fbpx
عدن وعاقر الناقة

 

بقلم: عبدالقادر زين بن جرادي
سبحان من جعل  ناقة صالح عليه السلام أية للناس فكانت تغطي حاجة الناس من لبنها في اليوم الذي لايجدون فيه ما يشربون . لقد كانت عدن وأرض الجنوب ، الناقة المدرار  التي منحت اليمن من خيراتها ، بما لذا وطاب ، وملأة الخزائن  بالثروة الطائلة . فلم يأتمنوا عليها ، وأخذ الطمع والجشع  . فأتمر  دعمي ، ودعيم ، وهرما ، وهريم ، وداب ،وصواب ، ورباب ، ومسطع ، وأشقاء الأشقياء في النار أحمر ثمود قدار بن سالف .  بليل ومكروا مكرهم . فتعاطوا الخمرة . وبرز أحيمر ثمود فعقر الناقة المباركة . وكان الله خير الماكرين فأخذ قوم صالح الذين سكتوا عن الحق ، ولم يقفوا في وجه من عاث في الأرض فساد . فلم يكتفوا بعقر الناقة ، بل أردوا عقر أبن الناقه . فتعاطوا وحشدوا ، ونادوا وألبوا القوم ، على أن يسيحوا في الأرض بحثا عن الحاشي . ولكن الله كان لهم بالمرصاد .
فحال بينهم وبين تحقيق مأربهم ، وثبت أقدام رجال صدقوا ما عاهدوا الله . ثبتهم القوي المتين ، على أرض عدن ، في عز صيف قائض ، في العشر الأواخر من الشهر الذي أنزل فيه القرآن . قبل ما يقارب عاما من ايام السنين الخمس والعشرون العجاف التي مرينا فيها . فأنطلق أسد الله من موضع ضيق صغير على أرض عدن ، من رأس لسان بري صغير على ساحل عدن أنه رأس عمران .
حيث اجتمع عدد قليل من قوم ، عاهدوا الله والوطن ، ليقفوا في وجه الرهط التسعة ومن والاهم وتبعهم وسار في ركبهم ، من جند أحيمر ثمود . هنالك شيع القوم أكفانهم على أكتافهم ، وحملوا أرواحهم على راحات أكفهم . لا تعرف لهم سميا ، ولا لون تميزوا فيه ، ولا عصبة قبلية واحدة انتسبوا إليها ، لكنهم رجال سمات وجوههم ، وأخلاقهم ، وشراستهم ، تدل على أنهم من أرض عرب الجنوب ، القاطنين ما بين ساحل عدن جنوبا وشوامخ جبال يافع شمالا . ذابت اسماء قبائل يافع ، ردفان ، الضالع ، لحج ، الصبيحة ، وفضلي ،عوذلي ، عولقي ، كثيري ، حضرمي ، مهري ، حوشبي ،شعيبي ، حالمي ، وكل أبناء الجنوب .
اجتمعت النمور ، والذئاب ، تحت أمرة وقيادة ليث غضنفر ، الله ربهم ، والسلام دينهم ، وسنة محمد ( صل الله عليه وسلم ) شريعتهم . والجنوب وطنهم  . فكانوا الصيحة القوية ، التي طيرة على الرهط نشوتهم ، وتكسرت على جلمود صمودهم كل أحلامهم ، تلك هي الناقة التي عقرتموها بمكركم ، حين مكرتم ، فهل علمتم أين تكسرت ذليق أنيابكم ، وأين قلمت مخالبكم . وهل أدركتم أن مكركم الذي تزول منه الجبال قد زالت صروحه على شواطئ عدن وسفوح جبل شمسان . وأنكم بما فعلتم فينا لم يزيدنا إلى إيمان وقوة ، فزيدوا مكرا سنزداد قوة . ما دام نحن بحبل الله اعتصمنا . ولله الحمد والمنه الذي هدى أخوة لنا أتونا من الشمال ومن اليمين ومن فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم ، أنبعثوا مددا وعوننا لنا ، لدين الله وللحق نصرة . أنه صوت رغاء الناقة بلغ صداه فأتوا له ناصرين .