fbpx
المبعوث الاممي ولد الشيخ يجدد تأكيده على أن الواقع الجنوبي محط اهتمام رئيسي
شارك الخبر
المبعوث الاممي ولد الشيخ يجدد تأكيده على أن الواقع الجنوبي محط اهتمام رئيسي

يافع نيوز – خاص:

جدد المبعوث الأممي الى اليمن، السيد – اسماعيل ولد الشيخ – تأكيده ان الواقع الجنوبي يعد محط إهتمام رئيسي .

وقال ولد الشيخ، في كلمته بمنتدى الدوحة : يبقى الواقع الجنوبي محط اهتمام رئيسي ولا بد أن يكون هناك تصور شامل للمرحلة المقبلة يتم بحثه مع الأطراف المعنية وعلى رأسها القيادات الجنوبية.

 

كلمة ولد الشيخ:

السيدات والسادة،

أتيت إلى منتدى الدوحة قادماً من الكويت التي تشهد مفاوضات يمنية – يمنية حاسمة تهدف إلى وضع حد للصراع الدامي الذي حصد أرواح المئات من الأبرياء. مفاوضات تعقدت وتشعبت وتعرقلت عدة مرات لكنها مستمرة بعزم حتى التوصل لحلول مستدامة. لا شك أن التحديات كثيرة ولكنها ليست مستعصية ونحن واثقون من إمكانية البناء على الأرضية المشتركة الصلبة في حال قرر الأطراف تقديم الضمانات والتنازلات فمشاورات السلام فرصة تاريخية قد لا تتكرر.

ان النزاع في اليمن قد طال والوضع الانساني لا يحتمل الانتظار. فالأرقام تؤكد أنه خلال عام واحد، سقط ما يقارب 7000 قتيل و35000 جريح فيما اضطر ثلاثة ملايين شخص لمغادرة منازلهم بحثا عن ملجأ آمن. ان اليمن يخوض حروبا على جبهات مختلفة يدفع ثمنها باهظا من أمنه واستقراره. فالعمليات الارهابية التي تستغل غياب الدولة طبعت يوميات اليمنيين في معظم أنحاء البلاد. بيد أنه لا يسعنا في هذا الصدد الا أن نشيد بالنجاحات التي بدأت تحققها السلطات الأمنية مؤخرا في مكافحة الارهاب.

لقد بدأ العمل بوقف الأعمال القتالية في منتصف ليل 10 نيسان / أبريل وبالرغم من الخروقات المقلقة في بعض المناطق، تفيد التقارير أن ثمة تحسن ملحوظ على الصعيد الأمني مما فسح المجال للمنظمات الانسانية بتوسيع مجالات عملها اذ استفاد ما يزيد عن 13 مليون شخص من المساعدات المقدمة وهذه مساعدات متواضعة نظرا للوضع الانساني الصعب.

وبعد بدء وقف الأعمال القتالية بأيام انطلقت مشاورات السلام اليمنية – اليمنية برعاية الأمم المتحدة وباستضافة دولة الكويت.
اجتمع الوفدان في جلسات عامة وثنائية لمناقشة المبادئ والمرجعيات التي تنطلق منها المفاوضات قبل أن ينقسما إلى ثلاث مجموعات عمل رئيسية. وقد فصل بيان رئيس مجلس الأمن الصادر في الخامس والعشرين من أبريل أبرز توقعات المجتمع الدولي. فعلى الصعيد السياسي، دعا المجلس الأطراف اليمنية إلى وضع خارطة طريق لاستعادة مؤسسات الدولة واستئناف الحوار السياسي وإجراء تغييرات لضمان أن تكون المؤسسات السياسية شاملة للجميع. أما على الصعيد الأمني فقد دعا المجلس الأطراف اليمنية إلى وضع خريطة طريق لعمليات الانسحاب وتسليم الأسلحة الثقيلة وتيسير التفاوض على انسحاب الميليشات والجماعات المسلحة والإشراف على الإنسحاب وإتاحة تسليم السلاح بطريقة منظمة.
لقد عرضت على الأطراف اطارا استراتيجيا عاما يشمل مقترحات تقدم بها الفريقان ويجمع محاور عدة تشمل الأبعاد الأمنية والاقتصادية والسياسية للمرحلة المقبلة. تم تصميم هذا الإطار انسجاماً مع قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والقرارات ذات الصلة، مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني التي تضمن مسألة الشرعية وتقدم حوافز لاشراك كل المكونات السياسية في البلاد. يشكل هذا الاطار أرضية صلبة لحل تفاهمي سياسي شامل وقد لقي دعما كبيرا من المجتمع الدولي. كما وضعت الأمم المتحدة خطة عمل لتحسين الوضع الاقتصادي الناتج عن النزاع السياسي.
ويبقى الواقع الجنوبي محط اهتمام رئيسي ولا بد أن يكون هناك تصور شامل للمرحلة المقبلة يتم بحثه مع الأطراف المعنية وعلى رأسها القيادات الجنوبية.
أما السجناء والمعتقلين والموضوعين تحت الإقامة الجبرية والمحتجزين تعسفيا فقد أنشئت لهم مجموعة عمل منبثقة من المفاوضات تعمل على وضع تدابير عاجلة للإفراج عنهم بأسرع وقت ممكن. وقد أحرزت هذه المجموعة تقدماً كبيراً في التوصل إلى تفاهمات مبدئية.
وايمانا منا أن لا أحد يفهم أهمية السلام والأمن في أي بلد أكثر من نسائه، لقد دعينا الى الكويت سيدات يمنيات قياديات أجمعن على أهمية الحل السمي وقدمن للأطراف توصيات ومقترحات. فمن أكثر منهن، يقلق على مستقبل البلد ويستطيع المساهمة في تصويب الأمور؟

نحن اذن في مرحلة دقيقية نعمل فيها على تدوير الزوايا، وما أكثرها، وتطبيق اجراءات الثقة، وما أعظمها. وتبقى الضمانات المطلوبة من الطرفين سيدة الموقف.

سيداتي وسادتي،
إذا فككنا المشهد اليمني سنجده مفعما بالتعقيدات الداخلية والخارجية وهناك تداخل للعديد من الأبعاد الاقتصادية والأمنية والسياسية. فأمن اليمن يهدد أمن الخليج ومن الواضح أن الوضع الراهن يحمل تداعيات سلبية على أمن واستقرار دول مجلس التعاون.
أدرك أن الجميع بانتظار حل سريع ولكن ما نسعى للتوصل اليه هو حل متين شامل يعيد السلام لليمن والأمن لليمنيين. ان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي يضعون في التصرف كل الدعم السياسي واللوجستي ولكن القرار بيد اليمنيين أنفسهم فلندعوهم مرة أخرى من هنا، من دولة قطر، الى تغليب المصلحة العامة وتقديم التنازلات التي تخدم الوطن والمواطن والتي تضمن مستقبلا مشرقا يستحقه اليمن.
أخبار الموت والحوادث تملأ يومياتنا من كل حدب وصوب. طائرات تسقط اعصارات تتكرر والمتضرر الأكبر مدنيون لا حول لهم ولا قوة. هذه أحداث لا يستطيع الانسان السيطرة عليها أو التحكم بها. أما الحروب والنزاعات السياسية فممكن معالجتها اذا تحلى الأطراف بحسن النية.
بناء على ذلك، نجدد اصرار الأمم المتحدة على أن ينعم اليمن بالأمن والسلام ونؤكد أننا اليوم أقرب الى السلام من أي وقت مضى فالسلام قريب لمن يريد السلام

أخبار ذات صله