fbpx
لم يتبق الا الإعتراف! كتب/ محمد بن زايد الكلدي
شارك الخبر
لم يتبق الا الإعتراف! كتب/ محمد بن زايد الكلدي

كما هو معلوم للجميع في علم الجغرافيا السياسة إن الدول تتكون من أربعة عناصر رئيسية ، فإذا سقط عنصرا منها أصبحت شبه دولة أو دولة ناقصة السيادة، لم تكتمل بعد وما زالت في طور النمو والبناء.
وهذه العناصر هي :

1ـ الشعب
……
، أي مجموع الناس الذين يمارسون نشاطهم وحياتهم ودينهم وثقافتهم على أرض الدولة.

2ـ الإقليم.
…….
وهي المساحة الجغرافية من الأرض االتي يقيم عليها مجموع الشعب .

3ـ الحكومة.
……..
وهي الإدارة التي تمارس السلطة داخل نطاق الدولة وتفرض وجودها على الجميع وتعمل على تنظيم حياة الأفراد وسن القوانين وضبط الوضع السياسي في الدولة.

4ـ السيادة.
…….. وهي تعني السلطة العليا في الدولة تتمثل في إرادة الشعب وحده، ويكون لها الكمة العليا واليد الطولى على اقليمها وهي التي تنظم علاقتها بالدول الأخرى.

بعد هذا الشرح المختصر لمفهوم الدول وأركانها الأربعة، هل سألنا أنفسنا ماذا ينقصنا في الجنوب؟
هل نحن دولة ام شبه دولة أم ماذا نسمي الوضع الذي نحن فيه؟
أظن إن الإنسان الجنوبي قطع نصف الطريق أو أكثر أكثر قليلا في سبيل إستعادة دولته المنهوبة، فنحن نملك شعب عريق له عاداته وتقاليده وتجمعه وحدة الدين واللغة والتأريخ المشترك.

وكذلك نمتلك إقليم جنوبي كان ذات يوما دولة كاملة الأركان معلومة الحدود واضحة المعالم، والعلم والنشيد، ومعترف بنا في كل المنظمات العربية والدولية، وحدودنا مع الجيران ما زالت معالمها شاهدة على ذلك.

أما الحكومة فبدأت النواة الأولى لها بالتكوين والظهور في العاصمة عدن، وعادت معها الحياة بشكل تدريجي بعد اندحار الحوثي وعفاس والجماعات المتطرفة منها، وتعمل الحكومة جاهدة على ترتيب الجانب الأمني المعقد بعد تركة ثقيلة خلفها الإحتلال الشمالي للجنوب طيلة عقدين من الزمن، وتواجه السلطة في عدن تحد كبير في الجوانب الأمنية والخدمية حيث تسعى جاهدة للتغلب عليها بالتعاون مع الأشقاء في الخليج.

تبقى النقطة الأخيرة وهي الأبرز والأهم بالنسبة للجنوبيين، وهو حق الإعتراف بهم وبدولتهم بحدود عام 90م ، فمن الناحية العملية يعتبر الجنوب شبه مستقل فالعلم رفع فوق كل المرافق والمباني الحكومية، وفوق أسطح المدارس وعلى ظهور الدبات والمدرعات، والنشيد الجنوبي يردد في الطابور الصباحي للطلاب، وبدأ تشكيل قوة أمنية وعسكرية خاصة باقليم الجنوب، وهو الذي يتحول الى الجيش الجنوبي لدولة الجنوب المنتظرة .

وحتى نكون أكثر واقعية وموضوعية، ما زال هناك تحديات كبرى تواجه استعادث الدولة منها الوضع الداخلي اليمني المعقد والخلافات الجنوبية الداخلية بين النخب والقيادات وعدم مقدرتهم على إيجاد حامل سياسي موحد، يكون متحدثا وناطقا باسم الجنوب، ومن التحديات ايضا عدم تفهم العرب ودول الجوار لمطلبنا وحقوقنا، وما زالوا يراهنون على يمن واحد إتحادي يشمل الجميع وتحل كل القضايا تحت هذا السقف ومنها القضية الجنوبية.
ولكن بالصبر والإصرار والوعي والتربية سوف نستعيد دولتنا، ولو تحقق نموذج جيد في عدن واستطاع الحكام الجدد فيها من مخاطبة العالم الخارجي وضمان حفظ للأمن في بحر العرب ومضيق باب المندب وحماية مصالح الدول الكبرى، ومحاربة جماعات العنف هنا يبدأ العالم بالتفكير في إعطاء الجنوبيين حقهم في تقرير مصيرهم.

أخبار ذات صله