fbpx
اشارات إنذار  عن حمى الضنك 
شارك الخبر

د/ صالح الدوبحي -استشاري الامراض الوبائية

يعاني مرضى حمى الضنك مشاكل كثيرة ابرزها التشخيص المتأخر او قل حتى التشخيص الخاطئ  والذي بدوره يؤدي الى عدم حصول المريض على العلاج المناسب وفي الوقت المبكر .

ومع ان اسباب التشخيص الخاطئ كثيرة منها مثلا الاعراض  المتعددة للضنك والتي قد تتشابه مع امراض   حمية معدية اخرى مثل الملاريا التشيكونجونيا والانفلونزا وحتى التيفوئيد الا ان عدم الالمام بتعريف الحالة لحمى الضنك عند الكثير من الاطباء يقود الى وجود تشخيص مختلف لكل طبيب لنفس المريض .2

كما ان قلة الخبرة  عند البعض  ادت الى عدم الاستفادة من نتائج الفحوص المخبرية بشكل صحيح  واصبح التركيز الخاطئ على عدد الصفائح دون غيرها من النتائج احد اسباب فشل المعالجة السليمة للمرضى الضنك بل واسهم في خلق حالة من القلق والخوف عند المرضى واقاربهم يمكن تسميتها ب ” الصفائح فوبيا ” .

ومن اجل تصحيح هذه الاخطاء ولمساعدة الاطباء وايضا المرضى والمواطنين عامة قامت منظمة الصحة العالمية بأجراء ابحاث ودراسات سريرية حديثة اسهمت في التوصل الى طريقة فعالة لتسهيل عملية التشخيص ومعرفة أي المرضى يمكن ان يصاب بمضاعفات الضنك الشديدة ويتطلب الى ترقيدة في المستشفى ومن هم ليس في خطر ويمكن ان يتعالجوا في البيت مع المراقبة اليومية 3 ايام على الاقل .

هذه الطريقة تعتمد على وجود او غياب مجموعة من الاعراض والعلامات على المريض وسميت بعلامات التحذير او ” اشارات الانذار؟

وعلى هذا الاساس يتم اليوم الفرز بين المرضى منذ الايام الاولى للإصابة بحمى الضنك  بحسب وجود هذه العلامات فان وجدت اصبح المريض يشخص بإصابة ضنك شديدة تتطلب التمديد في المستشفى والعلاج بالسوائل الوريدية واما ان تكون الاصابة خفيفة ويمكن السماح للمريض بأخذ العلاج في المنزل وعادتا ما يكون بتناول مخفضات الحرارة وتناول الكثير من السوائل والراحة التامة .

وفي الحالات الشديدة  يتم مراقبة المريض باستمرار وخاصة ضغط الدم الذي يتقارب الفرق بين  القراءات فيه (الطبيعي 120/80) وتصبح حالة المريض حرجة عندما يصل الفرق الى  اقل من 20 قراءة فتصبح مثلا (110/95) ايضا مستوى تسريب البلازما من الاوعية الدموية الذي يقاس بنسبة الهيماتوكريت (HCT) التي معدلها الطبيعي (43% ) للرجال البالغين اما النساء فيكون (38%) ولكن الاطفال  اقل من 10 سنوات فيتغير بحسب السن ويكون عادتا منخفض (29%) عدا المواليد.

 

وعند حدوث تسريب البلازما فان النسبة ترتفع وتصبح الحالة حرجة عندما تتخطى 47% هؤلاء هم من يتطلب معالجته بالسوائل الوريدية مثل محلول الملح الطبيعي او محلول الرينجر والتي تعطى بكميات  محددة تبدا بجرعة فورية بحسب وزن المريض  بواقع 10ملل / كلجم  في نصف ساعة ثم تخفض تدريجيا مع استمرار المراقبة  وقد يتطلب اعادتها في حال عدم حدوث أي تحسن  ويستمر اعطاء السوائل بشكل متواصل لمدة لا تقل عن 24 ساعة ولا تزيد عن 48 ساعة مع مسكنات للحمى ولا داعي لأي مضادات حيوية على الاطلاق كون الفيروسات لا تتأثر بالمضادات الحيوية ويعتبر اعطاء المريض لها نوع من تحميل المريض خسائر مادية فقط  مالم يرى الطبيب المعالج وجود امراض اخرى تتطلب ذلك  .

اما نقل الصفائح او الدم الطازج فهي ليست ضرورية طالما لا يوجد ما يشير الى وجود نزيف داخلي  والذي يتم التعرف علية من وجود اثارة في براز المريض او اسهال مصحوب بالدم ونقص في حديد الدم وانخفاض في نسبة ترسيب الدم .

أخبار ذات صله