fbpx
تماسك الجبهة الداخلية! كتب/ محمد بن زايد الكلدي
شارك الخبر
تماسك الجبهة الداخلية! كتب/ محمد بن زايد الكلدي

أي شعب في العالم يسعى إلى الإنعتاق من التبعية ويبحث عن حريته ومكانته، ويريد التحرر من الإستبداد والظلم الوقع عليه لا بد له أن يحافظ على تماسك جبهته الداخلية وتوحيد كلمته والتقارب بين الرؤى المختلفة والأفكار المتباعدة، وإن يتجنب الخوض في المسائل التي قد تؤدي إلى إحداث شرخ وتصدع في العلاقات والمصالح المشتركة.

هكذا كان عهدنا بشعبنا الجنوبي الصامد والصابر، فالنصر العسكري لم يتحقق من تلقاء نفسه أو بمحض الصدفة، والنجاحات التي رأيناها في الجبهات ودحر الغزاة من أرضنا كان بسبب التلاحم والتعاون بين جموع الشعب بكل أطيافه ومكوناته وإنتماءاته الحزبية والفكرية والقبلية.

كنا نتمنى ان تسير عجلة التقدم الجنوبي بهذه الصورة في كل مراحل النضال العسكرية والسياسية والبناء والإعمار ومواجهة التحديات، ولكن ما بدأنا نلحظه خلال هذا الشهر يدعو للقلق والتوجس، فظاهرة العمالة والتخوين والفرز كانت العنوان الأبرز داخل الساحة الجنوبية، وظهر التراشق الإعلامي خاصة الفيسبوك وتويتر بين رفقاء الدرب الذين كان لهم دور كبير وفعال في مجابهة الإعلام العفاشي.

والأخطر من ذلك هو ظاهرة اعتتقال للكثير من القيادات العسكرية والميدانية ومن رجال المقاومة، ودخول بيوت بعض الشباب الذين كان لهم دور كبير وشرف في طرد مليشيا الحوثي وعفاش من عدن، وتعرض بعض رجال الدين للإعتقال وهم معروفين للقاصي والداني باستقلاليتهم وليس لهم أي ارتباط حزبي واغلبهم من التيار السلفي الذي كان ظهيرا ومعينا في الحرب مع شعبه الجنوبي وقدموا المئات بين شهيد وجريح، كل هذا الأخطاء الفادحة تدعونا إلى مراجعة مواقفنا بجدية وعدم ترك الحبل على الغارب، والتصدي لكل العابثين والذين يسعون لزرع الفتنة الداخلية تحت أي مسمى كان، وعدم خلط الأوراق أو التداخل بين الأشياء، ولا نحاكم الناس بسبب أفعال جماعات أخرى معروف باعمالها ومواقفها وتوجهها الفكري والسياسي والعقدي.

على الإنسان الجنوبي أن ينظر إلى الوضع السوري والليبي لأخذ العبرة ومعرفة الأسباب التي أوصلت هذين الشعبين لما هم فيه من الإقتتال الداخلي كلفهم كثيرا ودمرت بلادهم بالكامل ولم تعد صالحة للحياة او العيش فيها! ما زال الشعب الجنوبي في خير كبير وحالة أرقى ووضع مقبول، ولكن عليه أن يتجنب الطريق الذي أوصل الليبيين والسوريين إلى هذا الوضع.

ومن أهم التحديات الكبرى التي تواجهنا هي:

ـ أولا كيف التصدي لظاهرة الإرهاب الذي يجتاح المحافظات الجنوبية وما إن تهدأ منطقة معينة الا ويتحول هذه الإرهاب الأسود إلى مكان آخر.

ـ وثاني تحدي هو دمج المقاومة الجنوبية بأكملها والتي شاركت في حفظ البلاد والعباد من الغزاة، وضمهم جميعا للجيش والأمن بدون أي تأخير أو تسويف وإن تكون تحت قيادة موحدة،
ـ وثالثا هو الجانب الإقتصادي والإعمار والخدمات التي تهدد حياة الناس خاصة في عدن ولحج وأبين بسب إنقطاع للتيار الكهربائي المستمر والذي يصل في اليوم الواحد إلى 14 ساعة إنقطاع، وخاصة مع دخول شهر رمضان الفضيل، وكذلك إصلاح شبكة المجاري التي ملئت الشوارع والأرصفة وسببت في إنتشار الكثير من الأمراض القاتلة والفتاكة مثل الملاريا وحمى الضنك وغيرها.
ونقطة أخيرة وجب إصلاح الخطاب الإعلامي الجنوبي بأعتباره المرآة التي تعكس لنا كل ما يحصل في الداخل وتعطي المتابع والمتلقي العربي والخليجي انطباع إيجابي عن أخلاقنا ومظلوميتنا، وعمل توعية للشباب المراهق وخاصة في شبكات التواصل الإجتماعي وعدم نشرهم للشائعات والفبركات والدعاية الرخيصة، وعدم التعاطي مع الدعوات الهدامة التي تعمل على آحداث شرخ وتصدع كبير داخل المعسكر الجنوبي الواحد.

نحن على يقين إننا سوف نتجاوز هذه المرحلة الإنتقالية بأقل الخسائر برغم الأخطاء التي تحصل معنا، ولكن شرط أن يتنازل الجميع عن مصالحهم الشخصية للصالح العام .

أخبار ذات صله