fbpx
(عدن) أسقطت المؤامرة!

الوعي الكبير الذي أظهر أبناء ومواطني العاصمة عدن في مواجهة أزمة الكهرباء القاتلة ،وصبرهم غير المتوقع يظهر أصالة ونبل ونقاء معادن سكان هذا المدينة  ،وقدرتهم على التمييز بين من هو معهم ومن يسعى إلى  قتلهم  بصور شتى.

لا أبالغ أذا  ما قلت  الآن  إنني مررت بلحظة قلق غير مسبوقة ،من ان تؤدي  أزمة الكهرباء التي  عانتها وتعانيها عدن  إلى غضب قد يخرج عن السيطرة ويمًكن من افتعلوا هذه الأزمة من تنفيذ مخططهم في  إدخال المدينة في حالة فوضى عارمة  ،هدفها الأول والأخير إفشال الحضور  الجنوبي  في قيادة المحافظات الجنوبية .

لكن ما رأيناه ولمسناه ان وعي الناس كان كبيرا   ويبعث على الفخر،وبهذا الوعي أفشلت عدن المؤامرة ،وانقلب كيد الساحرين إلى نحورهم ،وبهذا النضج السياسي والأخلاقي تعزز إدراك الناس  بحجم ما يخطط من مكر وتآمر خبيث  للإضرار بمدينتهم وبقيادتها المخلصة التي تكابد المعاناة مع عامة الناس وتسعى بكل ما أُوتيت من إمكانات لتحسين مستوى الخدمات المقدمة إليهم،رغم كل المعوقات والمحبطات وانعدام أي مخصصات حكومية لتشغيل مؤسسات الدولة  المعنية بتوفير احتياجات المواطن في  هذه المحافظة  التي مازالت تعيش حالة الحرب المستمرة عليها رغم مرور نحو عام منذ تحريرها .

بخبث ومكر  كبيرين راهن من وقف خلف أزمة الكهرباء  من مسئولين وتجار وساسة أحزاب مجبولة على التآمر على كل ما من شأنه إن يصب في مصلحة عدن والجنوب ،  معتقدين ان  الناس   ستثور ضد سلطة المحافظة وستخرج للشارع  للتخريب وللاصطدام برجال الأمن  وتعتدي على المؤسسات ،لكن كل رهاناتهم تلك فشلت  بفضل وعي الناس  بما يدور حولهم  وبما يستهدفهم  ومن هو عدوهم الحقيقي  وثقتهم بأنه لو كان لدى قيادة المحافظة  ولو فلس واحد ما ادخرته او بخلت به عنهم ،ناهيك عن أنها لم تدخر ولن تدخر جهدا في سبيل الحد من معاناة شعبها.

    لو كان لازمة  أو مأساة الكهرباء من جانب ايجابي ،فلن يكون غير أنها بينت للمجتمع في عدن والجنوب  حقيقة المؤامرة التي تحاك ضدهم ،كما بينت لهم مستوى  السقوط الأخلاقي في ممارسة السياسة لدى من يقف في مواجهة المشروع الجنوبي ،والذي لم يتردد عن قتل الأطفال والشيوخ في منازلهم والتسبب في هلاك المرضى في  أقسام الإنعاش والعمليات  والغسيل الكلوي  في المستشفيات ،دون سبب سوى دفع الناس فقط للثورة والخروج ضد عيدروس وشلال.