fbpx
لا لثقافة الاحتجاج بالبلطجة!
 الوضع الحرج الذي نعيشه في الحبيبة عدن، في ظرف استثنائي صعب جداً، نتكبد فيه كل أشكال المعانأة و الظروف الصعبة..
و لكني ارى في خفاياه شعاعا مبشرا باﻷمل بإذن الله،
كمثل الولادة في عملية قيصرية ترافقها آلام شديدة، فينتج بعد الصبر على الإبتلاء، مولودا صحيحا متعافي
و سيكون إن شاء الله فرجا قريب..
العدوان خلق الفوضى التي كأن يريدها بعد أن إندحر مهزوما، كأن لابد ان لا يترك مجال لكي نستمر في طريق تخقيق النجاح، فذلك سيجعل المناطق التي لاتزال تحت سيطرته تنشد نفس مصير المناطق المحررة..
فكأن لابد ان يزرع العراقيل و يكيد المؤمرات، كأن لابد من تغيير خطة الحرب بإغراق المناطق التي اندحروا منها و استبدالها بالفوضى و الارهاب و البلطجة و تقطيع سبل الحياة..
من عواقب هذه الحرب التي طالت عمرا في الشمال فتسببت ب اعاقة الجنوب بالشلل الذي أصاب كل مؤسسات الدولة و مرافقها…
الجنوب تحرر ارضا و لكنه لا يزال يحتكم إلى سلطة الشرعية، و المفروضة علينا في الوقت الراهن، تمليه مصلحة دول التحالف و حتى مصلحتنا بسبب عدم إكتمال نضوج قدرتنا على إدارة دولة بعد لأسباب نعرفها جميعا.. و اهمها عدم وجود قيادة موحدة تجمعنا، و استعادة البنى التحتية لدولة ماقبل تسعيين التي خربت و طمست بشكل متعمد..
كما ان الإنفصال حاليا له تبعات قد تجهضه قبل ان يولد و ذلك لأننا سنسحب الحجة التي تدخلت بموجبها دول التحالف و هي التدخل بطلب من الشرعية..
و إن تم ذلك، سنجد أنفسنا نقف في وجه العالم وحيدين و هذه المرة بدون سند.. الأمر الذي سيضخ الدماء مجددا في عروق قطيع ذئاب العدوان و سيستعيد نشاطه و حيويته، في العودة مجددا للإعتداء علينا و الإستفراد بنا بمساندة تعداد سكاني مغسول الدماغ في ما يتعلق بتصنيف الوحدة كمقدس لايمس، شعب افلاطوني السرعة في التجمع إن تعلق الأمر بالجنوب، طبعا و لاننا اصبحنا أكثر قوة و إستعداد فربما ندخل في حرب عبثية طويلة تنهزم فيه جميع الموجودات، ستخور فيها قوأنا بالتزامن مع قوى العدوان !
لذلك و ايضا لوجود عدو مشترك أكثر بشاعة منهم اقتضت المصالح و تقاطعت، بالقبول بالشرعية و الحرص على بقائها و الإستفادة من شرعيتها في ضرب المشروع الإيراني الخطير، ذلكم الغول الدميم الصفات بما يحمل من حقد و جهل و تمييز طائفي و إنحراف في الدين..
الشرعية التي بسببها نعيش مأساة حقيقة نفتقر بها الى كل متطلبات الحياة و أهمها الكهرباء!
قد يبدو اﻷمر مستهجنا و غريبا و لكني ارى ان نساعد سلطتنا المحلية في تجاوز هذه الصعاب التي نعيشها و أن نسلك سلوك إيجابي بعيد عن التصرف البلطجي في التعبير عن غضبنا بتخريب ممتلكاتنا، فهل ستظهر أمامنا أبراج الكهرباء الهادرة باصوات التوربينات حين نقطع الشوارع على أهالينا و نحرق الإطارات و نتسبب بتلوث الهواء الذي يستنشقه أمراض مصابون بالربو و غيره من أمراض الجهاز التنفسي؟!
ما الذي سنستفيد حين نخرب مولدات الكهرباء، لأننا غضبنا لإنقطاع الكهرباء…
ذلك التصرف لن يزيد اﻷمر إلا سوء و مشكلتنا تفاقم و تعقيد.
فهل نتصرف كمشروع شعب متحضر و نساعد انفسنا قبل لوم الأخرين لإنهم لا يمدوننا بالمساعدة؟!
و هل أن المحافظ الزبيدي سعيد بعذه الأوضاع التي تعرقل نجاحه في العمل؟!
هل نمد له يد العون و نلقي بمعاول الهدم جانبا؟!
وهل قبل أي شئ آخر نتقي الله؟!
نبيل محمد العمودي