fbpx
نحو إستعادة دولتنا المغتصبة و ليس تمزيق مجتمعنا المتجانس!

ربما يركن البعض إلى اعتقاده بأنه جنوبيا عربيا خالصا مائة في المائة، ثم يكتشف عند فحص ال DNA بانه ينحدر من قبيلة من قبائل سنحان…
ترأه يقوم كل يوم بالصراخ و التحريض العنصري لا يفرق بين برئ و مجرم  بسلوك غير إنساني و لا منطقي و ﻻ عقلاني ضد كل ماهو دحباشي على أرض الجنوب!
و ايضا يحدث العكس فهناك من يدافع عن الوحدة اليمنية المضرجة بدماء الأبرياء و يصرخ بملىء شدقيه الوحدة أو الموت…فيصبح بسببها مجرما  قاتلا يحصد أرواح الأبرياء الذين كل ذنبهم  إنهم كفروا بتلك الوحدة التي سلبتهم كل حقوقهم.. و يستميت يرغب بشدة إقامتها حتى و لو  فوق جماجم الرافضين، و على ضفة تجري حولها أنهار من شلالات دمائنا،
و بينما انت با عاشق الوحدة تحصد الأرواح معتقدا انك تدافع عنها..و تتمنى أن تكون وحدتك لبنة لتحافظ على وحدة عروبتك، و مع حماسك المفرط تأتيك نتيجة فحص ال DNA فتكشف النتيجة، بأنك حتى ليس عربيا و لا لك اي صلة بالعروبة و انك تنحدر من سلالة عاشت في جزيرة بعيدة من جزر واق الواق!
هذه الحقائق استمدها من مقطع فيديو أرسله لي احد ابناء عمومتي و اتمنى ان يكون كذلك حتى بعد ان نقوم بفحص ال DNA الخاص بنا، هذا الفيديو إنساني و مؤثر جدا كان سببا وجيها لأكتب هذا المقال عسى أن أساهم في ارجاع البشر ال  بشريتهم و عسى ان يبدأ بعضنا بنبذ العنصرية المتأصلة في ذاته…فمن يظلم عبد لله اليوم بفتح الياء يظلم بعبد أخر غدا بضم الياء..
مقطع الفيديو عبارة عن برنامج إجتماعي علمي يتم فيه إستدعاء العديد من الأشخاص ينتمون إلى قوميات مختلفة باشكالهم المختلفة لتجرى عليهم تجربة علمية و لهدف إنساني بحت هو نسف ميول التمييز العنصري لدى بعض المصابين به!
يبدأ البرنامج بسؤال كل شخص من الحاضرين عن اعتقاده الى أين ينحدر و عن ما يعتقده عن أصله…
و بعد ذلك تم اخذ عينات من بصاق كل شخص منهم لفحص  ال DNA و كأنت النتيجة الصادمة للجميع دون إستثناء..
فمن كان يقول متبجحا بكل ثقة انه إنجليزي بيور يكتشف بأنه لم يكن ينتمي إلى أي سلالة في انكلترا…
و شخص أخر يؤكد انه ﻻ يحب الجنسية ألالمانية و جد ان أسﻻفه ينحدرون من المانيا، فقد اختلط اسﻻفه باجناس أخرى حتى صار على مايعتقد انه أصلاً ورثه أبا عن جد..
و الظريف في نتائج البحوثات و الفحص أن هناك أمراة ايضا قالت بانها تكره تركيا و لا تتمنى الإنتماء اليها فكانت النتيجة انها أصلا من تلك المناطق..
بينما شخصا اسمر البشرة قال انه كوبي واثقا من جذوره في جزيرته المعزولة كوبا..تفاجأ حين أكتشف انه ينحدر من أصول اوربا الشرقية..
و النتيجة الأكثر إثارة أن شخصين من المجموعة أصبحا بعد الفحص يعرفان بأنهما يقربان لبعضهما البعض، فما كان منهما إلا أن احتضنا بعض في موقف درامي مثير..
ما أردته من هذا الموضوع هو ان ناخذ حقوقنا و نسعى وراء مطالبنا بطريقة و سلوك يعكس الروح الإسلامية التي فطرنا عليها و لا ننحرف و نسقط باخلاقنا و نشوه مبادئنا..
انه حق مشروع بل و أصبح ضروريا جدا الأن  أن نطالب باستعادة دولتنا و لكن البعض يستغل ذلك لتصفية حسابات مع ناس ابرياء و لغرض مصالح شخصية صرفة..و انا متاكد بان هناك من المندسين المدفوعين الذين لايهمهم استعادة الدولة المغتصبة بل يريد الاستفادة من وضع الفوضى، و لم يعد يخفى علينا أن هناك من يخطط دون ملل  و لا كلل هو من زجهم بيننا لتشويه مطالبنا العادلة… و هناك البعض الأخر الذي يندفع خلفهم دون وعي فيضرنا أكثر من ان يفيدنا..
نعرف أننا قاسينا الأهوال بسبب ذئاب البشر من السأسة و التجار المستغليين ل أوضاعنا الصعبة  و حتى من بعض الناس العاديين و لكن ذلك ليس مبررا لنا أن نتخلى عن ادميتنا لنصبح ذئابا نظلم الأبرياء بوزر الظالمين..

لذلك أدعو نفسي قبل الجميع الإرتقاء بمستوى انسياتنا و نبذ التمييز العنصري بكل أشكاله العرقية و المناطقية و الطائفية و غيرها فذلك السلوك المنحرف لا يليق بادميتنا و لا يرضي الله و لم يكن ليرضي رسوله،

روى أحمد  عَنْ أَبِي نَضْرَةَ : ” حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ، أَبَلَّغْتُ ؟ ) قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”. صححه الألباني في “الصحيحة”

سا أضع هذا الفيديو على صفحتي بالفيسبوك nabil alamoody  كمرجع..مع أن هنالك الكثير بين ايدينا من كتاب الله و سنته لتهذيب النفس..

فلنستغل هذا الشهر الكريم و نستثمر فرصة الروحانية و السكينة التي تدب في أنفسنا في ايام و ليالي رمضان، لتقييمها و تهذيبها!
ربما لن يعجب البعض ما أكتب و يخالف توجه الآخر بل انه لم يكن ليعجبني في فترات مضت..
و لكن المعطيات اختلفت و مستوى الوعي قد تغيير و وجوه أنكشفت و شخصيات الى وحل الإرتزاق سقطت..
فهل نعي حجم المؤامرة على مجتمعنا في من يستغل مطالبنا المشروعة و يجعل منا مجرد أدوات للتنفيذ. .  فقد حان الوقت ان نبتعد عن المكابرة و العناد  و التكبر و التصرف بوحشية و ظلم بعضنا البعض،
هل بالأمكان نعيش ما قدر الله لنا من عمر على طاعته، بصفاء و تسامح  و محبة و تعاون، دون ان نظلم الآخرين لمجرد انهم ولدوا في احد ادغال افريقيا..
انظروا الى دولة مثل بريطانيا ترى فيها من السكان المختلفة أشكالهم و الوانهم و أديانهم، يكفيهم أن يحملوا جواز سفر بريطاني ليصبحوا انجليز، لهم امتيازات و حقوق المواطنة المتساوية..
يتم التعامل معهم بكامل حقوقهم بينما هم مجرد وافدون جدد…نشاءوا و ترعرعوا بعيدا عنها ثم جاءوا من افريقيا او من بلاد العرب ليستوطنوا اينما حل بهم الترحال..
و لا ننسي أن هناك من أجدادنا من يحملون جنسيات  أمريكية و إفريقية و آسوية و أوربية، فان تم طردهم على أساس التمييز العنصري و العرقي كيف سيكون حينها موقفنا؟!
طبعا سنستنكر و سنستفز و سنقول فيهم ما قاله مالك في الخمر..
فلنترك الأنانية و التفكير فقط بأنفسنا و تفصيل نوع الحياة التي نريدها ل تنطبق علينا تماما..
كل يريدها على مقاسه و على ظروفه و على اصله و فصله و طز بالآخرين…
و لنتذكر باننا جميعا من أدم و اننا ننتمي إلى تلك البقعة  حيث هبط أدم من الجنة ليستقر عليها.. ثم ذلل الله الارض و امرنا ان نمشي في متاكبها بحثا عن الرزق..
فليس الوطن ملك لأحد…
ﻻ يستحق الأرض التي نعيش عليها إلا محباً و مخلصاً و مستعداً للتضحية في سبيلها…
فهل نتقي الله في عباده؟!
و الله من وراء القصد!