015، بعد ان كانت اطبقت مليشيات الحوثي والمخلوع، سيطرتها على المنطقة في يوم 11 مايو 2015، بعد ان خذلت جبهة المسيمير من كثير ممن كان يعول عليهم بالصمود والدفاع، وخاصة تلك الاحزاب والجماعات الكرتونية المقنعة.

 

شهر واحد هو فارق بين سيطرة العدو وبين تحقيق النصر عليه، لم يهنى فيه العدو يوما واحدا، حيث كان شباب المواجهة يقضوا مضاجعه ويقتلون افراده من الرعب والخوف باليوم الف مرة .

 

بين جبال تحيط بالمسيمير من كل جانب، كان أسود الوغى وفرسان الوطيس، يتقاسمون عتادهم ولقيمات غذاءهم، في شعاب ووديان المنطقة، صامدين يواجهون العدو ذا الترسانة الحربية الكبيرة، الا ان الارادة تهزم الامكانيات، ويصنع النصر فقط اولئك المؤمنين بحقهم في الحرية والانعتاق.

 

نحو اكثر من 62 شهيدا، و160 جريحا، قدمتهم هذه المديرية، التي تشكل جبهة مرتبطة بكل جبهات الجنوب الاخرى، كالضالع وردفان والعند ولحج وعدن، وكذلك الصبيحة، فكانت حائط الصد المنيع، والحماية للجبهات الاخرى، شهدت جبالها معارك لم تشهدها أي جبال اخرى، خاصة المواجهات المباشرة التي دارت فيها .

 

إنتصرت المسيمير، وهزم العدو، موليا دبره، بعد ان فرض حصارا على المرضى والمدنيين، استمر اربعة اشهر، لم يجدوا فيه حبة الارز، الا ان ذلك الحصار الخانق، تفجر بوجه العدو حمما بركانية، احرقته والحقت به شر هزيمة .

 

احتفلت المسيمير يوم 11 يونيو 2016 بنصرها، الذي شكل ثاني نصر وتحرر لمدينة جنوبية، بعد نصر ملاحم الضالع، وهو النصر الذي تهاوت بعده، كل جبهات العدوان في كل مكان، نتيجة الإرادة التي غذى بها النصر ارادة المقاومين الجنوبيين.

 

تحية لمسيمير الفداء والبطولة، والصبر والحرية، تحية لشهداءها الابطال وجرحاها، تحية لاسر الشهداء الصابرين، تحية للمقاومة الجنوبية، وكل شباب هذه المديرية التي يعجز القلم عن ايفاءها حقها، مهما كتبنا ووصفنا وسطرنا، يبقى ما حدث في المسيمير معجزة حقيقية، قهرت المستحيل وصنعت النصر .