fbpx
وصلت حتى خالد الرويشان

د عيدروس نصر ناصر
في أواخر التسعينات (لم أعد أتذكر العام بالضبط) وبعد فوز الرئيس الموريتاني السابق ولد الطايع في آخر انتخابات رئاسية في عهده بنسبة 99% نشرت صحيفة الثوري كاريكاتيرا للرسام الرائع أبو سهيل يقول فيه : هذا يؤكد ما يقوله الموريتانيون أن أصولهم يمنية.
تذكرت هذه الطرفة وأنا أقرأ ردود الأفعال الانفعالية الصاخبة التي قوبلت بها تغريدة للإماراتي ضاحي خلفان والتي يقول فيها أن اليمن ليست أصل العرب، وقد نال الرجل شتائم وتهكمات وتحقيرات كثيرة من قبل عشرات الكتاب الشماليين شملت حتى خالد الرويشان وزير الثقافة السابق والمثقف الرصين والأديب المفوه، فقط وفقط على هذه التغريدات رغم نيله الإعجاب والاستحسان على عشرا التغريدة دون غيرها التي تشيد باليمن واليمنيين.
لا أدري ما الذي يفاخر به اليمنيون عند ما يقول الآخرون أن أصولهم يمنية، ولا ماذا يغضبهم عندما يقول البعض أن اليمن ليست أصلهم؟
ما الذي يتفوق به اليمنيون على غيرهم حتى يشطحون وينطحون ويتبخترون على العالم؟
دعونا نأخذ الحقائق التي تخرس الشياطين، والملائكة معا:
• اليمن في ذيل القائمة بين دول العالم في مستوى النزاهة!
• اليمن في ذيل القائمة بين دول العالم في مستوى التعليم!
• اليمن في ذيل القائمة بين دول العالم في مستوى الشفافية!
• اليمن في ذيل القائمة بين دول العالم في مستوى الاستقرار!
• اليمن في ذيل القائمة بين دول العالم في مستوى التكافل الاجتماعي!
واليمن لا توجد في المقدمة في قائمة التقييم العالمي إلا في انتشار الفساد والرشوة والسلاح والاتجار بالممنوعات والتهريب والتهرب من الضرائب، وربما هي كذلك في احترام حقوق الإنسان وفي انتشالر الأوبئة وفي احترام الأقليات وفي عشرات المعايير غير كل هذا.
هذه القضايا كلها لا تدفع العربي إلى التفاخر بأصوله اليمنية، ومن حق أي كان أن ينكر أصوله اليمنية دون أن نعترض عليه أو نعاقبه، مع يقيني وإيماني أن مسألة الأصل العرقي ليست قضية سياسية أو أخلاقية أو دينية، ولا تبحثها القصائد والمقالات الصحفية والمنشورات الأدبية، لكنها قضية أنتروبولوجية وديمغرافية يبحثها المتخصصون ويبرهنون أو يدحضون ما يتصل بها من حقائق.
بقي لي التعليق الأخير على الصديق خالد الرويشان الوزير السابق والنائب الشوروي:
ليست إسرائيل هي من يطالب باستعادة الجنوبيين لدولتهم، وهي ربما لا تنشغل كثيرا باليمن جنوبها وشمالها فلديها من يقوم بما لا تستطيع القيام به، الذين يطالبون باستعادة دولة الجنوب هم أكثر من خمسة ملايين جنوبي يشتعلون حنينا إلى وطن بلا حروب وبلا أسلحة وبلا قات وبلا مخدرات وبلا مشائخ وبلا إرهاب وبلا تعالي وبلا تمايز في المواطنة . . . .وطن فيه كرامة وعزة واستقرار ورغيف خبز وكتاب وضوء وماء نقي وأمان ومركز شرطة يلتجئ إليه المظلوم، وقرص أسبرين مجاني يطفئ الألم ويعيد العافية للجسد الذي أنهكه اللصوص والمسلحين والمشائخ وتجار الممنوعات.
ولو طالبت إسرائيل بفصل الجنوب فإن الجنوبيين سيتوجهون لها بالتحية، لكنها لن تفعل ذلك لأن مصلحتها تكمن في استمرار الطغيان والعبودية والحروب والاقتتال!
ولك مني صادق التحيات.