fbpx
الكهرباء أساس النهوض

كتب / أديب السيد

لا شك أن هناك اساسيات في الحياة يحتاج لها الناس، فإلى جانب الأمن، تعد الكهرباء إحدى تلك الاساسيات المهمة، بل هي أساس النهوض بالدول المجتمعات.

فلا يمكن لدولة او مدينة، ان تنهض دون وجود الكهرباء، ولا يمكن لحياة الناس أن تستقر، وهم بلا كهرباء، خاصة في عصرنا الحديث حيث باتت حياة الناس مرتبطة بالثورة التكنلوجية التي يشهدها العالم اليوم، إذ ان المقتنيات من أكبرها الى اصغرها، تعمل بالكهرباء، وكذلك الاجهزة ووسائل الراحة والعمل، في المؤسسات والمرافق وكل مكان يؤمه الناس حتى المساجد.

ولأن الكهرباء اساسية من اساسيات الحياة، فهي تعتبر مساعدة للجانب الصحي، وتلعب دورا هاما فيه، وابسط مثال في هذا الجانب، هي انها تحمي المواطن عند توفيرها من فتح النوافذ ودخول البعوض الناقل للأمراض، وابرزها مرض ( حمى الضنك ) الذي بات منتشر بشكل مخيف، كذلك توفر تحسين حالة المرضى تشغيل الاجهزة العاملة في المستشفيات وغرف الانعاش والتمديد .

كما انها، توفر وسائل التبريد في المناطق الأكثر حرارة بفصل الصيف، وتحمي امراض ارتفاع ضغط الدم، والقلب وغيرها، من المعاناة التي يعانونها من المرض نفسه، فوق معاناتهم من إنطفاءات الكهرباء.

ويعد تعطل الكهرباء تعطيلا لحياة الناس، بل وحتى اعمالهم المختلفة، وتعذيبا لهم في المناطق والمدن الأشد حرارة.

هذا كله، فضلا عن ان الكهرباء، اساس الارتقاء والاستثمار، والتنمية والتجارة، كون هذه الاستثمارات الجالبة لتحسين الاقتصاد الوطني، تكون الكهرباء لاعبا كبيرا فيها، ومساعدا اساسيا في انجاز الاعمال، وتحقيق استتاب الطاقة الكهربائية من اجل العمل .
اليوم وعقب النصر الذي تحقق في عدن والمحافظات الجنوبية المحررة، تحسن الامن كثيراً، لكن لا تزال الكهرباء تعيش عمليات عبث وتلاعب وانهيار، تحت عناوين ولافتات شتى وغير مفهومة.

الحكومة ووزارة الكهرباء، لم تقدمان شيئاً لاستقرار الكهرباء وخدمة الناس، فيما قدم الناس في عدن ومحافظات الجنوب، دماء وتضحيات جسيمة من أجل الأمن والاستقرار، والإنتصار على مشروع العدوان الذي حملته مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، ولولا تلك التضحيات والنصر الذي تحقق، لكانت الحكومة في علم ( كان ) ولم لتملك بيدها أي اوراق ضغط شيء لمواجهة المليشيات الانقلابية.

الأمم المتحدة، يفترض ان لها دورا في النهوض بالشعوب في دول العالم الثالث، او الدول النامية، او تلك الدول التي تعيش صراعات وحروب، وكما يقع ضمن نطاقها، التدخل للعمل من اجل حماية المدنيين من الحرب، فكذلك يقع على عاتقها الاهتمام بالخدمات الضرورية للمدنيين واهمها ( الكهرباء والمياه ).

يموت الناس اليوم، في عدن والجنوب، بسبب الانقطاعات الكهرباء التي تتداخل اسباب انقطاعاتها، وكل الجهات المسؤولة لا تحرك ساكنا، وكان شيئا لا يعينهم، في الوقت الذي يفترض على الأمم المتحدة ان تمارس ضغوطاتها من اجل توفير تلك الخدمات الاساسية وحماية حياة الناس من آثار التلاعب بها وانقطاعاتها.