fbpx
تداعيات الصفقة

لم يعد خافيا على احد ان منظومة الحكم والفساد في اليمن تعيش على اللعب بالأزمات وافتعال المشكلات لتحافظ على بقائها وديمومة سيطرتها على السلطة والمال الثنائي المفدى لدئ تلك القوى المتحالفة والمستعدة لسفك الدماء والمتاجرة بكل شئ وبلا حدود.
وبما انه بات جليا للجميع الان ان ازمة كهرباء عدن تدخل ضمن هذه الدائرة،
فان المعلومات المسربة مؤخرا حول نية أطراف في الحكومة عقد صفقة كبرى مع شركة شالكة التركية تحتكر بموجبها الاخيرة عملية تزويد عدن ومحافظات الجنوب بالكهرباء تكشف الكثير من خيوط اللعبة التي يديرها هوامير الفساد في هذا البلد، ليتبين ان الأزمة الحالية مفتعلة بطرق خبيثة والهدف منها إيصال السلطة المحلية والمواطنين الى مرحلة الرضا باي حل من شانه ان يقيهم حر الصيف اللاهب، لكن بثمن باهظ وباهظ جدا.
فالشركة التركية والتي تشير المعلومات ان وراءها تاجر وشيخ يمني كبير تشترط وقف كل المحطات الحكومية العاملة في عدن وابقاء امر الكهرباء في يدها وحدها، وهو شرط له أهداف واضحة ليس أهمها السيطرة المطلقة على هذا القطاع الحيوي وبالتالي التحكم بعدن وبأهلها وبمن يحكمها ان أراد يوما ان يرفع راْسه.
لكن ذلك ورغم فظاعته ليس بالخطر الاكبر ، فمن شان ذلك ان حدث ان يحكم على آلاف العمال والمهندسين العاملين في المحطات الحكومية بالتسريح كما سبق وان فُعل بالعاملين في اكثر من خمسين مصنع وعشرات المؤسسات الجنوبية بعد غزو 1994م ، فأي فظاعة اكبر من ذلك ؟
في المقابل ستضمن الصفقة الجديدة استمرار منابع الفساد التي تغذي جيوب كبار الفاسدين من خلال عمليات الطاقة المشتراة ، والطامة الاكبر والتي هي احد اكبر أهداف الواقفين وراء مشروع صفقة الاستغلال والفساد هو قطع الطريق علي اي جهد لدول التحالف العربي لاصلاح الأمور في عدن وعرقلة تنفيذ اي مشروع قد يخرج عن إطار منظومة الحكم والفساد . وهو ماقد يتسبب في وأد كل الامال التي يعول عليها المواطنون من خلال التكامل مع دول التحالف العربي .

بقلم صلاح بن لغبر