fbpx
المتآمرون على عدن!!   

بقلم /د. عيدروس نصر ناصر

من الواضح أن عدن ليست ضحية تقصير في الإدارة أو حتى عدم مهارة قادتها أو حداثة تجربتهم، وهذا لا يعفي هؤلاء القادة من المسؤولية، لكنني شخصيا صرت على قناعة أنه لو أن مهاتير محمد هو من يدير عدن لفشل في مهمته هو الآخر،  . . . أعرف أن هناك من سيسارع إلى اتهامي بالدفاع (عن الفاشلين) لكن القضية هنا ليست قضية ناجحين أو فاشلين، بل إنها قضية حرب ما تزال مستمرة على عدن وبقية المناطق التي سميت بالمحررة، لكن الأدوات ليست الأدوات التقليدية للحرب بل هي التخريب الاقتصادي والخدمي والأمني والاجتماعي بالإضافة إلى التخريب الأخلاقي والتربوي المتواصل ممنذ 1994م.

ليس المستهدف من هذا التخريب القيادة الفتية لعدن، ومعها بقية المحافظات المحررة، لكن المستهدف الأول هو الانتصار الذي حققته المقاومة الجنوبية والقوات المناصرة لها الذي سلمته للشرعية.

لا بد أن نعترف بأن الشرعية لم تستثمر الانتصار الذي صنعته لها المقاومة الجنوبية كما ينبغي، ويبدو لي أن الشرعية لم تشعر بأن هذا الانتصار هو انتصارها ولذلك سلمت الملف الأمني والتنفيذي للقادة الرائعين المحسوبين على المقاومة، لكنها سلمت  الملف الاقثصادي والخدمي للعابثين والمتلاعبين الذين ذوقوا عدن والمحافظات المجاورة المرارات المتواصلة على مدى ما يقارب العام، ولم تعرف (أي الشرعية) أنها  قد ساهمت بالترويج لفشلها هي معتقدة أنها تقدم القيادات الشابة على أنها فاشلة وإنها (أي الشرعية) ستظهر نجاحها لاخقا، لكنها ستكتشف أن الأوان سيكون قد فات.

هل سمعتم عن حكومة  يقدم لها المقاومون أرضا محررة فتتركها فارغة وتترك المقاومين مجردين إلا من سلاحهم الشخصي وتهينهم إهانات لا نهاية لها من خلال الوعود الكاذبة بظمهم إلى الأمن والجيش، بينما الأرض المحررة يستلمها العابثون ويحتل بعضها الإرهابيون والحكومة تستعذب الإقامة في دول الجوار التي بالغت في كرم ضيافتها ولم تقل للحكومة ووزرائها شكرا لطول إقامتكم عندنا وزورونا مرة أخرى.

لو أن رئيس الوزراء ووزراءه يتمتعون بأي قدر من المسؤولية لتسابقوا إلى عدن وملأوا مكاتبهم حيوية وحركة وعملا فعالا لتقديم الخدمات للمواطنين وتثبيت أركان السلطة ومقاومة العبث والاستهتار، . . . صحيح أن الحياة في عدن ليس كالحياة في الرياض لكن المسؤولية واللقب الوزاري الذي تسابق عليه الكثيرون يستحق أن يتعب الزملاء الوزراء ورئيس الحكومة ويعملوا على تحسين ظروف الحياة لهم وللمواطنين، لا أن يتركوا المواطنين ضحية المعاناة وهم يستمتعون بطول الأزمة لاستعذاب الإقامة حيث الحياة الرغدة والخدمات المرفهة، . . . لكن فخامة الرئيس عاقب رئيس الحكومة المهندس خالد بحاح لأنه كان يحضر بعض الأشهر إلى عدن ويمارس بعض المهمات  العاجلة وجاء برئيس وزراء لم يستطع أن يكمل خمس ساعات في زيارته لحضرموت ليغادر بعدها إلى قصر الناصرية الذي فيه ما يكفي من الأمن والرفاهية والكهرباء والخدمة الطبية وكل ما لذ وطاب.

التخريب في عدن ليس سببه فقط العابثون الذين يخربون محطات الكهرباء وينهبون المواد النفطية ليتاجروا بها في السوق السوداء، ولا من يسرقون كابلات الكهرباء ليبيعوها برخص التراب ولا من يقطعون الطرق ويفجرون السيارات المفخخة ويقصفون المنشآت ويقلقون الأهالي ويوزعون الرعب في الحارات، هؤلاء هم الأدوات الظاهرة للتآمر على عدن ليس إلا لكن أعداء عدن هم الذين لا يريدون لعدن الاستقرار والنجاح والسكينة وحصول العدنيين على أهم متطلبات المعيشة، وهم كثيرون وحكومة بن دغر جزء منهم.

هل عرفتم الآن من يتآمر على عدن؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*    من صفحة الكاتب على فيس بوك