fbpx
ازمة “عدن الأخيرة”.. محاولة للفهم..

القضية التي لايدركها كثيرون هي الخلفية الحقيقية لما يحدث في عدن اليوم من أزمات ومحاولات إسقاط الحضور الجنوبي الوليد في السلطة مابعد حرب 2015 هو هدف كل هذه الأزمات الأخيرة التي تعصف بمدن جنوبية عدة وعدن على وجه التحديد.
أدركت كل القوى السياسية المتنفذة في اليمن (الدولة العميقة) ان عودة ممثليها إلى الحكم في الجنوب عقب الحرب الأخيرة “محال” لذلك انحنت للعاصفة الجنوبية التي ولدتها الحرب وقبلت على مضض ان تكون هنالك قوى جنوبية منفصلة عنها هي من تتولى مقاليد السلطات في محافظات الجنوب لكنها في الوقت ذاته ليست بصدد القبول ان تستمر هذه التجربة طويلا .
بعد أشهر من تولي القيادات الجنوبية مناصبها في السلطة المحلية حاولت هذه القوى اللجوء إلى عنصر التصفية الجسدية وشاهدنا عشرات التفجيرات والعمليات الانتحارية التي طاردت هذه القيادات هنا وهناك .
واليوم وبعد ان فشلت كل المحاولات للدولة العميقة بكل أطرافها –الحوثي – صالح – هادي – الإصلاح – فان كل هذه الأطراف لجأت مجتمعة إلى ملف الخدمات في عدن وتحديدا الكهرباء والوقود وخلافه لإسقاط السلطة الجنوبية الوليدة .
– ترى هذه الأطراف مجتمعة ان التوصل إلى تسوية سياسية في الكويت في حين ان هنالك سلطة جنوبية حاكمة ومستقلة في محافظات الجنوب سيجعل من هذه التسوية السياسية “عديمة الجدوى” لذلك فإنها لجأت إلى محاولة إسقاط هذه السلطة من الداخل عبر ملف “الخدمات”.
– في الرياض تغض الحكومة السعودية الطرف عما يحدث في “عدن” وتتفق كل الاتفاق مع القوى السياسية الشمالية المتحالفة على ان وجود سلطة جنوبية مالكة لقرارها في عدن ومنفصلة عن صنعاء سيشكل عنصر إزعاج اضافي وعمل معرقل لجهودها في إيصال كل الأطراف المتحاربة في اليمن إلى تسوية سياسية تتضمن يمن موحدا لذلك فانها لن تهرع لنجدة السلطة الجنوبية الوليدة التي يتم افتراسها في عدن اليوم .
– تجاهد “الإمارات” على الضفة الأخرى لإنقاذ حلفائها “الجنوبيين” والحفاظ على ماتحقق لهم ولها من مكاسب وتبذل الكثير من الجهد لأجل مساعدة هذه السلطة الوليدة.
– لاتمثل تجربة إسقاط تجربة السلطة الجنوبية رسالة للجنوبيين فقط لكنها أيضا تحرك سياسي للحد من أي محاولة يقوم بها أي طرف “خليجي” لاخراج الجنوبيين من الحظيرة اليمنية التي يحاولون الخروج منها اليوم.
– ماينبغي فهمه هو انه في حال ماقرر “الزبيدي” وشائع والخبجي والحالمي والعنبوري والنوبة والقائمة طويل ترك السلطة وقدموا استقالاتهم وانصرفوا إلى محافظاتهم وجيء بمحافظ اصلاحي أو مؤتمري فان شحنات الوقود ستتدفق بكثافة مثلما حدث في ازمة 2011 وسينهون خلال ساعات كل هذه الازمات .
– مايحدث في “عدن” ليست ازمة عابرة .. انه صراع المشاريع الوطنية واللاوطنية والمهم في الأمر “مدى الوعي الجنوبي” لما يدور حوله
– والسؤال الاكثر اهمية .. ما الذي ستنتهي عليه هذه الازمات .. سقوط سلطة الجنوب أم انتصارها ؟
– فتحي بن لزرق