fbpx
نعم لمساعدة المحافظ لا محاربته

بدأ خراب الكهرباء بشكل عام مع بدء نظام التأجير لتوليدها والذي أسس لأباطرة فساد في كل جزء من هذه المنظومة .. وزراء في نظام المخلوع صالح أسسوا لهذا الفساد في الطاقة .. ثم جاء وزراء في حكومة الوفاق بعد ثورة الشباب وصعد وزراء فاسدين جدد بينهم جنوبيين أستغلوا سلطتهم كممثلين للإصلاح ودخلوا لعبة الفساد في الطاقة المؤجرة عبر شركات مع اقربائهم لتأجير الطاقة او الإستيراد لمواد توليدها.
لا يمكن بأي شكل كان اليوم أن نحمل فساد الطاقة المؤجرة في عدن مثلا المحافظ عيدروس الزبيدي أو في حضرموت بن بريك والتي تحتاج إلى فك الشفرة التي تحرك هذا الفساد في الطاقة الذي دوخ بدول التحالف وتحديدا الإمارات التي صدمت بإستشراء الفساد بين المسؤولين ليس عن الطاقة فحسب ، بل وفي قطاعات كثيرة .
صحيح أن الحرب على الفساد ستحتاج وقتا لتجفيف منابعه وقص الأيادي العابثة بحياة الناس .. ولكن علينا أن نكون واقعيين وأن لا تجرفنا العواطف بتحميل رجال أوفياء مثل محافظ عدن التي تعالت أصوات تستهدفه شخصيا متجاهلة جوهر ومسببات المشكلة نفسها وايادي الفساد المتشابكة التي تلعب بهذا القطاع الحيوي.
اعرف الرجل شخصيا فلا غبار على نظافة يديه وقوة عزيمته وإرادته في إحداث تغيير حقيقي في عدن .. فنجح أمنيا مع مدير الشرطة شلال علي شائع وشباب المقاومة الجنوبية في اقتلاع الخلايا النائمة التي أرادت الانقضاض على الانتصار الذي حققه الجنوبيين في تحرير عدن ومدن الجنوب الأخرى من جحافل مليشيات الحوثي وبلاطجة المجرم علي عبدالله صالح .. وبفضل الله وعزيمة الرجل والتفاف أبطال المقاومة والتحالف حوله إلى جانب حماسة المواطنين استطاعت عدن أن تستعيد إنتصارها وحريتها بعد أن كانت على وشك السقوط في مستنقع الفوضى المسلحة .. وما أن بدأنا نتعافى أمنيا حتى ظهر تحدي أخر في توفير الخدمات أهمها الكهرباء مع بدء فصل الصيف وقرب شهر رمضان .. ولأن قضية الفساد في هذا القطاع ليس جديدة ، ولكن التعمد في التنغيص على حياة الناس من قبل لوبي الفساد المعروف في الكهرباء وشراء الطاقة هدفه سياسي وهو خلق حالة من عدم الاستقرار والفوضى واللجوء إلى إسقاط عدن ثانية في دوامة العنف للبحث عن ذريعة لإسقاط السلطة المحلية وتوجيه كل السهام نحوها، مع أننا نعلم أن فساد الطاقة تعاقبت عليه حكومات كثيرة ومنهم وزراء في مناصبهم حتى اليوم .
أن ما أريد قوله هنا أني أشتم حملة منظمة وغير مسؤولة على محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي الذي لم يتجاوز بضعة أشهر وتحميله فساد عشرات السنين .. كلنا نعرف أن الوضع إستثنائي والتركة مثقلة بملفات يصعب حلها بهذه السهولة .. ذهاب المحافظ كما ينادي البعض أو يتمنون لن يأتي لنا من سيخلفه بالكهرباء أو المياه دون إنقطاع ، وإلا لما ورث الزبيدي هذا الفساد المتشابك .. علينا مساعدة الرجل بالنصح وتقريب ذوي الاختصاص والدعم والالتفاف الشعبي لأن المتربصين كثيرين لإفشال الجنوب في السلم بعد أن انتصر في الحرب.
والله من وراء القصد