fbpx
رمضان أعظم مدرسة إيمانية
شارك الخبر

يافع نيوز – الشريعة والحياة:

قال فضيلة الدكتور عيسى يحيى شريف أمام وخطيب مسجد علي بن أبي طالب بالوكرة إن شهر رمضان هو أعظم متجر للربح الممتد وأعظم مدرسة إيمانية يتسابق فيها الدارسون لتحقيق أكبر نسبة للنجاح، لافتاً إلى أنه أيضاً أعظم مستشفى رباني لعلاج أمراض القلوب والأنفس، من الأمراض التي تسببها الذنوب والمعاصي.

وأشار إلى أن شهر رمضان أيضاً هو أعظم معترك لمجاهدة النفس، وأعظم مضمار للسباق إلى طاعة الله تعالى، مستشهداً بقوله عز وجل (ففروا إلى الله)، والحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس في الخير وكان أجود ما يكون في رمضان، وذلك حين يأتيه جبريل عليه السلام يدارسه القرآن، فلرسولُ الله صلى الله عليه وسلم أسرع الناس بالخير من الريح المرسلة.

وأكّد د. عيسى في محاضرة عن ” كيفية الاستعداد لشهر رمضان” أن هذا الشهر الكريم يعتبر محطة للتوبة ولتجديد الإيمان، وتغذية الروح، والتزوّد من الأعمال الصالحة، موضحاً أن الإنسان عندما يكون مسافراً سفراً بعيداً، فإنه يحتاج إلى أن يزود نفسه وراحلته بكل المؤن التي يبلغ بها المحطة التالية حتى لا تنقطع به السبل، مشيراً إلى أن التزوّد من العبادة وأنواع القربات من الأعمال الصالحة، يكون كذلك سبباً لقوة اليقين والثبات وقوة الصبر والشكر وقوة الهداية، وحصول الحياة الطيبة في الدنيا والسعادة في الآخرة ومضاعفة الرصيد الأخروي.

 

شهر كريم

وأضاف: لقد كان شهر رمضان وما زال شهراً كريماً، وموسماً عظيماً، تضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه الخطايا والسيئات، وتقال العثرات، وترفع الدرجات، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ).

ونوّه إلى أن الله تبارك وتعالى اختصّ هذا الشهر بخصائص تميز بها عن سائر شهور السنة مما يدعو المسلم والمسلمة إلى انتهاز الفرصة واغتنامها، إذ إنه لا يدري هل تعود عليه هذه المناسبة أم لا؟ .

وأشار إلى أن الخصوصية الأولى لهذا الشهر الكريم هي أن صيامه ركن من أركان الإسلام، أما الخصوصية الثانية فهي استحباب صلاة التراويح جماعة فيه، حيث صلاها الصحابة رضي الله عنهم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو ثلاث ليالٍ من ليالي رمضان، وجمعهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبي بن كعب رضي الله عنه وعن الصحابة الكرام، وأقرّه الصحابة رضي الله عنهم فصار إجماعاً.

وأضاف: الخصوصية الثالثة هي أن الله تبارك وتعالى أنزل الله فيه القرآن (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، أما الرابعة فهي أن: فيه ليلة القدر، كما قال الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).

 

أبواب الجنان

ولفت إلى أن الخصوصية الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة، أنه شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتغلق فيه أبواب النيران، وتفتح فيه أبواب السماء، وتصفد وتغل مردة الشياطين، مستشهداً بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم” رواه النسائي في السنن الصغرى. ‏

والخصوصية التاسعة لشهر رمضان: أن زكاة الفطر سببها شهر رمضان من كل سنة، وهي للصائم كفارة من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين ليفرح الجميع بعيد الفطر، أما العاشرة فهي: أن من جامع زوجته في نهار رمضان وهو صائم وجبت عليه الكفارة المغلظة، وهي عتق رقبة فإن لم يجد يصوم شهرين متتابعين فإن لم يستطع يطعم ستين مسكيناً.

 

تقوية العزائم

وأكّد د. عيسى أن هذه الخصوصيات تبعث في النفس المؤمنة العزيمة على المسابقة في الخيرات، قال الله تعالى: (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

وأكّد أن هذا شهر فيه رحمة، ومغفرة، وأضاف: ينادى في هذا الشهر: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله فيه عتقاء من النار، ومنها استجابة الدعاء، ويتحقق الرشاد لمن استجاب لله وآمن به، فقد ذكر الله في سياق آيات الصيام قوله (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) وهي عامة في شهر رمضان وغيره، وجاء في الحديث (للصائم دعوة مستجابة)، وفي الحديث الآخر (ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم والمسافر ودعاء الوالد).

ريح المسك

وتابع: من فضائل الصيام عموماً وفي رمضان خصوصاً أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وغفران الذنوب في الصيام والقيام إيماناً واحتساباً، جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: (من صام شهر رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، أخرجه البخاري ومسلم.

وقال إن المسلمين يحرصون على اغتنام أيامه ولياليه المباركة بالأعمال الصالحة، وكثرة العبادة، الإخلاص لله والفقه والطهارة والصلاة، والزكاة والصيام، وتلاوة القرآن وتدبره، والإحسان والبر والصلة، والصدقة، والدعاء والاستغفار، ونحو ذلك.

ويتأسّون برسولهم عليه الصلاة والسلام، في كلّ أمورهم، فقد كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان فكان أسرع إلى الخير من الريح المرسلة.

أخبار ذات صله