fbpx
اصطياد “السلوى”… رزق موسمي في اليمن
شارك الخبر

يافع نيوز – العربي الجديد:

يضبط سكان محافظة المهرة (جنوب شرقي اليمن) على الحدود العمانية، حياتهم وأوقاتهم على موسم يأتي مرة في العام، فالموعد المنتظر هو موسم اصطياد طائر السلوى (السمان) الزائر الذي تحتفي به المحافظة وسكانها الشهر الجاري.
وتحولت هذه الظاهرة الطبيعية التي تجذب سكان المدينة منذ سنوات، إلى حرفة اقتصادية ومصدر رزق للكثير من العاطلين الذين زادت أعدادهم بسبب الحرب.
ويوضح باحثون يمنيون في مجال الطيور، أنه قبل موسم السلوى في المهرة يظهر نوع من الطيور يطلق عليه السكان اسم (مقدم سلوى) وهو أكبر حجما من السلوى، فعند ظهور هذا النوع من الطيور يعلم الجميع أن موسم اصطياد السلوى قد حان.

والسلوى أحد أنواع الطيور المهاجرة، ينتقل من مكان لآخر ويصل إلى محافظة المهرة اليمنية بأعداد كبيره خلال شهري مايو/أيار الجاري ويونيو/حزيران المقبل.
وطيور السلوى صغيرة بحجم العصفور وتتوفر بكميات كبيره بعد عملية التكاثر التي تقوم بها وتستقر وتتكاثر هذه الطيور في الأشجار بالأودية والأماكن الزراعية خارج المدينة وفي الوديان، حسب دراسات في هذا المجال.
وقال تجار طيور في العاصمة صنعاء، إن طائر السمان يصل إلى أسواق العاصمة عن طريق صيادين من المهرة يعملون في المتاجرة بطائر السمان.

وقال مالك محل لبيع الطيور، كمال حسن، لـ”العربي الجديد”، إن هناك إقبالاً على السمان من الزبائن في صنعاء، ويتراوح سعر الـ500 طائر سمان يبلغ قرابة 33 ألف ريال (نحو 130 دولارا).
وأكد خبراء اقتصاد وناشطون، لـ”العربي الجديد”، أن اصطياد السلوى يمثل مهنة موسمية ومصدر دخل لكثير من سكان محافظة المهرة الذين يلجؤون لصيد الطيور المهاجرة.
وحسب السكان، تخرج في اليوم الواحد، عشرات المجموعات من العائلات، حيث يشارك في عملية الصيد جميع أفراد الأسرة للصيد الأب والأم والأولاد والبنات.

ويوضح الناشط والباحث المحلي أنور كالشات، لـ”العربي الجديد”، أن هذه الظاهرة الطبيعية صارت نشاطا اقتصاديا بالإضافة الى أنها أصبحت من الموروث الثقافي لأبناء المحافظة الذين ينتظرون الموسم بفارغ الصبر.

وقال كالشات: الصيادون يبيعون حصيلة الصيد إلى العمانيين، حيث ترتبط المهرة بحدود مع عمان، فيما يمارس بعض السكان الصيد كهواية بغرض الأكل والاستمتاع.
وأضاف: أن الجميع يقوم باصطياد طائر السلوى وبكميات كبيره، يخرج الكبير والصغير الرجل والطفل للاصطياد، حتى المرأة تشارك في هذه الظاهرة الموروثة النادرة.

وأوضح كالشات، أن جميع الناس تخرج في الصباح الباكر وتذهب في مهمة اصطياد السلوى، بل أن البعض قد يسهر الليل مترقبا ومنتظرا ليحجز شجرته والمكان الذي توجد فيه هذه الطيور. وأكد أن كميات الصيد تختلف من فترة إلى أخرى فهناك فترات يتم صيد كميات كبيره واخرى بكميات قليلة.
وأشار إلى نظام حسابي لسكان المهرة يسهل عمليتي العد والبيع، حيث يطلقون كلمة (عَدّة)، على صيد ألفي طائر سمان.
حيث يتفاخر الصيادون نهاية الموسم بما أنجزوه وبعدد الطيور التي اصطادوها، ومن يصطاد ربع عَدة (500) يكون حزينا.

وأوضح كالشات، أن السكان يستخدمون “الأهازيج والتصفير” كوسائل لاصطياد طائر السلوى. كما يتم اتباع آليات وطرق معينه لتجميع الطيور إلى الشجرة المستهدفة.
ويستخدم السكان وسائل بدائية في الصيد، مثل الشباك وأفضلها ما يعرف بـ(المغوير) التي تغطي جزء من الشجرة، ويتم عمل ممر ينتهي الشبك بعرض نص متر وطول ثلاثة إلى خمسة أمتار يضيق كلما طالت المسافة.
كما يقوم الصيادون بما يسمى بالـ(حويش) أي نقل الطيور من شجرة إلى أخرى عن طريق رمي الأشجار بالأحجار واستخدام بعض الأدوات مثل النوف (قطعة قماش مربوطة بحجر) يتم رميها إلى أعلى حتى تتوهم الطيور أنها صقر او ما شابه لكي لا تطير بعيدا بل تنتقل من شجره إلى أخرى حتى تصل إلى الشجرة التي يوجد عليها الشبك والتي تسمى (المرمى).

وطيور السلوى التي تصل محافظة المهرة اليمنية ثلاثة أنواع تختلف بحسب اللون والحجم، فأكبرها حجما هي “العفري” ولونها رمادي ممزوج ببعض الريش الأسود القريب من اللون الأحمر.
والنوع الثاني حجمه متوسط ولونه الطاغي الأسود فسمي “حوري” لأن اللون الأسود في لهجة سكان المهرة يعني حاور.
والنوع الثالث هو “الحضني” وهو أصغرهم حجما وأكثر أنواع السلوى تكاثرا واسمه نسبة إلى لونه الأخضر.
وتساهم حرفة اصطياد وتجارة السمان في مواجهة أزمة البطالة ومحاربة الفقر الذي يصل إلى أكثر من 70% في اليمن، حسب تقارير دولية.

أخبار ذات صله