fbpx
قرار صائب و لكن؟

أياً كان .. من كان وراء قرار منع دخول القات الى عدن .. فهو قرار صائب .. و لكن .. هل تمت عمليه احتساب و تقدير النتائج لما سيحدث عند الناس الذين قضوا زمن طويل و هم في تزاوج و توحّد مع هذه الشجرة التي اتفقوا أو اختلفوا حولها العديد.. فمن قال عنها .. بأنها شجره خبيثة .. و هناك من قال عنها .. بأنها تسليه الخاطر .. و انها تعمق الروابط بين الناس من خلال الجلسات الخاصة و العامة .. و ان كان لنا تحفظ على ذلك .. فهناك من كان يقول ان جلسة القات (تخليك سابح في عالم سحري .. بل ان هناك من كان يقول .. أن (التخزينه تخليك تضرب البحر (رنج) .. الدهان .. أو انك و انت متسلطن يمكن كان تقوم تضرب الجبل فاره ؟!.. و هات لك من هذه التخاريف .. لكن .. بصدد الجديه لما سيترتب على هذا القرار و الناس يعيشون المفاجأة و هم في غمره الود و الاحسان و الاستحسان مع هذه الشجرة التي اصبحت مغروسة في ثنايا أعضاء و كل اجزاء جسم الانسان في الوطن ؟!.. و بعبارة أوضح .. اذا كان من سعى لجعل هذا القرار كمن يريد الخير للناس في عدن فنحن معهم .. شريطة ان يقولوا لنا ما هو البديل ؟!..

الناس في عدن كانوا في حال اقل ما يمكن القول بأنه أكثر بكثير عن ما هم عليه في هذا الزمن !.. أي ان أغلب ابناء عدن كانوا في فترات الظهيرة حتى أنصاف الليل كانت لهم اعمال و انشطه كانت تلهيهم و تبعدهم عن القات .. الى ان اصبحوا في احتباس تام و ارتباط قاتل لهذه الشجره .. و هم الاقلية .. أقول الاقلية .. لأنني ان قمت بعمل احصاء دقيق (ربما انني اجد عناصر ذلك الاحصاء) .. أو انني – اذا سمحت لنفسي- ان اكون رقم من ارقام الاحصاء الذي اشير اليه .. ومن النقاط التالية سيتضح قولنا بان الناس لم يكونوا في اجماع تام بالارتباط بالقات .. و استندت في هذا الرأي الاحصائي على النقاط التالية :-
الاندية الرياضية كانت نشاطها المميز من الظهيرة حتى منتصف الليل تشغل الناس و في طليعتهم الشباب بنشاطها الرياضي المتعارف عليه .. فالمباريات و البرامج لما قبل المباريات و الرحلات التي تقيمها الاندية لاعضائها كانت هي الشاغل الاول عن أي شئ آخر باستثناء مشاكل الاسر و المنازل ؟!

دور السينما و المسرح و الاندية الثقافية و المكتبات الثابتة و المتحركة (مثل مكتبة مسواط / رحمه الله ) و السيارة التي كانت تحمل الكتب في كل مناطق أو كما هو معروف في هذا الزمن (مديريات عدن) ؟!.. هذه الوسائل الترفيهية و الثقافية و العلمية هي الاخرى كانت تشغل الناس و في طليعتهم الشباب .
الاسر و العلاقات الاسرية و ما كانت عليه بين افراد العائلات .. من خلال الزيارات المتبادلة أو قضاء الاوقات في تجمعات اسرية موحده في سواحل عدن أو الحدائق العامة .. هي الأخرى كانت مرتكز من مرتكزات العلاقات الراقية التي تحمي الناس و الشباب في طليعتهم من آفه القات ؟!
المدارس بمختلف مستوياتها في الداخل و الخارج كانت هى الاخرى تشغل الناس و في طليعتهم الشباب عن الارتباط غير المناسب و المقبول عند عامة الناس ؟!

هذه فقط نماذج لما كانت عليه حالة الناس و الشباب وما كانت عليه شجره القات كشيئ ثانوي في درجة اهتمام الناس بها .. فماذا نتوقع و كل ما ذكر معدوم .. بل و إنه في خانة الصعوبات القصوى في تحقيق درجة بسيطة او نسبة اقل من العشرة في المئة ؟!
نحن لا نحلم بالمستحيل – او أننا كما يصفنا البعض بإننا نحن (بكسر حرف الحاء و تسكين النون).. للماضي .. أو أننا لسنا واقعيين .. و لا .. نقدر ظروف هذا الزمن ؟!.. إطلاقاً .. فنحن نقدر هذا الواقع .. و في ذات الوقت نسعى بكل ما نملك لكي نكون سند لتعزيز الامن و الامان لعدن و أهلها الطيبون .

و في الاخير .. نحن ندرك ان الناس ينظرون الى اخوتنا الاعزاء في دول التحالف بإنهم يسعون الى تقريب الهوية بين بلادنا و بلدانهم العزيزة على قلوبنا .. لكن ما نريده هو ان يتم ذلك وفق استراتيجية واضحة و مدروسة بحيث لا يشعر الناس ان ما يتم هذه الايام ما هو إلا صدمات كهربائية قد تؤدي الى الوفاة .. مع حبنا و تقديرنا العميق لكل اخوتنا الذين بذلوا و يبذلون التضحيات تلو التضحيات لإسناد الشعب في الجنوب و زهرته اليانعه عدن .. أولئك هم الاخوه في التحالف العزيزة على قلوبنا .. و لنا لقاء ؟!