fbpx
خطاب للشعب والأمة بمناسبة شهر رمضان المبارك

نرفع ايات التهاني والتبريكات لشعبنا اليمني، وامتينا العربية، والاسلامية، بمناسبة الشهر الفضيل، اعاده الله على شعبنا وامتينا بالنصر، والتمكين.
لقد مر عام منذ تحقق الانتصار الكبير في العاصمة عدن، على المليشيات الانقلابية، وتحرير العاصمة والمحافظات المجاورة لها، ومنذ ذلك اليوم من اواخر شهر رمضان المبارك العام الماضي، وحتى اليوم، وشعبنا يعيش ازمات متعددة، ومركبة، في العاصمة عدن، وكلما انتهينا من ايجاد حل لملف من الملفات، ينفتح ملف اخر، وعلى الرغم من الانتصار الملموس الذي تحقق في الملف الامني، الا ان شعبنا ما يزال يعيش هذه الايام تحت وطأت الحر الشديد، بسبب الانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي، في ظل صيف قايض، شديد الحرارة، ونحن اذ نقف امام هذه المعاناة الكبيرة لشعبنا، فاننا نشير الي ضعف الادى الحكومي، وعدم تواجد الحكومة في العاصمة، وغياب الاهتمام الحقيقي للقيادة السياسية بالخدمات، والوضع الانساني الصعب، الذي يعيشه شعبنا، قد فاقم من هذه المعاناة كثيرا، فضلا عن غياب الامكانات اللازمة امام السلطة المحلية، وحداثة تجربتها، وتواضع الدعم المقدم من التحالف العربي، والذي لم يصل حتى الان لما كان يتوقعه شعبنا، بالاضافة للتدمير، والتخريب، الذي تعرضت له مؤسسات الدولة في عدن، من قبل نظام المخلوع، خصوصا المؤسسات الخدمية، التي تعيش حاليا او ضاعا مزريه، كل ذلك يتطلب وقفة حقيقية، ومسؤولة، للتقييم، والمراجعة، والعمل بكل جهد، واخلاص، لاعادة الامل للناس، وانقاذهم، مما يعانوه، فعدن التي انزلت هزيمة نكراء بالمشروع الفارسي، الصفوي، تستحق الدعم الكبير ،والمساهمة، في اعادة بناءها، ونهضتها، كمدينة عصرية.
اننا نتطلع ومثلنا كثيرون الي ان يكون شهر رمضان المبارك هو شهر انتصار عدن على ضعف، ورداءة، الخدمات، وتحسن الامن، بافضل مما هو عليه، واستعادة روح المدينة، المدنية، والعصرية، كما انتصرت في العام الماضي على جحافل الغزاة، وطردتهم شر طردة، واعادت للامة عزتها، وكرامتها.
كم كنا نامل ان يكون انتصار عدن على المليشيات، دافعا كبيرا لشعبنا في الشمال، لتحقيق الانتصار على المليشيات الاجرامية، لكن هذا لم يتحقق، حتى الان رغم مرور عام من ذاك الانتصار،و رغم التضحيات الكبيرة التي يقدمها شعبنا هناك، بدعم، واسناد، من التحالف العربي، ونحن اذ نتطلع الي ان يكون شهر رمضان هذا العام شهر الانتصار، المؤزر، في صنعاء، وتعز، ومارب، والجوف، والحديدة، وغيرها من المدن الاخرى، فاننا ندعو التحالف العربي، الي تكثيف الدعم للمقاومة الشعبية، والجيش الوطني، لتحقيق هذا الانتصار المرتقب، باذن الله.
ان شعبنا يعيش وضعا انسانيا، صعبا، في المدن التي تشهد قتال، او في المدن المحررة، في الجنوب، وهو بحاجة للدعم الانساني، الكبير، من قبل التحالف العربي ،والمنظمات الانسانية، والدولية، للتخفيف من المعاناة، واعادة الامل لشعبنا، في استمرار الحياة ،واعادة بناء ما دمرته الحرب .
على القوى السياسية ان تتجنب اللعب بملف الخدمات، كاوراق سياسية، لان ذلك يفاقم من معاناة شعبنا، وعليها توحيد كافة جهودها، لتعزيز هذا القطاع، ودعمه ،واعتباره ثابت من الثوابت الوطنية، لا يمكن المساس به، مهما كانت الخلافات، او الصراعات السياسية.
اننا ندعو الحكومة الي تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب، وندعوها للعودة الي الداخل لممارسة مهامها، والقيام بواجباتها ،فمن غير المعقول ان تظل في الخارج، والشعب يعاني الويلات، ولايجد من يعينه على تجاوزها.
ان الفراغ في المدن المحررة، لا يمكن ان يستمر طويلا ،لانه تهديد وجودي، ونوجه الدعوة لمنظمات المجتمع المدني، والفعاليات السياسية ،والاجتماعية المختلفة، لتدارس الوضع بجدية، وانتاج الحلول، العملية، لانهاء هذا الوضع.
على القادة السياسين ان يتوقفوا قليلا امام معاناة شعبهم، بدلا من بيع الوهم، وشحن النفوس، بالحقد، والكراهية، والتهديد، والوعيد، فمثل هذه الافعال لا تزيد الا من معاناة شعبنا، وتعمل على تفكيكه، وتمزيقه، وهو في امس الحاجة لخطاب العقل، الذي يلامس همومه، ومعاناته، الحياتية، والانسانية، ويفتح امامه الافاق، ليحلم بغد مشرق.
نؤكد شكرنا، وتقديرنا، للتحالف العربي، على دعمه ووقوفه الي جانب بلدنا، وشعبنا ،ونطالبه بالمزيد من الدعم، لرفع المعاناة عن شعبنا ،وتحقيق الانتصارات العسكرية، وفي مختلف المجالات، الاخرى، ليعود بلدنا قويا، متماسكا، يوفر الحماية، والامن، لجيرانه.
ان ما تعانيه امتنا في سوريا، والعراق، وليبيا، وفي فلسطين، يتطلب وقفة عربية جادة، لحلحت كل هذه الازمات، وانقاذ شعبنا العربي، مما هو فيه، ودر الفتن، والمؤمرات، عن امتنا ،واعادة الامل، في تماسكها، ونهوضها، من جديد.
اننا ندعو التحالف العربي، الي اعادة تفعيل فكرة تشكيل قوة عربية عسكرية موحدة، وايضا قوة اسلامية، فامتنا في امس الحاجة للقوة، لردع الغزاة، والدفاع عن حياضها، وتحرير اوطانها، واعادة بناء الدولة العربية الوطنية، التي تلبي تطلعات شعوبها، في الحرية ،والكرامة، والمواطنة، والعدالة، وتعيد الاعتبار للامة، وتاريخها، ورسالتها الخالدة.
صوما مقبولا وعملا متقبلا باذن الله
والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.

باسم فضل الشعبي
رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام