fbpx
صبراً ياعدن صبراً

بقلم : عبدالقادر زين بن جرادي

لغير الله لن نسجد ولن نركع يمين والله لن ننذل ولن نخضع . تلذذوا بقتلنا ، وتمتعوا بتعذيبنا ، أشبعوا من جوعنا ، وأرتووا من ظمأنا ، ولكن هيهات .. هيهات ..

أن تنالوا منا مطالبكم ، أو ترونا نوليكم غير صدورنا ، شامخين الأنوف ، رافعين الهامات ، معاذ الله أن نوليكم الإدبار ، أو نستعطفكم الرأفة بنا . كلا … وآلف كلا . لن نجلب الخزي لأطفالنا ، ولن نجلب العار لأعراضنا .

نموت فوق أرضا عشقنا ترابها فمنه خلقنا وإليه نعود ،نموت فوق أرضا عشقنا لفحات حر شمسها ونحسبها فردوسا أعلى ونعيما لا يفنى . لأننا ولدنا عليها وأرضعتنا حبها وغرست فينا حب فدائها ، علمتنا كيف نغدوا ننشد المعالي ، ونطاء بأقدمنا كل متعالي ، قالت اضحوا فوق ترابي لكم الصدر دون العالمين أو أنطووا تحت ثرائي بعزة وأباء . لا تهابوا الموت فأنكم سوف تنتقلون من أحضاني إلى احشائي . فليسمع من به الصمم ولينظر من كف وعم .

أننا برغم كل ما بنا ، لن يزيدنا إلى إيمانا بربنا ، وتمسك بتراب وطنا ، وتزداد مواقفنا صلابة ، ولايزيدنا العناء إلا جلدا وابتسامة . مهما فعلتم فنحن هنا صامدون ، صابرون ، ثابتون ، مرابطون .

صبرا يا عدن صبرا ، صبرا ياجنوب صبرا ، فقد نحرت وذبحت وقتلت كل القيم الأنسانية عند كل الأمم . لم نسمع صرخة طفل رضيع وأنت ياعدن تعيشين في ظلمة الليل البهيم بلا ضوء .

لأن في قلوبهم عليك حقدا أسوداء . صبرا سينجلي الليل ياعدن . وسيتقد مصباحك بالضياء ، فتيلته جثث الشهداء وزيته دماء الجرحى . فصبرا جميلا والله المستعان .