ونقلت قناة العربية نقلا عن مصدر سياسي في مفاوضات الكويت قوله، إن “رئيس وفد الحوثيين محمد عبدالسلام قدم اعتذاراً للسفير الأميركي فـي الـكـويـت وذلـك بعدما حــدث مـن مضايقات واعـتـداء عـلـى طـاقـم الـسـفـارة الأميركية وجـنـود المارينز أثـنـاء مغادرتهم مطار صنعاء والاسـتـيـلاء على سيارات الـسـفـارة عـقـب دخـول الـحـوثـيـين لصنعـاء”.

وكانت معلومات قد أشارت إلى أن واشنطن مارست في الآونة الأخيرة ضغوطاً مكثفة على التحالف العربي وعلى الحكومة اليمنية الشرعية من أجل القبول بتسوية سياسية يحصل فيها الانقلابيون على تنازلات كبيرة.

وبحسب المصدر، قـال عـبـدالـسـلام للسفير: “نـحـن نأسـف لـحـدوث تـلـك الـتـجـاوزات غير المنهجية في ثقافتنا، والخارجة عن إرادة قيادتنا، وأنها حدثت نتيجة للإرباك الذي حصل خلال تلك الفترة الـحـرجـة”، بحـسـب تـعـبيره.

ورأى محللون أن ذلك يعزز حقيقة التناقضات بين شعار “الموت لأميركا” الذي ترفعه الجماعة وبين ما يدور خلف الكواليس من تقارب حوثي أميركي.

وكان السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين ألمح في معرض رده على أحد الصحافيين قبل نحو عامين، أنهم يتعاملون مع شعار الموت لأميركا باعتباره مجرد شعار للاستهلاك الإعلامي لا أكثر”.

وكانت الأوساط اليمنية قد أبدت دهشتها من تغاضي واشنطن عن إدراج الحوثيين ضمن لائحة الإرهاب على الرغم من ممارساتهم التي لا تقل عما تقوم به “داعش” أو القاعدة من تفجيرات وأعمال قتل وإجرام، متسائلة كيف لا تحرك واشنطن ساكناً رغم أن هذه الجماعة ترفع شعار “الموت لأميركا”.

ويقول المحلل السياسي مصطفى سعيد: “في زمن نظام المخلوع علي عبدالله صالح الذي خاض 6 حروب مع المتمردين الحوثيين ـ قبل أن يصبح حليفهم لاحقا ـ تقدمت حكومة صنعاء أكثر من مرة بطلب إلى واشنطن ولندن من أجل إدراج ميليشيات الحوثي في قائمة الإرهاب، لكن طلبها لم يحظ بقبول أميركي أو بريطاني، وتبين لاحقاً أن أميركا تتعامل ببرودة وربما بغض الطرف عن هذه الجماعة”.