fbpx
الرياح.. والشمس.. و محافظ عدن

احدى الحكايات الاسطورية التي نقتبسها اليوم لتوضيح فكرتنا في هذه المقالة ، لها دلالات سياسية تنطبق على مجريات حياتها العصرية في هذه البلاد المنكوبة بالشطحات غير العاقلة ..

تقول الاسطورة ان رجلا لابساً سترته الصوفية في احدى ايام الشتاء القارس ، وكان نائماً تحت شجرة في هذه الحالة جرى نقاشاً بين الاعاصير بقوتها العشوائية وتجادلت مع الشمس حول قدرة كل منها على نزع سترة الرجل النائم فالرياح بقوتها الهوجاء رأت انه بإمكانها ان تنتزع سترة الرجل عن طريق استخدام القوة المتدفقة في الرياح ، بينما رأت الشمس انها الوحيدة التي تستطيع نزع سترة لرجل وساد الجدل بينهما ، بدأت الرياح تنفذ مشيئتها فارضة قوتها على الرجل كي تنزع منه سترته ، وكلما اصدرت الرياح صريراً تقلع سترة الرجل تشبت الرجل بسترته ولم تفلح تلك الرياح على انتزاع سترة الرجل .

وجاء دور الشمس كي تنتزع سترة الرجل فخفضت الشمس من حرارتها ونشرت الدفء فأرتاح الرجل وشعر بالهدوء فقام بنفسه بنزع سترته بعد ان القت عليه الشمس بهبة نسيم دافئة..

وعندما حاول الخصوم نزع السيادة من حكام يحظون باحترام عند مواطنهم بالقوة ، مستخدمين الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي عادة تضر بالمواطن قبل الحاكم حتى تقنع حاضنتهم بالتخلي عنهم ..

وكلما زادت حدة المواجهات بينما تجد الحكام يتمسكون بالحكم وبجماهيرهم فتنتهي تلك المواجهات بهزيمة الخصوم ، واذا دخل احد المتنفذين في مواجهة مباشرة مع رجل قد امتلئ عقله وقلبه بالصراعات ، ودخل في حروب وانتصر فيها ، فأن من يحاول ايذائه سيلقى هزيمته المنكرة وتقول بعض الفلسفات الاجتماعية انك اذا دخلت مع رجل مهووس تريد هزيمته فأن النتيجة ستكون خاسرة معه ، وتفضّل تلك الفلسفات عدم المجابهات وتركهم يتفجرون من ذات انفسهم والمتهور في ايذاء الخصوم عن طريق استغلال الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد امر لا فائدة منه ، فقد تركوا الخدمات الكهربائية تسير نحو حتفها بعدم تقديم الدعم السياسي والتقني وتركت معداتها تبلى وتندثر .. لكن المشكلة ان عدم الاهتمام بالمؤسسة الكهربائية ، ومحاولة اخراجها عن الجاهزية انعكست على حالة البلد وعانت الناس الويلات جراء سياسة انهاك المجتمع وحرمانه من الخدمات الكهربائية .. الامر الذي فطن الناس هذه المحاولات وعرفوا سر ما يذوقوه من ويلات ،، بعد ان فضح الخصوم عداواتهم تجاه هذا المجتمع وبعد ان لمحوا في تصريحات مقتضبة بأن بإمكان الخصوم ان يجعلوا من كهرباء عدن نشاطاً لا تنطفئ فيه الكهرباء لكن بشرط ان يتولى احد اللوردات وظيفة محافظة عدن.

واذا عُرف السبب بطل العجب، لقد كانت سنوات انعدام الكهرباء سياسة حمقاء لم يكتب لها النجاح ، ومن اجل ان تزداد تجارتهم ..

راحوا يستوردون المولدات لحاجتهم اليها لسبب انعدام الخدمة الكهربائية وقد اثروا خلال هذه العملية الملايين من الدولارات .. لكنهم في نفس الوقت خسروا ملايين الناس الذين فضّلوا ان يتحملوا هذه الاعباء الثقيلة ، وتحملوا حرارة الصيف القائض ، على ان يقبلوا عرضاً تقلل من كرامتهم ، وتعيدهم الى المربع الاول الذي سبق ان تخلصوا منه في حرب عام 2015م .. ولن يقبل المجتمع الايدي التي لطخت دمائهم بأن ترجع تلك الايدي لتحكمهم من جديد.