fbpx
السلفيون والسياسة

تميز أتباع المنهج السلفي في اليمن بالتعليم والدعوة، وما يعرف بمنهج (التصفية والتربية) ، الاهتمام بالعلم وتصفيته وإيجاد محاضن تربوية للعمل به وتطبيقه …
حقق السلفيون نجاحا نوعيا على مستوى التصفية، وإيجاد مناخا علميا يهتم بالدليل ويحارب الشرك والبدعة، وأخفقوا في باب التربية، وغاب عنهم المكنة في الارتباط بالعصر، تشخيصا وتحليلا، ولم يستطيعوا السيطرة على الانقسامات الحادة داخل الذات السلفية..
استمر عملهم لما يزيد العقدين، حتى أخرجوا مئات من طلاب العلم، وأصبحوا رقما لا يستهان به على المستوى العلم للنسيج الديمقرافي
حرصوا على اجتناب ملفين، ( ملف الجهاد، وملف السياسة،) حتى فرض عليهم ملف الجهاد فرضا، فسجلوا أروع البطولات، وانصع الصفحات، وقد شهد لهم القاصي والداني بذلك، لما يتميزون به من صدق وإخلاص وإيمان….
تحاشا كثير منهم ملف السياسة والسلطة، وفضل الانكفاء بعيدا والرجوع إلى المسجد، والهروب من العاصفة، والاهتمام بالتعليم كمطلب استراتيجي لإصلاح الأمة، بينما جزء منهم دخل في السلطة وهم على جماعيتن:
الأولى هرولة إلى حضن الإمارات، باعتبار العوامل المشتركة في محاربة الإخوان، والبحث عن منهج يتوافق والسياسة العامة للإمارات، بغض النظر عن أهداف ومطالب الشهداء ….
وهؤلاء على جلالة قدرهم لم يكن عندهم معرفة ببواطن السياسة ومكرها، وليس عندهم إدراك لعمق السياسة الامارتية فبغض الإخوان غير كاف لصناعة سياسة مستدامة ، ولا ينبغي الانبطاح التام، فسيادة اليمن مطلبا استراتيجيا هو حق للأجنة في بطون الأمهات، قبل أن يكون حقا للأحياء فلا يجوز التفريط به …
والجهة الثانية : عملت تحت سلطة الرئيس هادي، ممثلة بالقيادة السياسة والعسكرية لمحافظة عدن، وهؤلاء درجة تعتبر أفضل من سابقتها..
بنظري يحتاج السلفيون إلى لقاح السياسة، ليس بمفهومها الحزبي، ولكن بمفهموها العملي، على الأقل للحافظ على ذاتهم من أن يكون لقمة سائغة بيد هوامير السياسة..
بناء مناخا سياسيا موحدا، ورؤية عامة تتوافق مع المكونات الأخرى أمر ملح، للخروج من التصدع في أعلى الهرم، والتطاحن في قاعدة الهرم…
فالعدو اليوم أصبح واضحا وبارزا، والكل تضرر منه ، وهناك أهداف عامة يتفق عليها الكل، وأهداف خاصة يمكن تحقيقها وفق عمل نوعي مرن….
السلفيون هم أكثر الجماعات تأثرا، وأكثرها تضحية، والحرب اليوم ليست قضايا علمية فقهية ، ولا عسكرية جهادية، ولكنها معركة فكرية سياسية، تتطلب الانفتاح بدون انبطاح، والتركيز على الأهداف المشتركة للخروج من عنق الزجاجة…
د.عبد المجيد العمري